اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
في الأيام التي خيّم فيها ظل الحرب على سماء إيران، تحولت القصص والأغاني الهادئة للأمهات إلى مَأوىً آمناً للأطفال. حملة “الأمهات الراويات” نشأت بهدف نقل الهدوء والأمل إلى الأطفال في جميع أنحاء البلاد.
التهويدة هي أول قصيدة وقصة يسمعها كل طفل إيراني. هذه النغمات المريحة لا تجلب النوم إلى عيون الأطفال فحسب، بل تنقل أيضًا أول الدروس اللغوية والعاطفية والثقافية إليهم.
الدكتورة سارة مهرآيين، الباحثة في علم نفس الطفل، تقول:
“عندما يجد الطفل نفسه في بيئة نفسية غير آمنة، فإن سماع صوت مألوف وإيقاعات مريحة مثل التهويدة، يمكن أن يخرج عقله وجسده من حالة التأهب ويعيده إلى حالة التوازن.”
التهويدات ليست مجرد نغمات ليلية، بل هي قصص مقفاة تنتقل من جيل إلى جيل لتساعد الأطفال على اجتياز الظلام.
أم من رشت تقول:
“ابنتي لم تستطع النوم بسبب صوت الدفاعات الجوية. عندما غنيت لها تهويدة قديمة من جدتها، نامت بهدوء بعد دقائق قليلة، وكأن شيئاً لم يحدث.”
في خضم الأزمات الأخيرة، تم تشكيل حملة باسم “الأمهات الراويات” تدعو الأمهات من جميع أنحاء البلاد إلى تسجيل قصصهن وإرسالها، لإشعال شعلة الأمل في قلوب الأطفال.
نرجس محمدي، إحدى عضوات هذه الحملة، تقول:
“بعد الهجمات الأخيرة، عانى العديد من الأطفال من كوابيس وقلق شديد. أدركنا أنه حان الوقت لتدخل الأمهات بالقصص، لا بالصراخ، بل باللطف والأمل.”
وتضيف:
“لماذا يجب أن يُسمع الصوت الهادئ للأم في منزل واحد فقط؟ هذه الحملة فرصة لجعل القصص الأمومية تصل إلى آذان جميع أطفال إيران.”
صوت الأم: مأوى بلا جدران
ينبه علماء نفس الأطفال إلى أن الأطفال، في مواجهة الأزمات، قد يواجهون اضطرابات نفسية في المستقبل إذا لم يكن لديهم أدوات عاطفية مثل القصص والتهويدات.
زهرا يزداني، أم لثلاثة أطفال من شيراز، إحدى المشاركات في هذه الحملة، تقول:
“اخترعت قصة عن طائر يعيد بناء منزله. عندما سمع أطفالي القصة، سألوا: ‹أمي، هل يمكننا نحن أيضًا إعادة بناء منزلنا؟› عندها أدركت أن هذه القصة كانت بداية جديدة.”
دعوة لحملة الأمهات الراويات
تدعو هذه الحملة جميع الأمهات والنساء لتسجيل قصصهن القصيرة (بحد أقصى ثلاث دقائق) وإرسالها. يمكن أن تكون هذه القصص قديمة أو جديدة أو واقعية أو خيالية. الأهم هو الصوت الدافئ والآمن للأمهات الذي يجلب الهدوء في الظلام.
في الختام، سيتم توزيع جوائز على ١٤ مشاركًا بالقرعة تقديرًا لجهودهم. القصص بذور أمل تنمو في قلوب الأطفال.
تعریب خاص لـجهان بانو منوكالة أنباء فارس