اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وكانت عائشة الدبس أثارت جدلاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تصريحاتها لقناة “تي آر تي” التركية الناطقة بالعربية، والتي ذكرت فيها أن الإدارة الجديدة تسعى إلى “صنع نموذج يناسب واقع المرأة السورية وظروفها”، مشيرة إلى أن الشريعة الإسلامية ستكون المرتكز الأساسي لأي نموذج، من دون تبنّي نماذج جاهزة أو مستوردة.
وعبّرت عن رفضها لأي دعم خارجي يتعارض مع النموذج الذي تعمل الإدارة الجديدة على صياغته. وأكدت: “لن أفتح المجال أمام من يختلف معي فكرياً. عانينا سابقاً من برامج تدريبية لمنظمات أجنبية ألحقت أضراراً بأطفالنا ونسائنا”، معتبرة أن تلك التدريبات أدت إلى زيادة نسبة الطلاق في المجتمع. كما اعتبرت أن المرأة “معنية أولًا بأسرتها وزوجها وأولوياتها”
واعتبر منتقدون للدبس أنها تجاهلت دور المرأة السورية وتضحياتها خلال سنوات الحرب والثورة السورية، إضافة إلى ما قدمته المنظمات النسوية السورية. وكتبت الإعلامية رولا حيدر، على “فيسبوك”: “هناك خلط يجري في المهام التي يجب أن تكون منوطة بعائشة كمسؤولة في حكومة تصريف الأعمال المؤقتة، وبين حقوق وواجبات المرأة التي سيحددها الشعب من خلال الدستور!! دورك هو دور إسعافي إنقاذي لوضع المرأة حالياً خلال الفترة المتبقية لهذه الحكومة! والأكيد أن الدور الإسعافي لا يتمثل فيما تحدثتِ عنه في هذه المقابلة!! هل أحصيتِ عدد المعتقلات المفرج عنهن ووقفتِ على احتياجاتهن الحياتية اليومية والنفسية والصحية والاجتماعية بعد خروجهن!!”.
أما الكاتبة السورية مي الرحبي فقد استغربت حديث عائشة الدبس عن بناء نموذج حكم خاص بسورية، بينما أي دولة لا بد أن تبنى على أساس المواثيق الدولية، وعلى رأسها شرعة حقوق الإنسان، أي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. واعتبرت أنه لا يمكن الحصول على مساعدة المنظمات الدولية الإنسانية، كما تطالب الدبس، من دون تقديم صورة مشرقة لدولة ديمقراطية حديثة، قائمة على المواطنة المتساوية التي لا تميز بين أي مواطن وآخر.
وشبّهت دعوة الدبس للنساء السوريات للحوار فيما بينهن تحت إطار النموذج الذي تتحدث عنه حصراً، بممارسات النظام السابق الذي كان يستبعد أي جمعية أو منظمة تعنى بشؤون النساء، لا تتفق مع نموذجه أيضاً. كما انتقدت حديث الدبس بأن النموذج قائم على الشريعة الإسلامية، متجاهلة بقية الأديان والطوائف.
وقال الناشط جهاد الحوراني: “بعد مشاهدة لقاء الدكتورة عائشة الدبس مع قناة TRT عربي كاملًا، (أحمد) الشرع بحاجة ماسة لعقد مؤتمر وطني يتمخض عنه حكومة انتقالية للخروج من مأزق التعيينات، لأنه وبكل صراحة الدكتورة عائشة الدبس لا تصلح للمهمة الموكلة إليها ولا تتمتع بالخبرة الكافية للتعامل مع مجتمع مُتعدد مثل المجتمع السوري”.
أما الإعلامية ديما عز الدين، فقد رأت أن هناك مبالغة في الاهتمام بهذا التصريح، مع تجاهل قضايا أهم من ذلك.
ولفت الأكاديمي أحمد علي عمر إلى أن “قضايا المرأة حساسة ومثيرة للجدل، ولا يمكن لأي امرأة سورية أن تقول شيئاً في المرأة السورية يوافق كل امرأة سورية، أو مجموعة منهن”.
وفي ۲۰ ديسمبر/كانون الأول الحالي، أعلنت إدارة الشؤون السياسية في سورية، في بيان رسمي، تعيين عائشة الدبس رئيسة لمكتب شؤون المرأة فيها، إذ يجري التواصل معها في ما يتعلق بالمجالات الحقوقية والاجتماعية والثقافية والسياسية الخاصة بالمرأة السورية.
تنحدر عائشة الدبس من دمشق، وهي حاصلة على درجة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة دمشق، وتُعرّف نفسها بأنها “ناشطة في مجال تطوير المرأة وتنمية العمل المدني والإنساني”. وكانت قد انتقلت من إسطنبول إلى العاصمة دمشق في الـ۱۴ من الشهر الجاري، و”ذلك بعد ۱۴ عاماً من الكفاح والغربة”، وفق ما كتبت على “فيسبوك”.
المصدر: العربي الجديد