رام الله: انعقاد مؤتمر “دور المرأة في الدبلوماسية والقيادة السياسية”

حوار وطني حول دور المرأة في الدبلوماسية والقيادة السياسية

دعا مؤتمرا انعقد، اليوم الاربعاء،  في مدينة رام الله  تحت عنوان “دور المرأة في الدبلوماسية والقيادة السياسية”، الى تمكين المرأة الفلسطينية  في المشاركة السياسية وتعزيز تواجدها في اماكن صنع القرار السياسي والدبلوماسي الفلسطيني، ويأتي في سياق الجهود الوطنية لتعزيز حضور المرأة الفلسطينية في مواقع القيادة السياسية والدبلوماسية .

وانعقد المؤتمر بشراكة استراتجية بين وزارة الخارجية والمغتربين، ووزارة شؤون المرأة وشبكة سيدات الأعمال والمهنيات – فلسطين (BPW Palestine)،وبدعم من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ)، وتنفيذ الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، ضمن برنامج “تعزيز المشاركة السياسية والاقتصادية للنساء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (WoMENA)”.

وشارك في اللقاء نخبة من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والخبراء، بالإضافة إلى عدد من سيدات الأعمال والناشطات في مجال تمكين المرأة، حيث ناقش الحضور واقع المرأة الفلسطينية في الحقل السياسي والدبلوماسي، وأبرز التحديات والمعيقات التي تحول دون وصولها إلى مواقع صنع القرار، مع التركيز على قصص نجاح فلسطينية ودولية ملهمة.

د. دلال عريقات: المرأة الفلسطينية ليست ضحية، بل صانعة قرار وشريكة في بناء الدولة

وفي مقابلة على هامش المؤتمر، أكدت د. دلال عريقات، عضوة منتدى سيدات الأعمال والأكاديمية المتخصصة في العلاقات الدولية،  في حديث مع “نساء إف إم، أن هذا النوع من اللقاءات يشكل رافعة لتعزيز صوت المرأة السياسية الفلسطينية على المستويين المحلي والدولي.

وقالت عريقات: “المرأة الفلسطينية تعيش تحديات مضاعفة؛ فهي تواجه الاحتلال، كما تواجه فجوات داخلية تتعلق بالنظام السياسي والاجتماعي الذي ما زال يقيد تقدمها نحو مواقع التأثير. ومع ذلك أثبتت حضوراً لافتاً في العمل الدبلوماسي والقيادي سواء في المؤسسات الرسمية أو في المجتمع المدني”.

وأضافت: “مطلوب منا اليوم الانتقال من مرحلة الاحتفاء بنماذج فردية إلى مرحلة مأسسة وجود المرأة، عبر سياسات واضحة وحوافز تدعم مشاركتها الحقيقية، لأن غياب المرأة عن طاولة القرار هو تغييب لصوت شريحة واسعة من المجتمع الفلسطيني”.

,بدأت الجلسة بعرض فيديو قصير لمجموعة من القياديات النسويات الفلسطينيات المؤثرات وهن انتصار الوزير، والسيدة ريما نزال، ود. حنان عشراوي، ود. ليلى غنام، اللواتي شكلن علامات فارقة في العمل السياسي الفلسطيني. تلا ذلك انطلاق الجلسة الحوارية التي أدارتها د. دلال عريقات، بصفتها رئيسة شبكة BPW – فلسطين، والتي قادت النقاش وسلّطت الضوء على ضرورة الربط بين الحوار والممارسة السياسية اليومية.

وفي مداخلتها، أكدت د. عريقات أن هذه الجلسة تتجاوز كونها مجرد لقاء، بل هي فرصة لإعادة بناء التصورات حول القيادة النسوية في فلسطين، مؤكدة أن هذا الحوار يأتي في سياق جهد أوسع لتعزيز المشاركة السياسية للنساء، ليس فقط في الشكل وإنما في التأثير. المطلوب اليوم هو إرادة سياسية تترجم إلى سياسات وتشريعات حقيقية، تمكّن النساء من تولي أدوار قيادية في السلك الدبلوماسي والمؤسسات الرسمية. وأشارت أن وجود النساء في مواقع القرار يجب أن يكون انعكاساً لطبيعة مجتمعنا النضالية والديمقراطية وأن هذه الفعالية هي محطة لبناء شبكات دعم نسوية، وفرصة لتوثيق التجارب وتبادل الخبرات، ضمن رؤية واضحة نحو التغيير الهيكلي، التشريعي والثقافي. 

