انتهاك صارخ: طالبان تفصل أساتذة جامعة بدخشان وتهمش دور المرأة في التعليم

كشفت مصادر أكاديمية في جامعة بدخشان شمال شرق أفغانستان، أن حركة طالبان أقدمت على فصل 36 أستاذًا جامعيًا من مناصبهم، غالبيتهم من النساء، في خطوة أثارت موجة من الغضب والقلق في الأوساط العلمية والحقوقية، ووصفت بأنها “عملية ممنهجة لاستبعاد النساء من القطاع الأكاديمي”.

وقالت إحدى الأستاذات المفصولات، في رسالة لها، إن القرار الصادر عن سلطات طالبـان لم يأتِ بناءً على اعتبارات مهنية أو قانونية، بل يعكس توجّهًا واضحًا لإقصاء النساء من الحياة العامة، بما في ذلك المؤسسات التعليمية. وأضافت: “كان راتبي الشهري من عملي في الجامعة لا يتجاوز خمسة آلاف أفغاني، وكان مصدر دخلي الوحيد، لكن طالبـان حرمتني منه دون مبرر”.
كما أكدت مصادر من داخل الجامعة أن من بين المفصولين أساتذة ذكور أيضًا، رغم أن بعضهم لم يكن على رأس عمله منذ سنوات، مما يشير إلى وجود اعتبارات سياسية أو أيديولوجية خلف القرار.
وسبق أن قامت حركة طالبـان، في وقت سابق، بفصل عشرات الأستاذات من جامعة كابول، من بينهن أكاديميات يحملن شهادات عليا في الماجستير والدكتوراه، مما يعزز المخاوف من وجود حملة منظمة تستهدف النساء العاملات في الحقل الأكاديمي في عموم البلاد.
ويرى مراقبون أن هذه الإجراءات تشكل ضربة قاسية لما تبقى من النظام التعليمي في أفغانستان، وتعد انتهاكًا صارخًا لحق المرأة في العمل والتعليم، بما يتعارض مع المعايير الدولية والالتزامات التي أعلنتها الحركة سابقًا في ما يخص حقوق الإنسان.
وفي السياق ذاته، يشير مهتمون بالشأن الأفغاني إلى أن استمرار استبعاد النساء من الفضاء العام، لا سيما المؤسسات التعليمية، لا يؤدي فقط إلى تراجع التنمية البشرية، بل يهدد مستقبل البلاد العلمي والاجتماعي، وسط صمت دولي متزايد.

شفقنا