اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
ورغم الدمار الذي يحيط بهن، تخرج بعض النساء كل صباح بخطوات ثقيلة، ليست لجلب الماء أو الخبز، بل للبحث عن فسحة أمل… مكان صغير يسمعهن، يحتوي خوفهن، ويداوي ندوبهن النفسية. هذا المكان هو ما توفره جلسات الدعم النفسي الجماعي التي ينفذها مركز الأبحاث والاستشارات القانونية والحماية للمرأة، بإدارة الناشطة الحقوقية زينب الغنيمي.
في لقاء خاص مع إذاعة “نساء إف إم”، أكدت الغنيمي أن المركز لم يتوقف عن تقديم خدماته منذ اللحظات الأولى لاندلاع الحرب، قائلة:“وسط كل هذا الدمار، اخترنا أن لا نصمت. لأن الصمت يقتل النساء مرتين؛ مرة تحت القصف، ومرة في العزلة والخوف والصدمات غير المعالجة”.
المركز، وبجهود فريق نسوي متخصص، ينفّذ جلسات دعم نفسي جماعي في مراكز ومخيمات الإيواء المنتشرة في غزة ووسط وجنوب القطاع. يستهدف هذا البرنامج النساء والفتيات اللواتي يواجهن ضغوطًا نفسية هائلة نتيجة مشاهد الحرب، فقدان الأحبة، التشرد، العنف، وانعدام الخصوصية والأمان.
ورغم الظروف القاسية، وشح الموارد، وتهديدات القصف، فإن الفريق يواصل عمله الميداني يوميًا، مدفوعًا بإيمان عميق بأهمية ما يقوم به. تقول الغنيمي:“في بعض الأحيان لا نملك الوسائل، لكن نملك النية، والنية وحدها كانت كافية لتدفعنا للعمل، لأننا نرى أثر هذه الجلسات على وجوه النساء… من البكاء إلى التنهيدة، من الصمت الثقيل إلى أول جملة: أنا مش لحالي”.
تتضمن كل دورة دعم نفسي أربع جلسات، تُعقد لمجموعة من ۲۰ سيدة في كل مرة. وتتناول الجلسات مواضيع ذات صلة مباشرة بالواقع المرير الذي تعيشه النساء، من بينها:• العنف القائم على النوع الاجتماعي، الذي تزايد في ظل الاكتظاظ والتوتر والمعاناة اليومية.• الرعاية الذاتية، كحق أساسي ومهارة للنجاة.• إدارة وحل المشكلات وسط غياب الحلول السريعة.• اضطراب ما بعد الصدمة، الذي يُصيب كثيرات دون أن يُشخص أو يُعالج.
تُنفذ هذه الجلسات ضمن مشروع “الاستجابة لاحتياجات الحماية وسبل العيش الطارئة للنساء والفتيات المتأثرات بالحرب في غزة”، بتمويل من مؤسسة ميندرو الأسترالية وبالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ويهدف إلى تحسين الوصول لخدمات الحماية الشاملة والدعم النفسي والاجتماعي للنساء والفتيات، اللواتي وجدن أنفسهن في قلب واحدة من أقسى الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
ورغم كل شيء، لا تغيب الإرادة. بل تتجلى في كل خطوة تخطوها الغنيمي وفريقها نحو امرأة واحدة فقط… امرأة تحتاج إلى أن تُسمع، تُحتوى، ويُقال لها: “أنتِ لستِ وحدك.
المصدر: نساءFM