اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
أنقذت ما يمكن إنقاذه من لوحاتها التي عكفت على رسمها منذ بداية مشوارها الفني قبل ۱۴ عاما، لكنها تقول إن «معظمها لم يعد صالحا للعرض».
وفي المرسم الذي يطل من جدرانه المدمرة على ركام منازل دمرتها إسرائيل أيضا، تضع لمساتها الأخيرة على لوحة تجسد حياة نزوح الفلسطينيين وإقامتهم داخل الخيام.
تستخدم في تجسيد هذه المعاناة «فن الكولاج»، الذي يعتمد على تجميع قطع متداخلة من مواد مختلفة كالأوراق والأقمشة وأي أنسجة أخرى قابلة للتشكيل، حيث يتم إلصاقها على سطح العمل. وفي إطار ذلك، تستخدم مجموعة من القصاصات الورقية والكرتونية، فضلا عن أقمشة نجحت بانتشالها من تحت أنقاض منزلها المدمر. تقول يوسف، خريجة دبلوم التمريض وبكالوريوس الفنون الجميلة، إن الجيش الإسرائيلي دمر نحو ۸۵ في المئة من منزلها في مدينة دير البلح، ومن بين الأجزاء المدمرة كان مرسمها الخاص الذي تطلق عليه وصف «العالم الخاص بها».
وتضيف: «مرسمي قبل الحرب كان جميل جدا ويضم كل المستلزمات والمواد الخام التي أحتاجها». تقول إنها انتشلت لوحات فنية من تحت أنقاض الكتل الإسمنتية المدمرة إلا أنها «متضررة وغير قابلة للعرض».
ورغم الخسارة والدمار، إلا أنها قررت مواصلة مسيرتها الفنية لنقل صورة الأحداث في ظل حرب الإبادة إلى العالم، كما تقول «اليوم أحاول استمر بالمسيرة الفنية عشان ما توقف لسه مستمرين بالإبداع ونقل صورة الاحداث في ظل الحرب».
وتواصل عملها الفني برسم لوحة تجسد حياة الفلسطينيين داخل الخيام حيث تقص قطع من القماش الذي انتشلته من تحت الأنقاض، وتلصقه على اللوحة لإكمال تفاصيلها. وتمسك بلوحة أخرى كانت رسمتها قبل حرب الإبادة، قالت إنها تجسد فيها نفسها للتعبير عن الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الفلسطينيين. رسمت يوسف على هذه اللوحة التي أطلقت عليها اسم «أليس في فلسطين»، فتاة تجلس إلى جانب بحر ألصقت عليه قوارب ورقية وخلفه أسماك كثيرة، في دلالة إلى عدم استخدام القوارب في ميناء غزة المدمر حاليا لأغراض الصيد.
وتابعت: «كأن هذه القوارب في الميناء هي فعلا ورقية لا فائدة منها، نحن محرومون من كل حقوقها حتى البحر حينما نرتاده تكون مساحته محدودة».
المصدر: شفقنا