خطبة من جیل علي.. زينب (س) حاكمت بني أميّة إلى يوم القيامة

حولت قافلة أسرى كربلاء، بقيادة السيدة زينب (ع)، مشاهد الذل إلى منبر لكسر الهيمنة الثقافية الأموية. خطبها النارية في الكوفة والشام لم تكن مجرد أحداث تاريخية، بل أصبحت نموذجًا للمقاومة الإعلامية لكل أحرار العالم؛ امرأة سحقت بتلك الكلمات تيجان الظالمين في التراب.

تناولت “منيرة غلامي توكلي”، الباحثة في أدب المقاومة، في مقال تحليلي خطب السيدة زينب (عليها السلام)، واعتبرتها أعظم محكمة لا تنتهي، حيث تولّت زينب دور الادعاء الصلب بخطب قوية وموثقة، لتدين بني أمية في محكمة التاريخ حتى يوم القيامة.

وفقا لوكالة أنباءالنساء الإيرانيات، وفي هذا المقال، أشارت الكاتبة إلى الجملة العرفانية الشهيرة لزينب (ع): «ما رأيت إلا جميلاً»، وكتبت أن هذه الجملة نقلت الانتصار من ميادين السيوف والرماح إلى ميدان العزة والإيمان.

وبحسب الكاتبة، كانت زينب (عليها السلام) كأنها مخرجة لأعظم مشهد في ملحمة تاريخية، حيث رفعت من خلال روايتها منبر الوعي والبصيرة للنساء، وهو منبر ما يزال قائمًا منذ أكثر من ۱۴۰۰ عام، وتجلّى امتداده في تفاخر الأمهات والزوجات وبنات الشهداء في لحظات دفن أحبتهم.

المشهد الأول: الكوفة — كشف النفاق في قلب مدينة الخيانة

جاء في الكتب التاريخية أنه عندما دخل موكب الأسرى إلى الكوفة، بكى الناس عند رؤيتهم لأسرى بيت النبوة. إلا أن زينب (عليها السلام) صرخت: «أتبكون بكاء النفاق؟! … أنتم الذين كتبتم الرسائل المتواليةلأخي الحسين (ع) فلما جاء، استقبلتموه بالسيوف!»

واستنادًا إلى الآيات القرآنية (مثل الآية ۹۲ من سورة النحل) وتحليل سلوك أهل الكوفة، كشفت السيدة زينب النقاب عن وجههم الحقيقي، حتى أن سوق الكوفة اهتز وارتفعت أصوات أنين الضمائر المستيقظة.

المشهد الثاني: قصر يزيد — كسر هيبة السلطة بجملة خالدة

في مجلس يزيد، حينما سخر من رأس الإمام الحسين (ع)، خاطبته زينب (ع) بثبات قائلة: « یا يزيد! أظننت أنك بقتلنا قد انتصرت؟ فاعلم أن ما رأيناه لم يكن إلا جميلاً! هذه الشهادة قد ربطتنا بالعرش الإلهي وألقت بك في هاوية اللعنة الأبدية.»

جملة «مَا رَأَيْتُ إِلَّا جَمِيلًا» لم تكن فقط ردًا على يزيد، بل كانت بيانًا فلسفيًا ينقل النصر الحقيقي من ميدان القوة العسكرية إلى ميدان الإيمان والعزة.

في هذا المشهد، كانت زينب (عليها السلام) السيدة الأسيرة والراعية لركب كربلاء والمدافعة عن إمامة الإمام السجاد (عليه السلام)، تحوّل لحظة الأسر إلى سلاحٍ إعلامي، وتضرب من خلاله هيكل النظام الأموي ضربات قاتلة.

تأسيس منبر الرواية النسوية من نتائج الخطبة الزينبية

إن تأسيس منبر «الرواية النسوية» لأول مرة في تاريخ الإسلام هو تجلٍّ لبصيرة زينب (ع)، وأوضح ثماره ظهر في مشاركة النساء والأمهات الإيرانيات في الدفاع عن الإسلام وولاية الفقيه ووطنهن خلال عدوان الـ۱۲ يومًا من قبل الكيان الصهيوني، حيث أظهرت الأمهات والنساء الإيرانيات، في التظاهرات الشعبية، بعد استشهاد عشرات القادة الكبار والنساء والأطفال المظلومين، نفس الدبلوماسية القائمة على العزة التي أثبتتها زينب (ع): «يمكن أن تكون مظلومًا، ويمكن أن تكون لك شهداء وأسرى، لكن لا يمكن أن تكون مهزومًا.»

المرأة المسلمة، وريثة “المدرسة الزينبية”

اليوم، كل امرأة مسلمة تشارك في الميادين العلمية أو السياسية أو الثقافية، هي استمرار لطريق زينب (عليها السلام)؛ طريق يقيس العزة بالإيمان لا بقوة العدو. وكما قال الإمام الخميني (ره): «إذا سُلبت النساء المربيات من الأمم، فإن الأمم ستسقط في الهزيمة والانحطاط.»

تعریب خاص لـجهان بانو من وكالة أنباءالنساء الإيرانيات