اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
ودعت بيدرسون النساء للتعرف على عوامل الخطر المتعلقة بسرطان الثدي؛ ليتمكن من التواصل مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بهن، والاستفسار عن أفضل الفحوصات المناسبة لهن، ومتى يتوجب عليهن تكرار هذه الفحوصات، ومعرفة ما إذا كان من الممكن أن يستفدن وأفراد عائلاتهن من إجراء استشارات وراثية أو تناول الأدوية، التي تسهم في تخفيف عوامل الخطر.
وأوضحت بيدرسون “يمكن للكثافة العالية للثدي أن تؤثر في نتائج التصوير الشعاعي، كما أنها بحد ذاتها تعتبر عاملا خطرا مستقلا للإصابة بسرطان الثدي. وقد يوصي مزودو الرعاية الصحية -إذا وجدت كثافة زائدة في الثدي أو عوامل خطر أخرى- بإجراء تصوير سنوي بالرنين المغناطيسي للثدي أو تناول الأدوية، التي تقلل من خطر الإصابة”.
وإذا تم اكتشاف كتل في الثدي عند إجراء الفحص السريري -لكن من الممكن أن يظهر التصوير الشعاعي أن كثافة الثدي ليست كبيرة- ذلك أن التصوير الشعاعي للثدي هو الوحيد القادر على كشف الكثافة الفعلية للثدي.
ومن الضروري للنساء من ذوي عوامل الخطر المتوسطة إجراء فحص شعاعي أساسي للثدي عند بلوغهن سن الأربعين، وبحث كثافة الثدي لديهن وعوامل الخطر الأخرى مع مزود الخدمات الصحية، للوصول إلى برنامج الفحوصات المناسب لهن.
يعد الفحص السنوي مهما للجميع؛ إذ إن علم الطب لم يصل بعد إلى مرحلة تحديد النساء من ذوات عوامل الخطر المنخفضة، واللواتي قد لا يتوجب عليهن اتخاذ كثير من الإجراءات الوقائية، وعلى النساء من ذوات عوامل الخطر المتوسطة والمرتفعة إجراء تصوير شعاعي سنوي طالما أن صحتهن جيدة. ذلك أن نحو ۷۵% من حالات الإصابة بسرطان الثدي يتم كشفها دون وجود أي عوامل خطر معروفة أو مشخصة.
والتصوير الشعاعي للثدي قادر على إنقاذ حياة كثيرات، وكشف التكلسات الدقيقة، التي قد تكون من أكثر العلامات المبكرة لتطور سرطان الثدي. بالإضافة إلى ذلك، يجب على النساء عدم الامتناع عن إجراء الفحص الدوري الشعاعي خوفا من التعرض للإشعاع؛ لأن مستويات الإشعاع في هذه الفحوصات تكاد تكون مهملة، وفق الدكتورة بيدرسون.
وبالنسبة للنساء اللواتي لديهن أنسجة ثدي كثيفة، أو تم تشخيصهن على أنهن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، فإن هناك خيار إجراء الفحوصات الإضافية، التي قد لا يغطي التأمين الصحي جميعها.
ويعتبر التصوير السريع -نسخة مصغرة من التصوير بالرنين المغناطيسي- خيارا متاحا للنساء اللواتي أظهر التصوير الشعاعي أن لديهن كثافة في الثدي، ويرغبن بإجراء فحوصات الكشف المبكر، رغم علمهن بإمكانية ظهور نتائج غير دقيقة أو صحيحة للإصابة بالمرض.
وفي حديثها عن كفاءة الخيارات الإضافية للتصوير الشعاعي، قالت بيدرسون إن الأبحاث أظهرت تسجيل ۵ حالات إصابة بسرطان الثدي لكل ألف امرأة خضعت للتصوير الشعاعي التقليدي ثنائي الأبعاد.
في حين تم تسجيل حالة إلى ۳ حالات إصابة إضافية بسرطان الثدي؛ لكل ألف امرأة خضعت للتصوير الشعاعي ثلاثي الأبعاد.
كما تم تسجيل من ۱۵ إلى ۲۷ حالة إصابة إضافية عند التصوير السريع بالرنين المغناطيسي. وتسجيل من ۱۳ إلى ۱۵ حالة إصابة إضافية عند التصوير الظليل.
وأظهرت دراسة أجريت عام ۲۰۲۳ أن الفحص باستخدام التصوير بالأمواج فوق الصوتية لكامل الثدي أسفر عن تسجيل ۱٫۱ حالة إصابة إضافية فقط لكل ألف امرأة خضعت للفحص.
وأشارت الدكتورة بيدرسون إلى وجود عوامل خطر أخرى غير قابلة للتعديل إلى جانب كثافة الثدي تشمل النساء من ذوات التاريخ الطبي، الذي شهد خضوعهن في مرحلة الطفولة للعلاج الإشعاعي لسرطان الغدد اللمفاوية “لمفومة هودجكين” (نوع من السرطان يُصيب الجهاز اللمفاوي، وهو جزء من الجهاز المناعي المسؤول عن مكافحة الجراثيم في الجسم)، أو اللواتي تم تشخيصهن سابقا بأي نوع آخر من السرطان، أو اللواتي يتضمن التاريخ الطبي لأفراد عائلاتهن إصابات بالمرض.
وأوصت النساء بالتحدث بصراحة مع مزودي الرعاية الصحية لمعرفة ما إذا كانت هناك أي إشارات منذرة بالخطر تستوجب خضوعهن لاختبار جيني، مبيّنة أن هذه الإشارات غير محدودة بحالات الإصابة بسرطان الثدي لدى أفراد من العائلة، بل تتعداها لتشمل كذلك سرطانات أخرى مثل: سرطان المبيض أو البنكرياس أو البروستاتا النقيلي أو سرطانات المعدة المنتشرة، لذلك فإن التاريخ الطبي لأفراد العائلة على قدر كبيرة من الأهمية في تقييم المخاطر المحتملة.
ويمكن للفحص الجيني أن يوضح ما هي أفضل السبل العلاجية للمرضى، الذين تم تشخيصهم حديثا بالسرطان، ويمكن أن يحدد الأفراد، الذين قد يستفيدون من إجراء تصوير سنوي كامل بالرنين المغناطيسي، أو من تناول الأدوية القادرة على تقليل مخاطر الإصابة، أو من التدخلات الجراحية، التي قد تساعد في تقليل مخاطر الإصابة لدى الأشخاص من ذوي عوامل الخطر المرتفعة.
هناك عدة عوامل خطر قابلة للتعديل يمكن للنساء التحكم بها لتقليل مخاطر تطور سرطان الثدي لديهن، وتعتبر السمنة عاملا خطرا للعديد من السرطانات، ومنها سرطان الثدي، لذلك فإن الحرص على إبقاء الوزن في مستويات صحية أمر فائق الأهمية.
وبصورة عامة، على النساء اتباع الإرشادات العامة ليتمتعن بصحة جيدة، ومنها ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع برنامج غذائي صحي مثل حمية البحر الأبيض المتوسط.
واختتمت الدكتورة بيدرسون “يعد شهر التوعية بسرطان الثدي فرصة مثالية لتذكير النساء بضرورة التنبه لعوامل الخطر وتقليلها إن أمكن، وندعوهن في هذا الشهر إلى إجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن سرطان الثدي في مراحله الأولى، التي تعد أكثر المراحل، التي يكون فيها المرض قابلا للعلاج”.
المصدر : الجزيرة