جرائم إسرائيل بحق المرأة الفلسطينية: استمرار القتل في ظل صمت دولي متواطئ

منذ نكبة 1948، تقع نساء فلسطين ضحايا المجازر الإسرائيلية، ولا سيّما أنّ المرأة تُعَدّ من الفئات الأكثر هشاشةً في الأزمات والحروب. وأخيراً، على مدى أكثر من عامَين من الحرب الدامية على قطاع غزة، قُتلت آلاف الفلسطينيات وأصيبت أخريات، فيما فقدت كثيرات أحبّة وعشنَ النزوح والجوع والحرمان. وكانت وكالات مختلفة تابعة للأمم المتحدة قد حذّرت، في أكثر من مرّة، من أنّ الحرب الإسرائيلية على غزة هي "حرب على النساء"، إلى جانب كونها "حرباً على الأطفال".

في هذا الإطار، انتقدت مقرّرة الأمم المتحدة المعنية بالعنف ضدّ المرأة ريم السالم عدم مبالاة العالم إزاء المجازر الإسرائيلية بحقّ نساء فلسطين وفتياتها والمعاناة التي يتعرّضنَ لها. جاء ذلك في ندوة أُقيمت بمقرّ الأمم المتحدة في نيويورك، أخيراً، أشارت في خلالها إلى أنّه لم يعد أحد يهتمّ بما يحدث للنساء والفتيات في الصراعات والأزمات. وأكدت أنّ “المجازر التي تُرتكب بحقّ آلاف النساء والفتيات الفلسطينيات والمعاناة المروّعة التي يتعرضنَ لها تمثّل الدليل الأوضح على أنّ العالم لم يعد يُعير ذلك أيّ اهتمام”. وإذ لفتت المقرّرة الأممية إلى حجم وحشية إسرائيل في قطاع غزة الذي يتجاوز كلّ الحدود، قالت إنّ المصطلحات والمفاهيم والأطر القانونية القائمة “عاجزة أمام حجم الرعب الذي يعاني منه الفلسطينيون”.

بدورها، ذكرت المقرّرة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيز أنّ ما يحدث في قطاع غزة يعكس عدم كفاءة الأمم المتحدة. ورأت أنّ “التضحيات الفلسطينية تعكس عجز المجتمع الدولي عن الوفاء بوعد ميثاق الأمم المتحدة، فهذه المؤسسة في وضع غير جيّد”، مؤكدةً أنّها “غير قادرة على الحفاظ على السلام والاستقرار”. وانتقدت ألبانيز الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لفشلها في منع الإبادة الجماعية بقطاع غزة، داعيةً إلى محاسبة رؤساء تلك الدول التي نقلت أسلحة إلى إسرائيل.

تجدر الإشارة إلى أنّ مقرّرة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالعنف ضدّ المرأة ريم السالم كانت قد وصفت ما تعيشه النساء الفلسطينيات في قطاع غزة، بـ”الجحيم الحقيقي”، وذلك في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، تحديداً في الذكرى الثانية للحرب على القطاع. يأتي ذلك في حين أنّ سالم كما ألبانيز عبّرتا في أكثر من مرّة، منذ أكتوبر ۲۰۲۳، عن “قلق عميق” إزاء ما تتعرّض له الفلسطينيات من عنف وصعوبات.

العربي الجدید