اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وتحكي فاغنر، في مقابلة مع وكالة “الأناضول”، عن المشكلات التي تواجهها بسبب الخطابات والتصريحات التي تدلي بها عبر وسائل الإعلام المختلفة في النمسا من أجل إسماع صوت الشعب الفلسطيني المضطهد.
ويأتي ذلك وسط الحرب الإسرائيلية المدمّرة المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول ۲۰۲۳، التي خلّفت ۲۶ ألفاً و۸۳ شهيداً بالإضافة إلى ۶۴ ألفاً و۴۸۷ جريحاً، نحو ۷۰ في المائة من الضحايا هم من الأطفال والنساء، بحسب البيانات الأخيرة لوزارة الصحة في غزة صباح اليوم الجمعة، علماً أنّ ثمّة أكثر من سبعة آلاف مفقود ونحو ۱٫۹ نازح.
وتصف الحقوقية النمساوية ما يحدث في قطاع غزة بأنّه “كارثة إنسانية” كبيرة، مشدّدةً على أنّ من غير المقبول وصم أيّ شخص ينتقد إسرائيل بـ”معاداة السامية”، في إشارة إلى كلّ الاتهامات التي تُوجَّه عن دون وجه حقّ إلى كلّ من يدين الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أو يدين أيّاً من الانتهاكات التي ترتكبها دولة الاحتلال في حقّ الفلسطينيين أينما وُجدوا.
وتؤكد فاغنر أنّ “من غير الممكن بأيّ حال من الأحوال الربط ما بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية، فثمة يهود كثيرون شاركوا في تظاهرات النمسا الرافضة للهجمات الإسرائيلية على غزة”. وتوضح الحقوقية النمساوية أنّ “اليهودية تختلف جداً عن (الحركة) الصهيونية، ومن غير الممكن المقارنة بينهما لأنّ الصهيونية نهج عنصري واستعماري”.
وتشير فاغنر إلى أنّها تتعرّض لمقاطعة من قبل أصدقاء ومعارف بسبب موقفها من الحرب على غزة، وكذلك للافتراء بادّعاء أنّها تشاطر “آراء الإرهابيين”. وتقول: “يؤسفني ما حدث معي في دائرتي الخاصة، ولا سيّما من الأصدقاء، من بينهم محام عملت معه سابقاً أنهى صداقته معي على الفور”.
في سياق متصل، تذكر فاغنر أنّ مؤسسات صحافية ودور نشر أبدت عدم رغبة في العمل معها كذلك.
وعن رواج الرواية الإسرائيلية في النمسا، في ما يخصّ الحرب القائمة اليوم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تقول فاغنر إنّ “ادّعاءات إسرائيل بأنّ (حركة) حماس تستخدم المدنيين دروعاً بشرية تلقى قبولاً في النمسا”، لكنّها تشير إلى أنّ ذلك لا ينطوي على أيّ مصداقية بالنسبة إليها.
وتبيّن فاغنر أنّ “اللغة التي يستخدمها الجانب الإسرائيلي تهدف إلى التدمير، والإبادة في غزة هي فعل نادر قلّما وقع في التاريخ”. وتؤكد أنّها بعدما رأت الصور الواردة من غزة، فإنّ أيّ محاولة لتبرير ما يحدث بأنّه دفاع عن النفس أو أيّ سبب آخر أمر “غير مقبول”.
وتتحدّث الحقوقية النمساوية عن تباين في مواقف الدول الغربية، من بينها النمسا، تجاه أوكرانيا وفلسطين. وتوضح أنّ “التصريحات الغربية الداعمة لأوكرانيا متكرّرة، والعلم الإسرائيلي يرفرف حالياً إلى جانب العلم الأوكراني في فيينا”.
من جهة أخرى، تؤكد فاغنر أنّ “لا علاقة للشعب الفلسطيني بالمحرقة اليهودية، بل بالعكس تماماً (الفلسطينيون) أنقذوا اليهود الوافدين من أوروبا في ذلك الوقت وقبله كذلك”، شارحةً أنّ “الأوروبيين يريدون تحميل العبء الثقيل لشعب آخر. ومن غير المقبول إساءة استخدام الهولوكوست لارتكاب جرائم قتل وإبادة”.
بالنسبة إلى فاغنر، من الضروري أن يكون شعار “لن تتكرّر مرّة أخرى”، الذي استخدمه الغرب بعد محرقة اليهود التي نفّذها النازيون، “صالحاً للجميع”.
وعن مواقف الشعوب في أوروبا بشأن الحرب على قطاع غزة المتواصلة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، تقول فاغنر إنّ ثمّة خلافات جوهرية في الرأي ما بين الحكومات والشعوب، مضيفةً “أنا محامية وألتقي بأشخاص كثيرين، والناس بمعظمهم يفكّرون مثلي”.
وتكاد فاغنر تجزم بأنّ المواقف التي تصدر عن الحكومات لا تتشابه مع وجهات نظر الشعوب، لكنّ “الناس خائفون ولا يجرؤون على التعبير عن أفكارهم تجنّباً للضغوط”.
يُذكر أنّ العاصمة النمساوية فيينا تشهد تظاهرات حاشدة داعمة للفلسطينيين في قطاع غزة، طالب في خلالها المشاركون بوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع ورفع الحصار عنه وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري، متّهمين بلدان القارة الأوروبية بـ”ازدواجية المعايير”.
المصدر : الأناضول