سارة مولالي أول امرأة تقود كنيسة إنجلترا في تاريخ المملكة المتحدة

صدر قرار تعيين المملكة المتحدة سارة مولالي رئيسة جديدة لأساقفة كانتربري، اليوم الجمعة، وهي المرّة الأولى التي يُصار فيها إلى تعيين امرأة لتقود كنيسة إنكلترا في تاريخ هذا المنصب الممتدّ منذ 1400 عام. وبذلك، تصير مولالي الرئيسة الشرفية أيضاً لنحو 85 مليوناً من أتباع الكنيسة الإنجيلية في أنحاء العالم.

ومن شأن هذه السابقة، تعيين امرأة في هذا المنصب، أن تثير انقسامات لاهوتية أعمق مع بعض الأفرع الأكثر تحفّظاً للكنيسة في دول أفريقيّة، مع العلم أنّه سُمح للنساء بتولّي المنصب قبل ۱۱ عاماً، بعد تعديلات أُدخلت على النظام الأساسي في عام ۲۰۱۴٫

Hello, my name is Bishop Sarah Mullally.

I’m deeply honoured to have been called to serve as the 106th Archbishop of Canterbury.https://t.co/2FIJRUADZk pic.twitter.com/IqTgcfi7tp— Archbishop of Canterbury (@OfficeofABC) October 3, 2025

وبتعيينها رئيسة أساقفة كانتربري، أصبحت مولالي قائدة لأحد مجالات الحياة العامة البريطانية القليلة المتبقية التي كانت تقتصر على الرجال في الماضي. ومولالي هي الشخصية رقم ۱۰۶ التي تتولّى هذا المنصب القيادي في كنيسة إنكلترا منذ عام ۵۷۹٫ يُذكر أنّ مولالي، البالغة من العمر ۶۳ عاماً، لن تتسلّم مهامها قبل استكمال إجراءات اختيارها في يناير/ كانون الثاني ۲۰۲۶٫

وفي أوّل تصريح لمولالي اليوم الجمعة، بدأت كلمتها بصلاة ودعاء من على منبر كانتربري، ثمّ أشارت إلى الأمل الذي تراه على الرغم من الاضطرابات العالمية والصراعات في داخل الكنيسة. وفي حين شدّدت على أنّ دعوتها الأولى هي اتّباع المسيح ونشر رسالته، تناولت قضايا أساسية في البلاد، بما في ذلك ملفّ الهجرة الذي تسبّب في انقسامات سياسية، والنقاش الدائر حول مشروع قانون في البرلمان لتقنين الموت الرحيم، الذي لم تخفِ معارضتها له.

وبما يعكس مكانة كنيسة إنكلترا، أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر القرار بموافقة رسمية من الملك تشارلز الثالث. وكانت كنيسة إنكلترا قد ظلّت بلا قائد منذ نوفمبر/ تشرين الثاني ۲۰۲۴، بعد أن استقال جاستن ويلبي بسبب فضيحة تستّر على إساءة معاملة أطفال.

وسوف تواجه مولالي، التي كانت كبيرة مسؤولي التمريض سابقاً في إنكلترا، انقسامات بشأن معاملة النساء ومجتمع الميم، كذلك سوف تضطرّ إلى مواجهة مخاوف أنّ قادة الكنيسة لم يبذلوا ما يكفي للقضاء على فضائح الاعتداءات الجنسية التي طاولت الكنيسة لأكثر من عقد.

من جهة أخرى، بالنسبة إلى أتباع الكنيسة الإنجيلية على مستوى العالم الذين يعيش نحو ثلثَيهم في دول مثل نيجيريا وكينيا وأوغندا، فإنّ تعيّين أوّل رئيسة أساقفة سوف يزيد من تسليط الضوء على اختلافهم مع الكنيسة الأم في إنكلترا. ويتبع الكنيسة الإنجيلية أكثر من ۸۵ مليون شخص في ۱۶۵ دولة، بما في ذلك في الولايات المتحدة الأميركية. وفي حين أنّ لكلّ كنيسة وطنية قائدَها الخاص، فإنّ رئيس أساقفة كانتبري هو الأوّل بين الجميع.

العربي الجدید