النساء تحت مقصلة الخوارزميات؛ عندما یصبح الذكاء الاصطناعي متحيزا جنسياً

يُعد الذكاء الاصطناعي  ( AI) تكنولوجيا ثورية یغيّر البُنى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي حول العالم.

ومع ذلك، هناك مخاوف متزايدة بشأن تفاقم أوجه عدم المساواة بين الجنسين من خلال التحيزات الخوارزمية والاستخدامات التمييزية لهذه التكنولوجيا. تُظهر الدراسات الحديثة أن الذكاء الاصطناعي لا يعكس فقط التحيزات الموجودة في البيانات التعليمية، بل يمكنه أيضاً التأثير بشكل منهجي على حقوق النساء في مجالات مثل العمل، والصحة، والتعليم.

أمثلة عالمية على التمييز الجنسي في الذكاء الاصطناعي

١. التحيز في عمليات التوظيف: طوّرت شركة أمازون خوارزمية لفحص السير الذاتية منحت النساء بشكل منهجي درجات أدنى للوظائف التقنية. قامت الخوارزمية بتحليل بيانات تاريخية غلب عليها الذكور، فاعتبرت النساء غير مناسبات لتلك الأدوار. هذا المثال يُظهر خطر تكرار التحيزات الجنسية في أنظمة الذكاء الاصطناعي.

٢. تأنيث المساعدات الافتراضية: تم تصميم المساعدات الصوتية مثل أليكسا (أمازون)، سيري (آبل) ومساعد غوغل بأصوات نسائية وشخصيات مطيعة في الغالب. هذا النهج يعزز الصور النمطية الجنسانية ويضع النساء في أدوار خدمية أو خاضعة. وتُشير الدراسات إلى أن هذا التصميم يستند إلى تفضيلات المستهلكين، لكن النقّاد يرون أنه يُغذي أوجه عدم المساواة البنيوية.

٣. تمييز الجنس والاختلافات الدماغية: أظهرت دراسة من جامعة ستانفورد أن الذكاء الاصطناعي يستطيع تحديد جنس الأشخاص بدقة ۹۰% من خلال تصوير الدماغ. رغم أن هذه النتائج تؤكد وجود اختلافات بنيوية بين أدمغة النساء والرجال، إلا أن هناك مخاوف من استخدام هذه البيانات لتبرير التمييز في مجالات مثل التعليم أو الصحة النفسية.

الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي على النساء

الأتمتة والبطالة: حوالي ۸۰% من الوظائف التي تهيمن عليها النساء (مثل السكرتارية والخدمات الإدارية) مهددة بالاستبدال بواسطة الذكاء الاصطناعي.

فجوة المهارات: النساء يشكلن فقط ۲۲% من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي. ويرجع ذلك إلى محدودية الوصول إلى التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM))

الصحة النفسية: الخوارزميات التشخيصية في مجال الصحة غالباً ما ترتكز على بيانات تخص الذكور، ما قد يؤدي إلى تجاهل أعراض أمراض مثل الاكتئاب أو القلق لدى النساء.

الحلول والمبادرات العالمية

١. التعليم وتمكين النساء: برامج مثل  Elevate في السعودية بالتعاون مع غوغل تهدف إلى تدريب ۲۵,۰۰۰ امرأة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام ۲۰۳۰، وتركّز هذه المبادرات على تقليص الفجوة الجندرية في وظائف التكنولوجيا.

٢. تطوير خوارزميات عادلة: تعمل منظمات مثلPartnership on AI  على وضع أطر لإزالة التحيزات الجندرية من البيانات التعليمية. استخدام بيانات متوازنة ومتنوعة هو المفتاح لتقليل التمييز.

٣. وضع سياسات دولية: دعا تقرير صدر مؤخرا عن الأمم المتحدة إلى توفير المزيد من التمويل لتمكين المرأة في مجال التكنولوجيا واعتماد قوانين لمكافحة التمييز في استخدام الذكاء الاصطناعي.

يُمكن للذكاء الاصطناعي كأداة مزدوجة،  أن يُفاقم أوجه عدم المساواة، وأن يُتيح فرصًا للمساواة. ويتطلب تحقيق هذه الرؤية تعاون الحكومات وشركات التكنولوجيا والمجتمع المدني لضمان الشفافية، والتعليم الشامل، والتطوير الأخلاقي للتكنولوجيا. وسيعتمد مستقبل المساواة بين الجنسين على كيفية إدارة الذكاء الاصطناعي في العقد المقبل.

تعریب خاص لـجهان بانو من وكالة أنباء إندبندنت