اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
يأتي هذا التحول استجابة لما وُصف بأنه تصعيد من مجموعة متطرفة من المؤثرين المعروفين “بالمانوسفير” وهي شبكة يمينية متطرفة من الرجال الذين استخدموا فوز المرشح الجمهوري الرئيس المنتخب دونالد ترامب في الانتخابات لتبرير الهجمات الخطابية ضد النساء على الإنترنت وتكثيفها.
قام بعض أعضاء هذه الحركة بإعادة توظيف شعار من الستينيات كان يستخدم للدفاع عن حقوق الإجهاض، ليحولوه إلى تهديد صريح للنساء عبر الإنترنت وفي الحرم الجامعي، تحت شعار: “جسدك خياري”.
بنظر العديد من النساء، يمثل هذا الشعار نذيرًا مقلقًا لما قد يحدث في المستقبل، إذ ينظر بعض الرجال إلى نتائج الانتخابات كرفض لحقوق الإنجاب وحقوق المرأة.
تقول بيريز “مجرد شعوري بأنني مضطرة إلى حمل رذاذ الفلفل أمر محزن. النساء يرغبن ولهن الحق أن يشعرن بالأمان”.
إيزابيل فرانسيس-رايت، مديرة قسم التكنولوجيا والمجتمع في معهد الحوار الإستراتيجي، وهو مركز بحثي يركز على قضايا التطرف والاستقطاب، قالت إنها لاحظت ارتفاعًا كبيرًا في الخطاب المعادي للنساء بعد الانتخابات الأميركية، وأضافت “شاهدنا زيادة واضحة في أنواع مختلفة من الخطاب المعادي للنساء، بما في ذلك كراهية شديدة وعنيفة”.
وتابعت فرانسيس-رايت “أعتقد أن العديد من النساء التقدميات صُدمن من السرعة والقوة التي اكتسب بها هذا الخطاب زخمه”.
شعار “جسدك، خياري” الذي أثار الجدل نُسب إلى منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) من قبل نيك فونتيس، وهو شخصية يمينية متطرفة اشتهرت بإنكار الهولوكوست.
منشور فونتيس الذي كان قد حضر مأدبة عشاء مع ترامب في منتجع مارالاغو بفلوريدا قبل عامين حقق ۳۵ مليون مشاهدة خلال ۲۴ ساعة فقط، وفقًا لتقرير صادر عن معهد الحوار الإستراتيجي.
انتقل شعار “جسدك، خياري” بسرعة إلى منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، وذكرت نساء على “تيك توك” أن العبارة بدأت تغمر التعليقات في منشوراتهن. كذلك ظهر هذا الخطاب في العالم الواقعي؛ إذ وردت تقارير عن أطفال في المدارس الإعدادية يرددون العبارة، بالإضافة إلى سماعها في الحرم الجامعي.
وذكرت أمّ أن ابنتها سمعت الشعار ۳ مرات في يوم واحد في جامعتها، وفقًا لتقرير معهد الحوار الإستراتيجي.
بعض المناطق التعليمية في ولايتي ويسكونسن ومينيسوتا أرسلت إشعارات إلى الأهالي لتحذيرهم من هذا الخطاب، كما تمت إزالة قمصان تحمل الشعار من موقع أمازون بعد الجدل الذي أثارته.
لا تعد الهجمات المعادية للنساء جديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها تصاعدت بشكل ملحوظ بعد الانتخابات.
وأصبح من الشائع نشر تعليقات تدعو النساء للعودة إلى الأدوار التقليدية، مثل “ارجعن إلى المطبخ”، أو المطالبة “بإلغاء التعديل التاسع عشر” الذي منح النساء حق التصويت.
وفي الأيام التي تلت الانتخابات، حصدت المنشورات العشر الأكثر تداولًا على منصة “إكس” والتي تدعو إلى إلغاء التعديل التاسع عشر أكثر من ۴ ملايين مشاهدة.
أما في جامعة تكساس الحكومية فقد أثار رجل يحمل لافتة كتب عليها: “النساء ملكية” غضبًا واسعًا. وأكد رئيس الجامعة أن الرجل لا ينتمي إلى الكادر التعليمي أو الطلابي، وقد أُخرج من الحرم الجامعي، مع دراسة اتخاذ إجراءات قانونية بحقه.
بالإضافة إلي ما سبق، ترك مجهولون تهديدات بالاغتصاب على مقاطع “تيك توك” لنساء عبّرن عن رفضهن لنتائج الانتخابات. ففي منتديات “۴تشان” المتطرفة، ظهرت دعوات لتشكيل “فرق اغتصاب” واعتماد سياسات شبيهة بتلك الواردة في رواية “حكاية الجارية” التي تصور استعباد النساء في نظام قمعي.
تقول فرانسيس-رايت “ما كان مخيفًا هو السرعة التي انتقل بها هذا الخطاب من الإنترنت إلى تهديدات واقعية”.
وأشارت إلى أن الخطاب العنيف على منتديات “۴تشان” ارتبط سابقًا بهجمات عنصرية ومعادية للسامية، ومن ذلك حادثة إطلاق النار في بوفالو عام ۲۰۲۲ التي نفذها أحد أنصار تفوق العرق الأبيض وأسفرت عن مقتل ۱۰ أشخاص.
أثناء حملته الانتخابية، اعتمد الرئيس الأميركي المنتخب ترامب على رسائل موجهة للشباب الغاضبين من التغيرات الاجتماعية. لعبت قضايا الجندر دورًا في حملته، إذ اعتمد فريقه على استقطاب الرجال الشباب، وأظهرت استطلاعات “أسوشيتد برس فوت كاست” أن ترامب زاد من دعمه بين الرجال، خاصة الأصغر سنا، بينما حصل على دعم ۴۴% من النساء اللواتي تراوح أعمارهن بين ۱۸ و۴۴ عامًا.
يرى بعض الرجال في عودة ترامب إلى البيت الأبيض تأكيدًا لأدوارهم التقليدية في المجتمع، بينما شعرت نساء كثيرات بأن الانتخابات كانت استفتاء على حقوقهن.
بيريز التي تدرس العلوم السياسية تقول إنها وشقيقتها يعتمدان على دعم بعضهما للتصدي للمناخ العدائي. وتضيف “نحن نتأكد دائمًا من وصولنا سالمتين إلى المنزل، كما ننظم أمسيات نسائية للاحتفال بالإنجازات، مثل تحقيق الأغلبية النسائية في حكومة الطلاب بجامعتنا”.
واختتمت بيريز بالقول “أريد أن أشجع صديقاتي والنساء في حياتي على استخدام أصواتهن للتصدي لهذا الخطاب وعدم السماح للخوف بأن يسيطر”.
المصدر : أسوشيتد برس