بين الأرض والاعتراف… قصة كفاح عاملات الفلاحة في تونس

بدأت العاملات في الفلاحة بتونس طوراً جديداً من النضالات لتحصيل حقوقهن الاقتصادية والاجتماعية بإطلاق عريضة وطنية من أجل الاعتراف بمهنة عاملات الفلاحة تزامنا مع المؤتمر الثاني لحراك أصوات عاملات الفلاحة. حيث تخوض العاملات في القطاع الزراعي بمساندة من المنظمات النسوية والمدنية منذ سنوات مسارا شاقا من أجل تحصيل الحقوق والحصول على الحقوق الأساسية للمرأة العاملة من أبرزها الحماية الاجتماعية والمساواة في الأجور والاعتراف المجتمعي بدورهن في توفير الأمن الغذائي للبلاد .

وبمناسبة النسخة الثانية لمؤتمر النساء المزارعات نظمت العاملات في القطاع الزراعي، اليوم الأربعاء، مسيرة في العاصمة تونس تكريما لأرواح النساء اللاتي قضين في حوادث الشاحنات أثناء تنقلهن نحو الحقول الزراعية، ورفعت العاملات الزراعيات شعارات تعبّر عن حجم الظلم اللاتي تتعرضن له أثناء عملهن من قبيل” بلادي التي أطعمها تقتلني” و”حقي في الصحة واجب” “اعترفوا بنا … أنا عاملة فلاحية”.

وتقول المديرة التنفيذية لجمعية أصوات نساء سارة بن سعيد إن اطلاق أول عريضة وطنية لتحصيل حقوق المزارعات ليست من قبيل الصدفة بل هي تأكيد على إصرار هذه الفئة على تحصيل حق أساسي وهو الاعتراف المجتمعي بدورهن، مؤكدة في تصريح لـ”العربي الجديد” أن القطاع الزراعي في تونس مؤنث بنسبة ۸۰% كبيرة غير أن المجتمع ينكر مساهمتهن في صناعة القوت حيث لا تتعدى نسبة امتلاكهن للأراضي الزراعية ۴%.

وأفادت بن سعيد بأن المزارعات يحاولن منذ عام ۲۰۲۳  الانتظام في حركات اجتماعية من أجل إيصال أصواتهن وتحصيل حقوقهن المهدرة بسبب تعرضهن على مدى السنوات الماضية إلى عشرات الحوادث القاتلة والمخاطر المهنية التي تنتهي بهن إما في المقابر أو عاجزات عن العمل دون أي تعويض على هذا الضرر.

العربي الجدید