تحليل الأخبار

حق الإجهاض في المغرب

إن إظهار الجنين كطفيلي يحق للمرأة إزالته كما أن إلقاء اللوم على الرجل في حمل امرأته هو نتيجة الأفكار النسوية والموجة الثانية من النسوية

يطالب حقوقيون وجمعيات نسوية في المغرب بإلغاء تجريم الإجهاض وجعله حقا آمنا للنساء متعللين بأن الحمل غير المرغوب فيه لا يقع فقط في إطار العلاقات خارج الزواج بل حتى داخل الأسرة، مشيرين إلى أن إلغاء تجريم الإجهاض من شأنه أن يحد من ظاهرة الأمهات العازبات ويقلل من الأطفال فاقدي النسب.ويسمح بالإجهاض في المغرب في ثلاث حالات فقط : عندما يهدد استمرار الحمل حياة المرأة الحامل المصابة بمرض خطير، أو إذا كان ناتجا عن اغتصاب أو زنا المحارم أو إذا كانت الفتاة قاصرا.

يقول رئيس الجمعية المغربية لمكافحة الإجهاض السري شفيق الشرايبي إنّ “الحالات الثلاث المحددة غير كافية، لأنها لا تمثّل إلا ۱۰ في المئة من الحالات الواقعة في المجتمع، ذلك أن القانون لا يشمل القاصرات مثلا و بنيته تقليدية أبوية بعيدة عن حماية النساء من العنف والتمييز.

وحسب إحصاءات صادرة عن الجمعية المغربية لمكافحة الإجهاض السري، فقد تم إجراء ما بين ۶۰۰ و۸۰۰ عملية إجهاض يوميا (أكثر من ۲۰۰ ألف عملية سنويا).

تحلیل الخبر:

المغرب هی إحدى الدول الإسلامية و دين أغلبية سكانها هو الإسلام، وبناءً على ذلك فإن الدين الرسمي لهذا البلد هو الإسلام أيضًا. كانت المغرب أحد البلدان التي كانت تحت الاستعمار الفرنسي في أوائل القرن العشرين وحتى منتصفه. الموقع الجغرافي للمغرب قريب من أوروبا، بحيث أن إحدى جيران هذا البلد هي إسبانيا وقد أدى ذلك إلى تأثر المغرب وثقافتها الإسلامية بشكل كبير بأوروبا.

سعت الموجة النسوية الثانية في الغرب، تحت شعار “الأمر الشخصي هو السياسي”، إلى خلق الحق والمطالبة به وكان هذا هو الحق والمطالبة بـ “الحق في الإجهاض” للمرأة ومكافحة تجريم هذا القتل للجنين. إن تنمیة الأدب العاطفي الذي يتماشى مع عقلانية هذا الطلب وصحة مطالبته أدى إلى انجذاب العديد من النساء في الغرب إلى هذه المطالبة.

استبدال هذه القيم المضادة بالقيم وصلت إلى الدول المستعمرة التي تعرضت لها الدول الأوروبية و تم استخدام حالات الحمل الغير المرغوب فيه والجو الأبوي في الأخبار الواردة. كما تم ذكر حالات الحمل غير المرغوب فيه بسبب الحساسيات المحتملة للجماعات الإسلامية في المغرب تجاه هذه الموجة فی قالب الشريعة والأسرة، ولم يتم ذكر هذه الحقيقة أن الإجهاض محرم في شريعة الإسلام. كما یقولون ان حالات الحمل الغير المرغوب فيه تنشاء من النظام الأبوي وإكراه الرجل على المرأة، في حين أن هذه النظرة ليست متشائمة  فقط ، بل هي أيضا غير واقعية مع متطلبات العصرالحالي.

إن إظهار الجنين كطفيلي يحق للمرأة إزالته كما أن إلقاء اللوم على الرجل في حمل امرأته هو نتيجة الأفكار النسوية والموجة الثانية من النسوية وهذا لا يقتصر على المغرب كدولة إسلامية فقط بل أنه یحاول اختراق الدول الإسلامية الأخرى وتعتبر مسألة حجاب المرأة، التي هی أحد تعاليم الإسلام، من مظاهر السلطة الأبوية وهذا يحدث في كل القواعد والأوامر الإسلامية.

اليوم، أكثر من أي وقت مضى،يجب أن تكون الحاجة إلى قراءة أسلوب الحياة الإسلامية القائمة على القرآن وسیرة حياة النبي و آل بيته على جدول أعمال الدول الإسلامية. إن المؤتمرات الدولية، التي تتماشى مع الإنتاج النظري المشترك وانتشاره في العالم الإسلامي وغيره من الأمم، فضلا عن كونها دعاية لنشر الإسلام، هي أيضا دفاع ضد الهجمات الثقافية للفكر الغربي.

إن هوية الإنسان الغربي المتحولة والمصابة بالأزمات تنبع من أفكار خاطئة مثل الأفكار النسوية و هذا امر حیاتی أن ترجع جميع الدول الإسلامية إلى أصول الثقافة الإسلامية الغنية وأن تحمي نفسها من الآفات التي أصاب بها الغرب.