اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
تؤكد الحملة مدى أهمية البلاغات الواردة من الناس، وكيف يمكن للمعلومات، سواء من الضحية أو الشهود، أن تكون العامل الأهم الذي يساعد الشرطة في القبض على المجرمين. وبحسب موقع شرطة النقل البريطانية، تحدّث عدد من الضحايا للمرّة الأولى عن تجارب مزعجة تعرّضوا لها، من بينها جلوس الجاني إلى جانبهم في قطار مزدحم، ومحاولة التحرّش بهم.وتوضح الشرطة أنّ العديد من الأفراد يجهلون ما يمكن تعريفه على أنّه تحرّش جنسي، ويتردّدون في إبلاغ الجهات المسؤولة عنه، مؤكّدة أنّ “أي سلوك يجعلك تشعر بالخوف أو انعدام الأمان، بداية من التحديق، أو إصدار أصوات، أو إيماءات جنسية، جميعها تعدّ شكلاً من أشكال التحرّش الجنسي، والشرطة على أهبة الاستعداد لإرسال المساعدة، وتوفير ضباط لمقابلة الضحية في المحطة التالية لإلقاء القبض على المتحرّش وتقديم الدعم اللازم”.تروي فتاة عشرينية تجربتها لـ “العربي الجديد”، قائلة إنّها تستقل القطار يومياً إلى جامعتها، وإنّها ذات مرّة لاحظت أنّ أحد الركّاب يحدّق بها، ومع أنّها تجاهلته، لم يتوقف عن النظر إليها بأسلوب أخافها، فحاولت الابتعاد عنه، وبدّلت مقعدها، بيد أنّه لحق بها، وجلس أمامها مباشرة وراح يراقبها. تضيف: “توترت، وقرّرت أن أغادر القطار في المحطة التالية، وأستقل قطارا آخر إلى وجهتي. بالفعل خرجت من القطار محاولة الفرار منه، لكنّه تبعني، وقال عبارات جنسية استفزتني. حينها استدرت نحوه محاولة التظاهر بالقوة بينما كنت أرتجف من الداخل، وصرخت به أن يتركني وشأني، ما لفت انتباه المارّة، فاستدار وتركني وشأني”.تكمل الشابة: “تبدو تلك التجربة عادية عند الحديث عنها، لكني كنت أشعر بالرعب رغم وجودي بين الكثير من الركاب، كوني أعلم من خلال الأخبار عن تحرّشات مماثلة، وأنّني قد أتعرّض للأذى من دون أن يتدخل أحد لمساعدتي، لأن معظم الناس في هذا البلد لا يريدون التورّط في المشاكل. بالنسبة لحملة شرطة النقل، لم أكن أعرف أنّه يمكنني إبلاغ الشرطة آنذاك، وفكّرت ما الذي سأقوله لهم، فقد يسخرون مني لأنّ الرجل كان يحدّق بي فقط”.
وتبيّن جريمة الاغتصاب التي ارتكبها رايان جونستون (۳۷ سنة) في مترو أنفاق لندن، أنّ الناس قد يشاهدون حالات عنف من دون التدخل للدفاع عن الضحية، فوفق موقع خدمة النيابة العامة، اغتصب جونستون شابة في فبراير/شباط ۲۰۲۰، داخل مترو الأنفاق على مرأى من ركاب آخرين، وفي ۸ ديسمبر/كانون الأول ۲۰۲۳، قضت محكمة بريطانية بسجنه لمدة ۱۴ عاماً، ووضعه في سجل مرتكبي الجرائم الجنسية إلى أجل غير مسمى.ويقول كوري ديفيد من مكتب إعلام شرطة النقل البريطانية، لـ “العربي الجديد”، إنّهم أطلقوا الحملة لتشجيع الضحايا على إبلاغ الشرطة بجرائم التحرّش والاعتداء التي يتعرضون لها على متن القطارات ومترو الأنفاق، وإن الحملة تحدّد بالتفصيل ماهية التحرّش الجنسي، وكيفية الوصول إلى المساعدة.ويقول مساعد رئيس الشرطة، بول فورنيل، إنّهم يعلمون أن هذه الجرائم غالبًا لا يتم الإبلاغ عنها لأسباب مختلفة، ويخبر الضحايا أنهم يشكون في أنفسهم، أو أنهم يشعرون بأن ما حدث كان بسيطًا، أو أن الإبلاغ عنه لن يكون مفيدًا. يتابع: “نريد من خلال الحملة أن نسلط الضوء على أن هذا يخالف الحقيقة، وقد خصّصنا فرقاً للكشف والتحقيق، ولا ندخر جهداً في تقديم الجناة إلى العدالة، لكننا نحتاج إلى التأكد من أن المتضررين سيبلغون عن جميع الحالات حتى يتم تحديد الجناة، ومعاقبتهم”.
وكشفت البيانات الرسمية الصادرة في نهاية العام الماضي، أن أكثر من ثلث النساء وقعن ضحايا للتحرّش الجنسي أو الجرائم الجنسية أثناء التنقل بالقطار أو مترو الأنفاق، وأظهر استطلاع أجرته شرطة النقل البريطانية، أن ۵۱ في المائة فقط من ضحايا التحرّش الجنسي يقولون إن ركاباً آخرين حاولوا مساعدتهم، وأن واحداً فقط من بين كل خمسة أشخاص شهدوا تحرّشاً جنسياً أبلغ الشرطة بذلك.
ويصل الحد الأقصى لعقوبة التحرّش في بريطانيا إلى الحبس لمدة ستة أشهر، وإن كانت الدوافع عنصرية أو دينية، فإن العقوبة تكون الحبس لمدة عامين، وإذا ارتُكبت الجريمة مع الترهيب، فإن الحد الأقصى للعقوبة يصل إلى ۱۰ سنوات، وإذا كانت الأسباب عنصرية أو دينية مع الترهيب، فالحد الأقصى هو السجن لمدة ۱۴ عاماً.
المصدر: العربي الجدید