بعد أكثر من ۱۳ عاماً من الصراع والأزمات، لا يزال الأطفال هم من يدفعون الثمن الأكبر

ثلاثة عشر عاماً من الأزمات الإنسانية والاقتتال، يجد الأطفال في سوريا أنفسهم في خضم إحدى أعقد حالات الطوارئ في العالم. ومع دخول الصراع عامه الثالث عشر، فسيحتاج ما يقرب من 7.5 مليون طفل في سوريا إلى المساعدة الإنسانية في عام 2024 بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، والنزوح الجماعي، ودمار البنية التحتية العامة لا تزال تؤثر سلبًا على الأسر. لا زالت تعاني البلاد من أضرار بشرية ومادية جسيمة بسبب الزلزالين المدمرين والهزات الارتدادية في شباط / فبراير 2023.

تعيش نحو ۹۰ بالمئة من الأسر في سوريا في فقر. لقد فاقمت الأزمة الاقتصادية المستمرة آليات التكيف السلبية وهي تضر بشكل خاص بالأسر المعيشية التي تعيلها النساء كما تسهم في تطبيع العنف الجندري واستغلال الأطفال.

أجبرت سنوات من نزاع العديد من الأطفال والأسر على الفرار إلى مناطق أكثر أماناً، مما أدى إلى نزوح داخلي كبير. ونظراً لمستوى الفقر الشديد الذي يشيع بين السكان المهجرين، غالباً ما ينتهي المطاف بالأطفال الأكثر ضعفاً وأسرهم في أحياء فقيرة إذا انتقلوا إلى المناطق الحضرية.

وتفاقم الوضع في أواخر سبتمبر/أيلول ۲۰۲۴ بسبب تدفق النازحين العابرين من لبنان إلى سوريا. بحلول أوائل أكتوبر/تشرين الأول ۲۰۲۴، كان أكثر من ۲۰۰,۰۰۰ شخص – حوالي ۶۰ بالمائة منهم أطفال – قد نزحوا من لبنان بعد تصاعد الأعمال العدائية هناك.

لقد أدى انهيار نظام الرعاية الصحية وقلة توفر المياه المأمونة وتدهور نظام الصرف الصحي وزيادة انعدام الأمن الغذائي إلى زيادة التعرض للأمراض سريعة الانتشار المنقولة بالمياه والتي يمكن الوقاية منها باللقاحات — كما أدت هذه العوامل كذلك إلى زيادة كبيرة في سوء التغذية بين الأطفال.

كيف تأثر أطفال سوريا؟

بالنسبة للعديد من الأطفال في سوريا، فالنزاع هو كل ما يعرفونه. وما زالوا يعيشون في خوف من العنف والألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب. إنهم يقاسون الندوب الجسدية والنفسية للنزاع.

يُقدَّر عدد الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن خمس سنوات بمرض التقزّم بأكثر من ستمائة وخمسين ألف طفل، نتيجة إصابتهم بسوء التغذية المزمن، فيصبحون بذلك عرضة للإصابة بأضرار جسدية ونفسية لا يمكن الشفاء منها.

كما واجهت البلاد واحدة من أكبر أزمات التعليم في التاريخ الحديث، حيث دفع جيل كامل من الأطفال السوريين ثمن الصراع. والمرافق التعليمية مستنزفة، ولا يمكن استخدام العديد من المدارس لأنها دمرت أو تضررت أو آوت أسراً مشردة أو تستخدم لأغراض أخرى.

يتحمل الأطفال ذوو الإعاقة عبئاً مزدوجاً عندما يتعلق الأمر بالعنف، والتهديدات لصحتهم وسلامتهم، والجوع، وخطر سوء المعاملة، وفقدان التعليم. وقد أدى انعدام القدرة على التنقل وصعوبة الفرار من الأذى إلى تفاقم التحديات التي يواجهونها.

ما الذي تفعله اليونيسف لمساعدة أطفال سوريا؟

في جميع أنحاء سوريا وفي البلدان المجاورة ، تواصل اليونيسف وشركاؤها العمل على حماية الأطفال ومساعدتهم على مواجهة تأثيرات النزاع. ويشمل ذلك تحسين الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدة الأطفال ومقدمي الرعاية على التعافي من الصدمة، فضلاً عن تقديم الدعم والخدمات المنقذة للحياة للأطفال الذين يعانون جسدياً ونفسياً.

تقدِّم اليونيسف مساعدات إنسانية ضرورية، من قبيل اللقاحات وغير ذلك من المواد الصحية والغذائية في جميع أنحاء البلد، بما في ذلك الوصول إلى الأماكن التي يصعب الوصول إليها. وفي الوقت نفسه، تعمل اليونيسف وشركاؤها على تحسين مرافق المدارس، وتدريب المعلمين، وإصلاح مرافق المياه والصرف الصحي.

المصدر: یونیسف