وأكدت وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي في كلمتها أن تمكين النساء من الوصول إلى مواقع اتخاذ القرار هو التزام وطني قبل أن يكون استحقاقاً قانونياً أو دولياً. وشددت أنه بالرغم من بعض التقدم، لا تزال الفجوة واضحة؛ فقط ۱۷٫۴% من أعضاء مجلس الوزراء نساء، ونسبة من يشغلن منصب مدير عام فأعلى في القطاع المدني لا تتجاوز ۱۴٫۹%. في حين تقل نسبة النساء في القضاء والنيابة العامة عن الربع، ولا تتولى منصب محافظ سوى امرأة واحدة فقط. التحديات كثيرة، أولها الاحتلال، مرورًا بالثقافة الذكورية، وضعف التشريعات، والعبء الاقتصادي، ولكننا نعمل على مراجعة السياسات والقوانين لتعزيز حضور النساء في الحياة العامة، بما في ذلك رفع الكوتا إلى ۳۰%، وتطوير برامج بناء قدرات حقيقية تستهدف الشابات والقياديات في مختلف القطاعات.

وفي كلمتها، شددت د. فارسين شاهين على أن وزارة الخارجية الفلسطينية خطت خطوات كبيرة على مستوى رفع نسبة مشاركة النساء في العمل الدبلوماسي وركزت على وجود النساء في كافة مستويات عملها، وأكدت أن الوزارة تعمل حالياً على تشجيع النساء للانخراط في العمل الدبلوماسي، وعلى تطوير آليات الابتعاث وتطوير سياسات تراعي الاحتياجات الدبلوماسية بالإضافة إلى دعم النساء الدبلوماسيات وتمكين مهاراتهن وتوعيتهن بالمهارات الدبلوماسية وضمان عملهن في بيئة عمل مناسبة وآمنة. 

أما ماجدة المصري، فأكدت أن مشاركة المرأة في حوارات المصالحة الوطنية كانت محدودة وشكلية، حيث لم يتجاوز عدد النساء المشاركات في الجلسات أكثر من أربع نساء في أفضل الأحوال، وغالبًا ما اقتصر تمثيلهن على الوفود المرافقة وليس الرسمية، كما حدث في حوار الجزائر، الذي خلت صوره الختامية من أي حضور نسائي. وأشارت إلى أن هذا التهميش يعكس ضعف تمثيل المرأة في الهيئات القيادية للأحزاب السياسية، وعدم الالتزام بتطبيق قرارات المجلس الوطني المتعلقة بنسبة تمثيل النساء، إضافة إلى استمرار الثقافة الذكورية التي ترى في دور المرأة دورًا ثانويًا. وشددت المصري على ضرورة توسيع قاعدة المشاركة النسائية لتشمل ممثلات عن الحركات النسوية، والمجتمع المدني، والحراكات الشبابية، إلى جانب العمل على توحيد الجهود النسوية للضغط من أجل إنهاء الانقسام، وتعزيز تمثيل أصوات تتبنى رؤية نسوية تدعم الشراكة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

دعوات لتعزيز التمكين السياسي والدبلوماسي للمرأة

وتخلل المؤتمر مداخلات من الحضور شددت على ضرورة تطوير برامج تدريبية متخصصة للنساء الراغبات بالانخراط في العمل السياسي والدبلوماسي، وإطلاق حملات توعية مجتمعية لكسر الصور النمطية عن دور المرأة، إضافة إلى الضغط لتطبيق الكوتا النسائية في مواقع صنع القرار.

واختتمت الفعالية بجلسة نقاش مفتوحة مع الحضور، تبعها تشبيك بين المشاركين والمشاركات، بهدف توسيع دوائر التعاون وبناء شبكات دعم نسوية. وأوصى المنظمون بإعداد ملخص يتضمن مخرجات الحوار وتوصياته، بهدف توثيقها والبناء عليها في المراحل القادمة، بما يعزز مشاركة المرأة الفلسطينية في الحياة العامة والسياسية والدبلوماسية.

نساء‌ FM