اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
خرجت من المدينة في سنة ۲۰۱ للهجرة؛ لزيارة أخيها الرضا عليه السلام في طوس، إلا أنها مرضت أثناء الطريق، وتوفيت بعد وصولها مدينة قم، ودفنت فيها حيث مرقدها الآن، وقد ورد عن الإمام الرضا عليه السلام: “مَنْ زَارَ الْمَعْصُومَةَ فِي قُمٍّ فَلَهُ الْجَنَّةُ”.
ألا يجدر بنسائنا وبناتنا في هذا العصر الذي توفرت فيه وسائل العلم والتعلم أن يتخذن من هذه السيدة الجليلة التي عاشت في عصر الظلم والظلام العباسي، والقهر بحيث أن بنات الإمام موسى الكاظم، عليه السلام يُصلين في ثوب واحد لأنهن ليس لديهن ثوب غيره، وخمس الأرض حقاً مشروعاً لهم كما نعرف، ورغم كل تلك الظروف الضاغطة عليها إلا أنها كانت آية في الذكاء والفطنة وحب العلم والتعلم، والجهاد في سبيل رفع السوية الفكرية للمجتمع الإسلامي.
ولهذا جاءت تسميتها بـ(المعصومة)، فقد عصمت نفسها بنفسها لأنه ليس هناك معصومة من النساء إلا أمها فاطمة الزهراء، وهي الوحيدة من نساء المسلمين، وأهل البيت التي لُقِّبت بهذا اللقب الشريف العظيم.
فالسيدة فاطمة المعصومة عليها السلام كانت تمثل الشّخصيّة النّسائيّة المثالية والمقدَّسة في الإسلام لدى المسلمين كلّهم، فإذا قرأنا ما كتبه علماء المسلمين من السنّة والشّيعة، نجد أنهم يتحدَّثون عنها بكلّ تعظيم واحترام ومحبّة، من خلال عناصر شخصيّتها المميّزة، من العفاف والطهارة الشخصية والروحية التي قلَّ نظيرها في نساء العالمين إلا من أمهاتها الكريمات.