اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
ويتعرض ما يقرب من ربع الأطفال في سن عام واحد إلى الهز الجسدي العنيف كعقاب، في حين يتعرض ۱ من كل ۱۰ منهم إلى الضرب أو الصفع أو قرص الأذنين.
لا تزال غادة سيد تذكر ما جرى لطفلها عقب ولادته، تقول المدرّسة المصرية الشابة للجزيرة نت “مع ابني الأول، لم أفهم السر وراء ما فعلته عمتي، كانت تجلس إلى جواري حين جلبوا لي ابني من الحضانة عقب ساعتين من الولادة، لم أقو على حمله، فحمله أفراد عائلتي واحدا بعد آخر في سعادة، وحين وصل إلى يدها قرصت أنفه بعنف، ثم ضغطت قدمه بقوة، انخلع قلبي وصرخت لكنها ضحكت ووصفتني بالجهل، وقالت إن ذلك سيجعل أنفه صغيرا وقدمه أفضل حين يكبر”.
تُرتكب العديد من الممارسات بحق الرضع وحديثي الولادة بوصفها عادات وتقاليد منذ اللحظات الأولى عقب الولادة، وفي حالات بحضور أفراد الأسرة بدافع “المصلحة”، وتشمل:
لا تنسى أخصائية السلوك وصعوبات التعلم وتنمية المهارات بسمة سعيد حالتين لطفلين تعرضا للعنف خلال العام الأول بعد الولادة، مما تسبب لهما في مضاعفات عديدة لاحقة.
تقول بسمة للجزيرة نت “تعاملت مع طفلين تعرضا لعنف جسدي من الأب -صفع على الوجه- خلال أول سنتين من عمرهما برواية الأمهات، يعانيان الآن من صعوبات في التعلم والتأقلم، فضلا عن مشاكل نفسية كالقلق والاكتئاب، ويعاني أحدهما من درجة عالية من التلعثم، وهي تأثيرات تعيقهما عن العيش بشكل طبيعي كبقية الأطفال حيث يستغرق العلاج وقتا طويلا للأسف”.
يؤثر العنف العائلي على الأطفال الذين لم يولدوا بعد، حيث يمكن أن يصاب الطفل في الرحم بسبب العنف البدني الذي تتعرض له الأم، والذي يمكن أن يتواصل عقب الولادة، حيث يسبب العنف ضد الرضع أذى جسديا وعاطفيا كبيرا يؤثر على صحتهم ورفاهيتهم لمدة طويلة، خاصة حين يتحول إلى نمط سلوكي متزايد تتراكم آثاره بمرور الوقت.
في مصر -على سبيل المثال لا الحصر- يتعرض ۹۳% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام و۱۴ عاما إلى ممارسات تأديبية عنيفة، بما في ذلك العدوان النفسي أو العقاب البدني، بحسب منظمة اليونيسيف.
ويتعرض الرضع للعنف العائلي بطرق غير جسدية، أشهرها:
يعاني ثلاثة أرباع الأطفال في العالم من عمر سنتين إلى ۴ سنوات من العدوان والعقوبات النفسية والبدنية، وتظهر آثار العنف على الرضع في مراحل مختلفة من حياتهم، جسديا ونفسيا بطرق مختلفة أبرزها:
خلص باحثون هنود إلى أن العنف ضد المرأة يزيد احتمال وفاة طفلها بمقدار ۲٫۶۳ مرة عن الاحتمالات الطبيعية، وإذا كان العنف شديدا يزيد الخطر ۴ مرات، وإذا حدث أثناء الحمل فإن احتمال وفاة الطفل يزيد إلى ۵٫۹۶ مرات.
في حين خلصت دراسة أخرى أجريت في شرقي أوغندا عام ۲۰۰۳ إلى أن أمراض الرضع من الحمى والإسهال والسعال وسرعة التنفس مرتبطة بعنف الشريك تجاه زوجته، مما يؤثر على قدرتها على رعاية أطفالها.
مزيد من الدراسات توثق علاقة الإساءة إلى الأم بالرضع كتلك التي أجريت في أبريل/نيسان ۲۰۱۶، وتربط بين انخفاض الرفاهية الاجتماعية للأم بعد ولادة الطفل وإمكانية الإساءة للطفل بالفعل، حيث يرتبط كل من الإجهاد والاكتئاب وغيرهما من المتاعب عقب الولادة بمعدلات أعلى من تقارير سوء معاملة الرضع.
تشدد المعالجة السلوكية بسمة سعيد على أن تعنيف الطفل أو ضربه قبل عمر العامين جريمة، وتقول “حين نعنف رضيعا بالقول أو الفعل فنحن نربي كتلة من الأمراض والاضطرابات، ولا يوجد مبرر للأمهات اللائي يسكتن عن تعنيف أزواجهن للأطفال بدعوى أنهم عصبيون أو أن ضغوط الحياة اضطرتهم لذلك، وقتها تصبح الأم شريكة في الجريمة”.
من جانبها، توصي وزارة الصحة الإسترالية بمجموعة من التدابير للتعامل مع حالات العنف ضد الرضع أبرزها:
المصدر: الجزيرة