بفرقة “مسرح الشارع”.. فتيات يتحدين الأعراف في صعيد مصر

تقول بطلات فرقة مصرية لمسرح الشارع، مثلت تجربتهن قصة فيلم وثائقي نال جائزة في مهرجان كان السينمائي، إن الفكرة بدأت من رغبتهن في تحدي بعض المعتقدات التي تنتقص من دور المرأة في المجتمع لتنطلق عروضهن من قريتهن الريفية النائية بمحافظة المنيا في الصعيد وصولا إلى العالمية.

وفاز فيلم “رفعت عيني للسما” بجائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي في الدورة السابعة والسبعين لمهرجان، كان ليصبح أول فيلم وثائقي مصري ينال هذه الجائزة.

الفيلم من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير، ومن إنتاج شركة “فلوكة فيلمز”. وجرى تصويره على مدى ۴ سنوات.

وقالت ندى: “الفيلم بيحكي عن مجموعة من البنات في صعيد مصر في قرية البرشا إللي بيكونوا فرقة ‘مسرح شارع’ والفيلم بيتابعهم على مدار أربع سنين، كل واحدة فيهم عندها حلم إنها تبقى فنانة سواء مغنية أو راقصة باليه أو مخرجة مسرح، وعلى مدار أربع سنين بنشوفهم (نراهم) وهما بيحاولوا يحققوا أحلامهم وبيشقوا طريقهم الفني”.

ويسلط الفيلم الضوء على التحديات المجتمعية التي تواجهها المرأة في صعيد مصر وطرق مواجهتها.

وقالت ماجدة مسعود، وهي إحدى أعضاء الفرقة: “العروض بتاعتنا إحنا بناقش فيها إللي إحنا معترضين عليه في البلد، فكنت حابة (أحب) إن إحنا نوصل للناس إنه لا مش علشان أنا بنت متكلمش (لا أتكلم)، لا أنا بنت أقول رأيي عادي، أختار الدراسة إللي أنا هدرسها، أختار العريس إللي أنا هكمل معاه حياتي، فكل ده كنا عايزين نوصله، يعني إحنا دلوقتي بنوصله بالمسرح، ودلوقتي بنوصله بالفيلم، ولما الناس تشوف الفيلم ده هيوصلها أكتر”.

وعُرض الفيلم لأول مرة في “أسبوع النقاد” بمهرجان كان في مايو، ومن المقرر عرضه قريبا في دور السينما بمصر.

وقال الأمير: “كنا بنسافر كتير، وفي لحظة من اللحظات شوفنا البنات بيعملوا عرض ‘مسرح شارع’ في قرية جنب قريتهم، وكان عرض بالنسبة لنا ملهم جدا لأنه طول الوقت كانوا بيتكلموا عن حاجات تخصهم جدا زي أهمية التعليم، زي العنف الأسري، زي الزواج المبكر… وكان طول الوقت بيتفاعلوا مع الجمهور بشكل قوي، ومش طول الوقت كان ردود الفعل بتبقى إيجابية، ورغم كده كانوا مكملين وطول الوقت كان عندهم طموحات وأحلام كبيرة جدا وكأن العالم كله ملكهم وكأن مفيش أي حاجة ممكن توقفهم”.

وأكدت هايدي سامح، وهي عضو آخر في الفرقة، على ضرورة أن تتمتع المرأة بالحرية في اختيار كل ما يخصها.

وقالت: “البنت ليها حرية، ليها وجهة نظر، من حقها تتكلم، ومن حقها تحلم، ومن حقها تسافر وتتعلم، حتى لو حلمها ده مش شرط يكون في الفن، ممكن واحدة عادي نفسها تبقى جزارة مثلا، هي نفسها تعمل ده، الجزارة متكتبتش للولد أو للراجل، الأحلام والحاجات إللي إحنا بنعملها الحاجة نفسها متعرفش ولد من بنت، فالبنت من حقها تعمل كل حاجة (كل شيء)، إذا كان في الفن أو في الشغل أو في أي مجال”.

المصدر: رويترز