اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وابتعدت المخرجة كورالي فارجيت عن الأسلوب التقليدي في ترتيب الأحداث، فالعمل لم يتبع خطًا زمنيًا مستقيمًا، بل قدّم مشاهد وأحداثا متوازية تخلق شعورًا بأن هناك استعادة/ فلاش باك رغم عدم وجوده فعليًا، وهذا الأسلوب ساعد في نقل شعور تداخل الأزمنة والأحداث، وخلق بُعدًا فضائيا مختلفًا في الإخراج وأعطى اللغة السينمائية طابعًا غير تقليدي أثبتت من خلاله المخرجة الفرنسية إمكانياتها في أن يكون لها حضور قوي في السينما الأوروبية والغربية.
ويستند معظم أفلام الخيالي العلمي الأميركية إلى نظريات علمية، بعضها تم اختباره بالفعل، والبعض الآخر لا يزال في طور الإنجاز. وفيلم “المادة” يثير تساؤلات منطقية حول إمكانية أن يكون تمهيدًا لفكرة اختراع مادة تعيد الإنسان إلى شبابه، كما رأينا في هذا العمل، ورغم أن هذه الفكرة تبدو خيالية في ظاهرها، لكنها ليست بعيدة المنال في ظل التطور العلمي السريع الذي يشهده العالم اليوم، فمع تقدم الأبحاث في مجالات الطب الحيوي والتكنولوجيا، تصبح الحدود بين الخيال والواقع أكثر ضبابية، وهذا ما يجعل فكرة كهذه قابلة للنقاش والاحتمال في المستقبل، حتى وإن كانت في الوقت الراهن مجرد محور لإثارة الدراما والخيال السينمائي.
قضية حقيقية تعيشها النساء في ظل عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي الذي يثير الهوس بالجمال المثالي والصورة المبهرة
وكورالي فارجيت هي مخرجة وكاتبة سيناريو وممثلة فرنسية ولدت في باريس، درست علوم السياسة في إحدى الجامعات الفرنسية المرموقة، ثم تابعت دراستها في مدرسة السينما الفرنسية وتعلمت فنون الكتابة السينمائية، وبدأت مسيرتها الفنية بإخراج أول أفلامها القصيرة بعنوان “التلغرام”، وهو ما كان بمثابة انطلاقة لها في عالم السينما.
وقامت بإخراج مسلسل “الساحرات الجنيات” بالتعاون مع آن إليزابيث بلاتو، وهو مسلسل كوميدي موجه للأطفال تم عرضه بشكل يومي على قناة “تي إف ۱”، و لاقى استحسانا كبيرا من الجمهور، ومن ثم أخرجت فيلما قصيرا آخر بعنوان “رياليتي بلاس”.
وتحققت شهرة واسعة لكورالي فارجيت بعد إخراج فيلمها الطويل الأول “رافنج”، الذي تم عرضه في مهرجان كان السينمائي وأثار إعجاب النقاد والجمهور، وفي وقت لاحق عادت إلى مهرجان كان بفيلمها الثاني الطويل “ذا سابستنس”، من بطولة النجمتين ديمي مور ومارغريت كوالي، وهناك تم اختيار الفيلم للمشاركة في المسابقة الرسمية في المهرجان وحصل على جائزة أفضل سيناريو.
وكورالي فارجيت عضو في جماعة ۵۰/۵۰، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين والتنوع في صناعة السينما والسمعيات البصرية، وتعد هذه المبادرة جزءا مهما من رؤيتها للمساهمة في تحسين الوضع الاجتماعي داخل هذا القطاع.
وشاركت كورالي فارجيت في العديد من المهرجانات السينمائية الهامة، وتم تكريمها بجوائز عديدة منها جائزة أفضل مخرجة في مهرجان برشلونة السينمائي، كما فاز فيلمها “ذا سابستنس” بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان ۲۰۲۴٫ بالإضافة إلى ذلك فاز الفيلم ذاته بجائزة اختيار الجمهور في مهرجان تورونتو السينمائي.
وتم ترشيح كورالي فارجات لجائزة “غولدن غلوب” لعام ۲۰۲۵ عن فئتي أفضل مخرجة وأفضل سيناريو ، وهو ما يعكس نجاحها البارز في صناعة السينما، كما تم اختيار العديد من أفلامها ضمن المنافسات الرسمية في المهرجانات السينمائية العالمية، بما في ذلك مهرجانات كان وجيرارمير.
المصدر: العرب