اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وأعرب الكثير من الأفغان عن استهجانهم لموافقة حكومة طالبان على السماح للفتيات الأفغانيات بالسفر للدراسة في باكستان، بينما لا تسمح لهن بالدراسة داخل البلاد، معتبرين أن منع طالبان تعليم الفتيات هو السبب في زيادة الرغبة في الدراسة في الخارج عبر المنح، وتحديداً في باكستان.
لكن الأمر أثار غضب حكومة طالبان في كابول، لترد بأنها لم تتوصل إلى أي توافق مع باكستان بخصوص دراسة الأفغانيات. وقال الناطق باسم وزارة التعليم العالي، ضياء هاشمي، في بيان، إن “حكومة طالبان لم تتفق مع أي جهة حول تعليم الفتيات، وما أثير من أنباء وتقارير بخصوص الاتفاق مع جامعات باكستانية لا أساس له من الصحة”.
رغم النفي والتوضيحات لا تزال القضية محل جدل في أفغانستان، خاصة أن هناك تكهنات بأن باكستان بصدد الحصول على تمويل دولي لتوفير فرص تعليم للفتيات الأفغانيات. يقول الناشط الأفغاني وفي الله عادل: “ما تقوم به باكستان أمر غريب، فهي تزج باللاجئين الأفغان، نساء ورجالاً وأطفالاً، في السجون، ولا تسمح للمرضى بتلقي العلاج في مستشفياتها، لكنها في الوقت نفسه تتيح فرص التعليم للفتيات الأفغانيات. يبدو أنها تمارس هذا نكاية في حكومة طالبان”.
ويتهم الناشط الأفغاني بعض الجهات داخل الحكومة الأفغانية بأنها تعمل من أجل مصالح باكستان، وهي الجهات التي تصر على منع الفتيات من التعلم، ما يتيح الفرصة أمام حكومة إسلام أباد لاستغلال الأمر مستفيدة من سياسات طالبان، مع تحول القضية إلى وسيلة ضغط دولية في ظل التدهور القائم بين السلطات في إسلام أباد وكابول.
بدوره، يؤكد الأكاديمي الأفغاني عبد الملك قريب أن “المؤتمر الأخير الذي عقد بشأن تعليم الفتيات في إسلام أباد خلال شهر يناير الماضي، كان هدفه الوحيد هو ممارسة الضغوط على الحكومة الأفغانية، وباكستان تستخدم هذه القضية بقوة، وعندما تعلن هذا العدد من المنح الدراسية، وتخصص للبنات جزءاً كبيراً منها، فتلك سياسة مدروسة، ويبدو أن طالبان لا تعي ذلك، ولا تستوعب القضية بشكل جيد، بينما عليها أن تأخذ خطوات عاجلة من أجل القضاء على المشكلة، فالعالم كله، وغالبية الشعب الأفغاني مستاء من قرار منع تعليم الفتيات”.
وحول التعامل مع هذه المنح، يرى الأكاديمي الأفغاني أن “تعليم الفتيات مهم، سواء كان داخل البلاد أم خارجها، لكن باكستان تستخدم هذه القضية بشكل سيئ، بينما هي تتعامل بشكل قاس مع اللاجئين الأفغان، والحل أن تسمح طالبان بتعليم البنات، وأن تفتح أبواب المدارس والجامعات لهن، حينها لن تذهب أي من الأفغانيات إلى باكستان من أجل الدراسة. أما إن واصلت طالبان سياساتها الحالية، فهذا يعني أنها تتيح الفرصة لباكستان وغيرها”.
على عكس ذلك، ترحب طالبات أفغانيات تم قبولهن في جامعات باكستانية بالمنح الدراسية، ولا يهمهن الدوافع أو الأهداف من وراء ذلك. تقول الطالبة الأفغانية ثمينة محمود عبد الله: “حصلت على منحة دراسية في إحدى الجامعات الباكستانية، وجئت إلى باكستان من أجل الدراسة. كنت أنفق من الأموال التي كان أخي يرسلها من الولايات المتحدة قبل الحصول على المنحة الدراسية، وحالياً أسرتي كلها سعيدة بذلك. لا تهمنا الدوافع والعوامل والمصالح السياسية، بقدر ما يهمنا التعليم، فلو سمحت طالبان لنا بمواصلة التعليم لما جئنا إلى باكستان، لكنها أجبرتنا على المغادرة، وآلاف الأسر خرجت من أفغانستان خلال السنوات الثلاث الماضية من أجل تعليم البنات”.
وفي وقت سابق، ذكر المندوب الباكستاني الخاص محمد صادق خان أن نحو خمسة آلاف فتاة أفغانية سجلن للحصول على المنح الدراسية في باكستان، وأجري لهن امتحان قبول في نهاية شهر يناير الماضي، وكان الامتحان حضورياً في مدن مثل بشاور وكويته، وشاركت فيه الفتيات اللواتي تمكنّ من مغادرة أفغانستان، بينما شاركت اللواتي سجلن من داخل أفغانستان في الامتحان عن بعد.
ولم تعلن الحكومة الباكستانية بعد عدد الفتيات الأفغانيات اللواتي حصلن على القبول في الجامعات من أصل خمسة آلاف طالبة تقدمن للمنح، لكن مصادر رسمية تشير إلى أن أكثر من أربعة آلاف طالبة حصلن على المنح الدراسية والقبول في الجامعات الباكستانية.
المصدر: شفقنا