اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
تحت كل خيمة امرأة تحدت ظروف التهجير والحصار بطريقة مختلفة، فقد لجأت نساء قاطنات في مخيمات الشهباء إلى الاستفادة من المساحات الصغيرة حول خيمهن وزراعتها بالخضروات المنزلية والأشجار، وبما يعيد بذاكرتهن إلى عفرين قبل احتلالها.
لدى مرورك في مخيمات الشهباء، فإن أول ما يجذب الانتباه هو المناظر الطبيعية والورود والأشجار المحيطة بالخيم والتي تضفي جمالاً عليها.
الأم قدرت (۵۷عاماً)، وزهيدة (۷۱عاماً)، قامتا بزراعة الخضار على أطراف خيمتيهما، لتخفيف عبء الحصار المفروض من قبل قوات حكومة دمشق على مقاطعة الشهباء من جهة، ولمواجهة الغلاء الفاحش ضمن الأسواق من جهة أخرى، بالإضافة إلى تزيين خيمتيهما بالورود والأشجار.
تشير الأم قدرت رشيد داوود، إلى أنها زرعت الخضار حول خيمتها حتى لا تضطر لشرائها من الأسواق نظراً لتكلفتها الباهظة في ظل الحصار الجائر على المقاطعة.
وزرعت الأم قدرت بعضاً من الخضروات المنزلية كالخس والنعناع والبقدونس والبصل حول خيمتها.
وتوضح أن عملها في الزراعة يذكرها بقريتها، بقولها “تذكرني الزراعة والاهتمام بالورود والطبيعة لبلدنا عفرين وإلى قريتي عندما كنت أزرع الخضروات حول منزلي”.
وتأمل الأم قدرت بالعودة إلى ديارها عفرين بعد تحريرها من الاحتلال التركي ومرتزقته، وتقول: “انتظر بفارغ الصبر العودة إلى عفرين”.
أما الأم زهيدة فتجد في زراعة الورود والخضار راحة على حد تعبيرها، وتضيف “زراعة الورود والخضار والاهتمام بها يريح البال ويعيد بذاكرتنا إلى عفريننا المحتلة”.
وتلفت الأم زهيدة الانتباه إلى أنه من الصعب جداً على المرء ترك منزله، لكنها قالت إن “تجمّع أهالي عفرين حول بعضهم، وإعادتهم للحياة من جديد، من خلال تزيين المخيم بالأشجار والورود والخضار، نعمة كبيرة تخفف من عبئنا”.
المصدر : ANHA