اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
بيت الزهراء (س) وحیاتها الزوجیة
أولاً، لنتحدث عن بيت فاطمة الزهرا (س ) حيث عاشت هي وعلي (عليه السلام) معاً بمحبة ونشأ هناك أطفالاً:
عاشوا لفترة طويلة في غرفة ایجاریة بعيدة عن بيت النبي(ص). وبعد ذلك كلم رسول الله أحد الصحابة وأحضر لهم بیت ایجاری إلى مكان أقرب إليه، ومرت السنين حتى أصبح لهم بيت وغرفة صغيرة.
فمن ناحية كان هذا البيت مكاناً للسكن ، ومن ناحية أخرى كان عبارة عن ورشة أعمال فاطمة (س) اليدوية، التي كانت تقوم بها لمساعدتها على كسب الرزق أو في كثير من الأحيان لخدمة الفقراء والمساکین. من جهة اخری اصبح مركزاً لتجول أصحاب علي (ع) وفاطمة (س)، مرکز لأسئلة وأجوبة خاصة بالنساء ومركزاً للهداية.
کان مركزية بيتها في طريق تربية الأبناء و الاستشارة والمصاحبة مع علي (عليه السلام) و التحنن علی العائلة وکانت راضیة بتقسيم العمل النبي أن العمل داخل البيت لها والعمل خارج البيت لعلي (عليه السلام) وكانت شاكرة على ذلك.
وكان علي (عليه السلام) يشعر بالسکینة فی جوار الزهراء (س ) و إذا سئم من أحداث الحياة ومشاكلها كان يلجأ إلى البیت ويتحدث مع فاطمة (عليها السلام) هناك و يجدد قواه ثم ینشغل بالعمل والجهد والنضال من جديد. وهذا الأمر كان مستمر في حياة علي (عليه السلام) حتى بعد وفاة فاطمة (س) وعند قبرها. جمل غرامیة علی لسان علي (عليه السلام) مثل « لقد كنت انظر اليها فتنكشف عنى الهموم والاحزان» و « لاخير بعدک في الحياةِ» و…. تثبت ذلك.
وكانت الحیاةِ البسيطةِ واللباس البسيط والعيش بالروح والطهارة من أسلوب فاطمة (س) حتى أنها كانت تقول: « يا أباالحَسَنِ! إنّي لأَستَحيي مِن إلهي أن اُكَلِّفَ نَفسَكَ مالاتَقدِرُ عَلَيهِ ) بحارالأنوار، المجلد ۴۳، الصفحه ۵۹ )»
الزهراء (س) ونموذج الحضور الاجتماعي
وكما أن الزهراء (س) هي مثال ونموذج للمرأة المسلمة المثالية في تربية الأطفال وتدبير المنزل و الحیاةِالزوجیة ، فإن لها أيضاً حضوراً فاعلاً ومؤثراً في المشهد السياسي والاجتماعي نشیر الیه:
كانت الزهراء (عليها السلام) تعتني بجرحى حرب أحد و في عهد النبي (ص) بعد الغزوات كانت صدیقة لابیها وزوجها .
وكانت نساء المدينة يأتون ويسألونها عن أسئلتهم الدينية فتجيبهم بصبر.
وبينما كان النبي فی فراش المرض، اغتصبت فدك ولکن فدك لا قيمة له عند الزهراء كمال، بل كحق مسروق وكون الحق يجب أن يسترد لدرجة، أنها تذهب مع عدد من نساء بني هاشم إلى مسجد المدينة المنورة وتلقي خطبة بکل شجاعة وتطالب بحقها في اجواء كان العرب يدفنون بناتهم أحياء ولم يكن للمرأة مكانة اجتماعية كبيرة.
وفيما يتعلق باغتصاب خلافة امام علي (عليه السلام) ، بذلت فاطمة الزهراء (س) مع زوجها وأولادها جهدا كبيرا وکانت تأتي ليلا إلى أبواب بيوت المهاجرين والأنصار وجاء في الحديث أن فاطمة (س) استمرت على هذه الدعوة أربعين ليلة متتالية.
وسكوتها کان من أفعالها لفضح النفاق والإنذار النهائی وقررت ألا تتحدث أبدًا مع من اغتصب الخلافة وانتهك الحق، وظلت على هذا القرار حتى نهاية حياتها ودفنت ليلاً.
فاطمة سرخ حصاري