النساء العربيات يتألقن بالمشاركة ويحصدن الذهب في أولمبياد باريس ۲۰۲۴

تشهد دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 إنجازات غير مسبوقة للنساء العربيات، اللاتي قدمن أداءً استثنائيًا أثمر عن حصد المدالية الذهبية وبانتظار تحقيق ميداليات أخرى في مجموعة متنوعة من الألعاب الرياضية. هذه الإنجازات تُعد تاريخية بكل المقاييس، إذ لم تقتصر على تحقيق الانتصارات الرياضية فقط، بل عكست أيضًا إرادة وقوة المرأة العربية في مواجهة التحديات وتجاوز العقبات للوصول إلى قمة النجاح.

الإنجازات الرياضية:

واحرزت لاعبة الجمباز الجزائرية كيليا نمور، مساء أمس الأحد، الميدالية الذهبية في منافسات جهاز المتوازي مختلف الارتفاعات في أولمبياد باريس.

وأهدت النجمة الشابة نمور (۱۷ عاما) العرب أولى ميدالياتهم الذهبية في الألعاب الأولمبية، لتصبح أول لاعبة عربية وأفريقية تنال ميدالية في الجمباز بالألعاب الأولمبية.

الملاكمة الجزائرية إيمان خليف على موعد مع الذهب

من المقرر أن تلتقي إيمان  خليف التي ضمنت الحصول على ميدالية ، غدا الثلاثاء، التايلندية جانجام سوانافينغ في نزال نصف النهائي، وفي حال فوزها ستخوض مباراة الميدالية الذهبية يوم الجمعة .

وكانت الانتصارات التي حققتها إيمان في حلبات الملاكمة تحولت إلى أكبر القصص خلال أولمبياد باريس، حيث تحولت إلى موضوع نقاش واسع  في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي حول العالم، الذي لم يخل من التنمر في الكثير من الحالات.

وتعرضت إيمان الى موجة تنمر واسعة على خلفية شكلها، مما استدعى التدخل من الجهة المنظمة التي أكدت ان خليفة ولدت انثى وبقيت انثى ولم تكن متحولة جنسيا. لكن شكلها أثار موجة  تنمر وسخرية واسعة دفعت الاعبة الى توجيه رسالة الى العالم : قالت إن “موجة المراقبة البغيضة” التي واجهتها خلال أولمبياد باريس ۲۰۲۴ بسبب المفاهيم الخاطئة حول جنسها “تمس كرامة الإنسان”.

ودعت خليف إلى “وضع حد للتنمر على الرياضيين”، وذلك بعد أن تأثرت بشكل كبير بسبب ردود الفعل الدولية ضدها.

وعبرت إيمان، المولودة في مدينة السوقر شمال غربي الجزائر، كذلك عن امتنانها للجنة الأولمبية الدولية ورئيسها توماس باخ، على وقوفهما بقوة إلى جانبها بعد “وضع الاتحاد الدولي للملاكمة العثرات في طريق مشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية”، منذ استبعادها من نزال الميدالية الذهبية في بطولة اتحاد السيدات في مارس ۲۰۲۳٫

إنجازات تغير الصورة النمطية :

تعكس هذه الإنجازات الرياضية أهمية دعم المرأة العربية في مختلف المجالات، وخاصة في الرياضة التي كانت في السابق تواجه فيها النساء تحديات كبيرة بسبب القيود الاجتماعية والثقافية. إن وصول النساء العربيات إلى منصات التتويج في أولمبياد باريس ۲۰۲۴ يعد بمثابة رسالة قوية للعالم بأن المرأة العربية ليست فقط قادرة على المشاركة في المنافسات الرياضية، بل بإمكانها أيضًا التفوق وتحقيق إنجازات تاريخية.

وتشكل هذه الانتصارات تأثيرات بعيدة المدى على المجتمعات العربية. فمن المتوقع أن تلهم هذه الإنجازات الأجيال الصاعدة من الفتيات والشابات في الوطن العربي على مواصلة السعي وراء أحلامهن الرياضية. علاوة على ذلك، تشجع الاستثمار في البرامج الرياضية النسائية، وتطوير البنية التحتية الرياضية لتعزيز مشاركة النساء في الألعاب الأولمبية والمنافسات العالمية.

ويلعب الإعلام دورًا كبيرًا في تسليط الضوء على هذه الإنجازات، مما يساهم في تغيير الصورة النمطية للمرأة العربية في الرياضة. فالتغطية الإعلامية الواسعة للبطلات العربيات في أولمبياد باريس ۲۰۲۴ يساعد على تعزيز الثقة بالنفس لدى النساء العربيات، وتدعم قضية المساواة في الفرص الرياضية، لكن في قضية الاعبة خليفة أظهر الاعلام  الغربي فيها تحيزا وتنمرا وتمييزا مبنيا على الجنس والعرق تجاه خليفة.

ومن المتوقع أن تسهم هذه الإنجازات في تعزيز مكانة المرأة العربية في الرياضة العالمية، وفتح الأبواب أمام المزيد من المشاركات النسائية في الأحداث الرياضية الكبرى.

 “هذه الإنجازات ليست مجرد ميداليات تُضاف إلى السجلات، بل هي انتصارات على كل الحواجز التي واجهتها المرأة العربية، ورسالة للعالم بأنهن قادرات على تحقيق المستحيل. إن هذا النجاح الكبير يعد دفعة قوية نحو مستقبل رياضي مشرق للنساء العربيات، ومصدر فخر للأمة العربية بأكملها” كما تقول نمورة.