اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
حنان كانت من الأسيرات اللاتي أفرجت عنهن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، من بين ۶۹ امرأة و۲۱ طفلا، منهم ۷۶ من الضفة الغربية و۱۴ من القدس.
۵ ساعات متواصلة انتظرت عائلتها، مع مئات المواطنين وذوي المعتقلين الذين احتشدوا في بلدة بيتونيا غرب رام الله مساء أمس الأحد لاستقبال أبنائهم المفرج عنهم من سجن “عوفر”.
انطلقت العائلة، الأب والأم، والجد والجدة، والإخوة والأخوات من منزلهم في شارع فطاير في مدينة نابلس في الساعة الثالثة من عصر أمس، وهم لا يعلمون بعد، موعد الإفراج ولا حقيقة إن كانت ابنتهم من ضمن المفرج عنهم أم لا، كما يقول الوالد عمار.
وتابع: “كانت فرحتنا لا توصف عندما علمنا ونحن في الطريق أن حنان ستكون ضمن المفرج عنهم من سجون الاحتلال”.
وأضاف: “خمس ساعات من الانتظار في بيتونيا لا ندري كيف مرت. حتى لقاء ابنتي، كان كالحلم، لحظات اللقاء للجميع كانت مؤثرة”.
وتحمل حنان درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام من جامعة النجاح الوطنية، وتم اعتقالها في الثاني من شهر أيلول الماضي من منزلها.
وتصف حنان اللحظات الأولى لمعرفتهن بأن هناك أملا في الإفراج عنهن، بالقول: “أمس وفي الساعة العاشرة صباحا جاءت إحدى المعتقلات وهي حنين مساعيد من مخيم الدهيشة، تخبرنا بأنه سيتم الإفراج عن معظمنا، عندها انتابتنا فرحة عارمة مغلفة بالخوف خشية ألا نكون منهن، أو أن يكون الخبر صحيحا”.
وأشارت: كان اليوم الأصعب منذ يوم الاعتقال، فالتعذيب والمعاملة السيئة التي تعرضنا لها من إدارة سجون الاحتلال كانا كبيرين، كما تركنا خلفنا ۱۰ من المعتقلات اللواتي لم يصدر بعد أمر الإفراج عنهن، فكان هذا الأمر صعبا جدا علينا”.
وتشير حنان إلى يديها وآثار الجروح عليهما بسبب ضغط القيود التي تم وضعها يوم الإفراج عنهن، وتقول: “تم تقييد أيدينا وأرجلنا، ومكثنا على الأرض لساعات، وكأنهم يريدون تقديم وجبة أخيرة من التعذيب لكل واحدة منا”.
وتضيف معلواني أن “اللحظات الأكثر تأثيرا كانت عندما صعدنا إلى الحافلة، وأنشدنا موطني جميعا، وعيوننا متجهة إلى السماء لأننا أخيرا نراها دون شِباك، وكان الحلم الأكبر الذي تحقق لنا جميعا هو لقاءنا بعائلاتنا”.
حنان قضت فترة اعتقال دامت أربعة أشهر ونصف شهر داخل المعتقلات الإسرائيلية، وتصفها باللحظات الأسوأ التي يمكن لأي إنسان أن يعيشها على الإطلاق، فهي تخلو من مقومات الحياة، فلا غذاء كما يجب، ولا أسرّة كافية، ولا أغطية، ولا ملابس جيدة، ولا كماليات، ولا أي شيء.
وتؤكد: “حنان ما قبل الاعتقال ليست ما بعده. فشخصياتنا التي تحملت الكثير باتت أقوى”.
من جهته، قال محافظ نابلس غسان دغلس إن قلوبنا اليوم تفيض بالفرح لخروج الأسرى الذين عانوا، وقاوموا من أجل كرامتنا وحريتنا، هذه اللحظات تذكرنا بأن الأمل لا يموت، وأن التضحيات لا تذهب سُدى.
وأشار إلى أنه في خضم فرحتنا، لن ننسى أبداً دماء شهدائنا الأبرار في غزة وعائلاتهم التي ما زالت تحمل جراحها، وأولئك الذين يبحثون عن مأوى يحميهم من قسوة الظروف.
وثمن دغلس موقف عائلات الأسرى التي أعلنت وبادرت إلى إخفاء مظاهر الاحتفال تضامنا مع العائلات التي فقدت أبناءها.
وقال إننا شعب واحد، توحدنا الأرض والدم، وإرادة التحدي في وجه الاحتلال. فلنكن يداً واحدة، نُعلي قيم التضامن، ونُشعل شعلة الأمل في قلوب بعضنا البعض.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ۲۰۲۳، نفذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال طالت أكثر من ۲۵ ألف مواطن، منهم ما يقارب ۱۴۳۰۰ معتقل من الضفة الغربية بما فيها القدس، والآخرون من قطاع غزة.