تناول المأكولات البحرية يجعل الأطفال أكثر لطفا

يميل الأطفال الذين لا يتناولون الكثير من المأكولات البحرية في أنظمتهم الغذائية إلى أن يكونوا “أقل لطفا وأقل قدرة على التواصل الاجتماعي” مقارنة بالأطفال الذين يتناولونها، وفق ما قاله باحثون بجامعة بريستول.

وبحث خبراء التغذية بالجامعة البريطانية في بيانات الصحة والسكان التي تغطي حوالي ۶۰۰۰ شخص، ووجدوا “ارتباطا بين تناول الأسماك والتطور السلوكي للأطفال.”

وفي ورقة بحثية نشرتها المجلة الأوروبية للتغذية، قال الفريق إن البيانات أظهرت أن “انخفاض تناول المأكولات البحرية في سن السابعة يزيد من احتمالات السلوك الاجتماعي غير الأمثل.”

ويُوصي خبراء التغذية الوالدين بالتأكد من أن الأطفال يأكلون قطعة أو قطعتين من الأسماك على الأقل في الأسبوع، كما يوصون النساء الحوامل بتناول الأسماك من أجل صحة الطفل.

وقال الباحثون في جامعة بريستول “إن المأكولات البحرية هي مصدر للعديد من العناصر الغذائية الأساسية للأطفال، بما في ذلك أحماض أوميغا ۳ الدهنية والسيلينيوم واليود، وهي مؤشر على نمط حياة صحي بشكل عام.”

وتم أخذ البيانات من دراسة “أطفال التسعينات”، وهي قاعدة بيانات عمرها ثلاثة عقود، ويقال إنها كانت الأساس لنحو ۳۰۰۰ مشروع بحثي طبي وعلمي.

خبراء التغذية يُوصون الوالدين بالتأكد من أن الأطفال يأكلون قطعة أو قطعتين من الأسماك على الأقل في الأسبوع

وقال فريق بريستول إن هناك حاجة إلى المزيد من العمل لمعرفة كيفية ارتباط تناول المأكولات البحرية بالتطور العصبي والتطور المعرفي لدى الأطفال.

وعموما تلعب التغذية دورًا رئيسيًا في تشكيل سلوك الأطفال ومستويات نشاطهم، حيث تؤثر جودة الطعام الذي يتناولونه على صحتهم الجسدية والعقلية بشكل مباشر، ويعتمد المزاج والانتباه على توازن العناصر الغذائية في الجسم، وهو ما يجعل اختيار الأطعمة أمرًا ضروريًا لدعم النمو السليم للأطفال.

ويُعتبر السكر الزائد والمأكولات المصنعة من أكثر العوامل التي تؤثر على فرط النشاط وتقلبات المزاج لدى الأطفال، فعند تناول السكريات بكميات كبيرة، تحدث تقلبات سريعة في مستويات الغلوكوز في الدم، ما يؤدي إلى ارتفاع في مستوى الطاقة يتبعه هبوط مفاجئ، وهو ما قد يسبب نوبات من التهيج وعدم التركيز.

ويؤثر نقص بعض العناصر الغذائية، مثل الحديد وأوميغا ۳ وفيتامين “د”، على الأداء العقلي والسلوكي للأطفال، حيث قد يؤدي نقص الحديد إلى الشعور بالتعب والكسل، بينما تساهم الأحماض الدهنية أوميغا ۳ في تحسين التركيز وتقليل فرط الحركة.

ويؤثر الجفاف أيضًا على سلوك الأطفال، فقد يؤدي نقص شرب الماء إلى التعب والشعور بالصداع وصعوبة التركيز. كما أن تناول الأطعمة الغنية بالبروتين والألياف يساعد في استقرار مستويات الطاقة وتحسين القدرة على التركيز.

وترتبط بعض المواد الحافظة والمنكهات الصناعية بزيادة النشاط الزائد والتشتت الذهني، لذلك يُفضل التركيز على الأطعمة الطبيعية لضمان صحة نفسية وسلوكية أفضل للأطفال.

المصدر: العرب