خيبة أمل النساء من العلاقات الغامضة للرجال المعاصرين

في عالم الحب والعلاقات الحديثة، تواجه العديد من النساء ظاهرة مألوفة

الرجال الذين يظهرون في البداية بكثيرٍ من الحماسة والاهتمام، ثم يتراجعون فجأة عند اقتراب العلاقة من مرحلة أكثر جدّية— بحجج مثل القلق، عدم الجاهزية، أو الغموض العاطفي— يشكّلون نمطًا متكرّرًا في العلاقات المعاصرة.هذا النمط المتكرر، الذي تناولته صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا، يعكس استياءً متزايدًا لدى النساء من علاقات غير متوازنة، حيث يقع العبء العاطفي غالبًا على عاتقهن.

تجد النساء المعاصرات أنفسهن في موقف غريب: من جهة، يتوقن إلى علاقة صادقة وواضحة، ومن جهة أخرى يُضطررن إلى التصرف كمحققات عاطفيات يحللن الرسائل الغامضة الصادرة عن الرجال. فعندما يقول رجل: “لست في وضع مناسب الآن”، هل يعني ذلك أنه أنهى العلاقة؟ أم أنه فقط يطلب المزيد من الوقت؟ هذا الغموض يوقع النساء في دوامة من الانتظار وخيبة الأمل.

في المقابل، يفضل كثير من الرجال البقاء في منطقة الأمان التي يوفرها الغموض. قد يكون لديهم اهتمام بالعلاقة، لكنهم يخشون التعبير الصريح عن مشاعرهم أو اتخاذ موقف واضح تجاه الالتزام. والنتيجة؟ علاقة غير مكتملة لا تُقطع تمامًا ولا تتطور، مما يُبقي المرأة في حالة من التعليق العاطفي والتخبط.

يرى الخبراء أن جذور هذا النمط تعود إلى التربية الاجتماعية. فالمجتمع يربّي الرجال على القوة والاستقلالية، ما يجعل من الصعب عليهم التعبير عن الضعف أو الحاجة العاطفية. في المقابل، تُعلَّم النساء منذ الصغر كيف يعتنين بالعلاقات ويتنبأن باحتياجات الآخرين. هذا الاختلال الجذري يمهّد الطريق لعلاقات غير صحية.

لكن ما هو الحل؟ ربما قد حان الوقت ليتعلّم الرجال مواجهة مشاعرهم بصدق ووضوح، وأن تتوقّف النساء عن تحمّل مسؤولية إدارة العلاقة من طرف واحد. إن بناء تواصل شفاف وخالٍ من الألعاب الذهنية يمكن أن يشكّل أساسًا لعلاقة أكثر صحة وتوازنًا. ففي عالم تزداد فيه النساء استقلالية يومًا بعد يوم، لم يَعُد هناك مكان لعلاقات غامضة، مُعلّقة، وغير متوازنة.

يبقى السؤال الأساسي: هل الرجال المعاصرون مستعدّون لوداع النماذج القديمة والتصرّف بصدق أكبر في علاقاتهم؟ الإجابة على هذا السؤال قد تكون العامل الحاسم في مستقبل العلاقات العاطفية.

تعریب خاص لـجهان بانو من وكالة أنباء نيويورك تايمز