اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وفقا لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية ، في حين تم إعلان وقف إطلاق النار وتتمتع المدينة بسلام نسبي، فإن هذا الحضور النسائي يحمل معنى قيما: إنه تجلٍ للتربية، الثبات، الإيمان، في وقتٍ ربما تصوّر فيه العدو أن الشعب الإيراني قد أنهك وتعب. في هذه الأيام التي لا تزال فيها غبار هجمات الاحتلال الإسرائيلي عالقةً في سماء إيران، شاركت آلاف الأمهات مع أطفالهن الرضّع في مراسم ” أطفال الرضع الحسينيین”. وكأنهنّ يقلن: لا نخاف، بل نعلّم الجيل القادم أن يتعلّم من كربلاء كيف يَحيا، لا كيف يَتراجع.
المرأة الإيرانية؛ رمز الصمود والثبات
تاريخ هذه البلاد حافلٌ بأيامٍ عصيبةٍ ومرهقة. من أيام الهجمات الصاروخية في ستينيات إلى الجراح الاقتصادية العميقة، ومن جائحة كورونا، إلى الأيام الأخيرة التي شهدت اعتداءات العدو على تراب إيران. ولكن في كل هذه الایام الصعبه، لم تتراجع المرأة الإيرانية، بل كانت غالبًا في الصفوف الأمامية في تعزيز الهوية الوطنية، تربية الجيل المؤمن، الدعم الاجتماعي وبثّ الطمأنينة في الأسرة.
من أين تأتي هذه القوة؟ من الحب، من الإيمان و من ارتباطٍ قديم بحكاية اسمها عاشوراء.
التربية على نهج زينب (عليها السلام)
في مراسم ” أطفال الرضع “، لا تقتصر الأمهات على إرضاع أطفالهن، بل ينقلن إليهم أيضًا معانٍ قيّمة. فمنذ الشهور الأولى من حياة الطفل، يتنفس في بيئة مشبعة بالحب، الوفاء، الثبات، والمظلومية. الأشرطة على جباه الأطفال التي كُتب عليها “السلام عليكِ يا رباب”، أو “علي الأصغر جندي الولاية”، أو “يا حسين”، إنما تعبّر عن مواقف تربوية للأمهات الإيرانيات: أُربي امرأةً قويةً ومخلصةً أو رجلاً وفيًا وصامدًا من أجل مستقبل هذه الأرض.
وهذه الرسالة واضحة: إذا كانت زينب (عليها السلام) قد نقلت رسالة عاشوراء من قلب كربلاء إلى كل عصور التاريخ بقلب واثق، فإن النساء الإيرانيات اليوم، بنفس الروح، يربين أطفالهن على مفاهيم عاشوراء.
الأم التي تهيّئ رضيعها للذهاب إلى المصلّى، إنما قد عاهدت ربها في قلبها قبل أن تخطو في الطريق: علينا أن نفهم عاشوراء لا فقط في البكاء، بل في الصمود.
الطمأنينة في خضم التهديدات: الدرس العظيم من السيدة رباب
في واقعة عاشوراء ، هناك مشهد مؤثر جداً للأمهات اليوم: رباب زوجة الإمام الحسين (ع)، في حر كربلاء الحارق، تعطي طفلها الرضيع للإمام، آملة في رشفة ماء، لكن سهم العدو يخيب أملها.
هذا المشهد يُجسّد أقصى مراتب الإيمان والتضحية لامرأة وهبت قلبها لطريق الحق، وكانت مستعدة لتقديم أعز ما تملك.
المرأة الإيرانية اليوم، مُستلهمةً من هذا النموذج، لا تردّ على التهديدات بالخوف، بل بالإيمان والطمأنينة. الحضور الكثيف للأمهات مع أطفالهن في هذه المراسم، إنما هو تعبير عن هدوء جماعي نابع من معرفة ثقافية ودينية.
التهويدات التي تحمل معاني
عندما تهمس الأم في المصلّى أو بيتها لطفلها: “علي أصغر، لالا لالا، زهرة ذبُلت…” أو “تهويدة لزهرتي، أفخر بكربلاء”، فإنها لا تهمس فقط كلمات حب، بل تنقل رسالة تاريخية في أذن طفلها، ليعرف من هو، وأين يقف.
الأم، الوطن، والأنوثة: مثلث مقدّس
في أيامٍ أراد فيها العدو إخافة إيران، خرجت إيران بأمهات يحملن في أحضانهن أطفالًا وقلوبًا متعلّقة بالحقيقة. هؤلاء الأمهات وإن لم يحملن سلاحًا، إلا أن قلوبهن حصونٌ ثقافية راسخة. وبالنهاية، الحضارات تُصان بالثقافة، لا بالقوة العسكرية فقط.
المرأة الإيرانية، هي امتدادٌ لطريق زينب ورباب (عليهما السلام): ثابتة، هادئة، مربّية، وملهمة وسط الأزمات.
إنها لا تحافظ فقط على أمن بيتها، بل تتحمل مسؤولية الأمن الروحي والثقافي للمجتمع بأسره. وهذا يعني أن كل أمٍّ تحتضن طفلها في مراسم ” أطفال الرضع “، إنما تودع جزءًا من حضارة عاشوراء في يد المستقبل.
تعریب خاص لـجهان بانو من وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية
این مطلب بدون برچسب می باشد.