اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
قبل أن ترأس عمادة الأطباء، تخصصت الطبيبة ريم غشام عطية في الطب النفسي، وعملت في العديد من المستشفيات الحكومية التونسية، وتقول إنها ستضع خبرتها وقدرات العمادة على ذمة الأطباء والطبيبات في كل الدول العربية، خصوصاً الزملاء والزميلات الذين يقدمون الخدمات الصحية في مناطق النزاعات والحروب.وأكدت عميدة أطباء تونس، في مقابلة مع “العربي الجديد”، أن الطب في بلادها، وفي العديد من بلدان العالم، بات يتحوّل إلى “مهنة مؤنثة”، شأنه شأن باقي المهن الصحية، إذ تمثل الإناث أكثر من ۷۰% من خريجي كليات الطب في تونس، وهن يبدين قدرة كبيرة على المثابرة وتحمّل مشاق المهنة.واعتبرت أن “تركيز الطبيبات على مسارهن المهني والعلمي، إلى جانب مهامهن الأسرية الكثيرة، قد يشغلهن أحياناً عن الاهتمام بالوصول إلى المناصب القيادية، لكن الطبيبات التونسيات لسن بعيدات من تولي مسؤوليات رئاسة الأقسام الاستشفائية، وصولاً إلى مهمة العمادة. حالياً، نصف أعضاء مجلس عمادة الأطباء من النساء، وهن يتحملن مسؤولية الإدارة والكتابة العامة، ويجدن الدعم الكافي من جميع الزملاء”.ورغم الحضور المؤنث الطاغي في مهنة الطب، تقول عطية: “لا أنظر إلى القطاع الطبي من زاوية جندرية، فالجسم الطبي كله، ذكوراً وإناثاً، مهمته الأساسية تتمثل بخدمة الإنسان، وتقديم الرعاية الصحية الجيدة للمرضى، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص”.وخلال فترة ترؤسها للعمادة، تراهن الطبيبة ريم غشام على تحسين علاقة الطبيب بالمريض، واستعادة الثقة بين الطرفين، معتبرة أن “الثقة بين المريض ومقدم الخدمة الصحية أحد الأركان الأساسية لتحسين الصحة العامة في أي بلد، وقد شهدت هذه الثقة بين الطبيب والمريض في تونس هزات متعددة أثرت في العلاقة بينهما، ونسعى لاستعادتها باستعمال وسائل التواصل الحديثة التي تسهل ولوج المريض إلى المعلومة الصحيحة والموثقة”.
وحول خطة العمادة للحد من هجرة أطباء تونس إلى الخارج، أكدت عميدة الأطباء، أن “هناك مبالغة في الحديث عن أزمة الهجرة، ويظل عدد الأطباء في تونس كافياً لتأمين الخدمات الصحية في البلاد، ولا ينفي ذلك مغادرة الآلاف منهم بالفعل. نجاح الأطباء التونسيين في مناظرات التخصص الطبي في البلدان الأوروبية دليل على جودة التكوين الطبي في بلادنا، ولا يمكن لأحد إنكار أن أعداداً كبيرة منهم يعودون بعد سنوات من العمل في دول المهجر، واكتسابهم خبرات تعود بالفائدة على القطاع الصحي التونسي”.وحول أزمة نقص طب الاختصاص في مستشفيات القطاع الحكومي بالمحافظات الداخلية، توقعت عميدة الأطباء أن تتجاوز تونس هذا الإشكال على المدى القريب، وذلك مع بدء وزارة الصحة بتطبيق استراتيجية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتوجيه دفعات من خريجي طب الاختصاص نحو العمل في المستشفيات الجهوية.كذلك تحدثت عن الدور المهم للطبيبة في مناطق النزاعات والحروب، مؤكدة أن “المرأة بدورها كائن معطاء، وهذا ما يفسر تسجيل عشرات الطبيبات التونسيات على قائمات المتطوعين للعمل ضمن القوافل الطبية التي تتوجه نحو قطاع غزة مثالاً بعد الحصول على أذون الدخول”.
وأكدت أن “هيئة العمادة ستضع كل خبراتها على ذمة الطبيبات في مناطق الحروب والنزاعات، وتعمل على دعمهن لأداء عملهن الإنساني”، مشيرة إلى أن “الوسائل الطبية الحديثة تمنح مقدمي الخدمات الطبية إمكانات كبيرة للكشف وإجراء العمليات الجراحية عن بعد، وهو ما ستعمل عمادة الأطباء على استثماره لدعم الجهود الطبية في المناطق التي أثرت فيها الحروب”.وتعتبر ريم غشام أن “أسبقية المرأة التونسية عربياً في مهنة الطب مهدت الطريق أمام أجيال كثيرة من الطبيبات للنجاح في هذا القطاع، وتصدير خبراتهن نحو العديد من بلدان العالم، ولا سيما الأفريقية والعربية، والحضور بقوة في العديد من المنظمات الدولية والإغاثية”.يذكر أن التونسية توحيدة بن الشيخ (۱۹۰۹- ۲۰۱۰) كانت أول طبيبة عربية مسلمة تحصل على شهادة الدكتوراه في الطب، وفي ۱۹۵۸ أصبحت بن الشيخ عضواً في عمادة الأطباء التونسيين، التي تأسست في تلك السنة.
المصدر: العربي الجديد