اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
«عاد والدنا؛ مرفوع الرأس، منتصرًا».
عاشوراء هذا العام لم تكن ليلة حزن فحسب؛ بل كانت ليلة استعاد فيها القلوب القلقة طمأنينتها من جديد. ليلة شعرت فيها أمهات هذا الوطن بالدفء والسكينة، عندما رأين وجه قائدهن الحازم، ذاك الأب الذي وقف بجانب عائلته في أصعب أيام الوطن.
كنت جالسة في بيتي، في قلب إيران. والدتي، تلك المرأة التي عاشت اثني عشر ليلة تحت وابل من الهجمات الوحشية والقلق من الأخبار والمخاوف على أبنائها، كانت الآن تجلس بهدوء على الأرض، لا تخفي دموع فرحها.
الجميع يعلم بما جرى في ليالي الحرب… الروايات التي انتشرت على مواقع التواصل وبعض وسائل الإعلام:
أن القائد غائب وأن لغيابه معنى وأن العدو قد ضرب ضربةً ما ولم يُكشف عنها وأن هناك حدثًا وشيكًا، من جنس الفراغ، من جنس الخلافة، من جنس انعدام الأمن… لا قدّر الله!
لكن في ليلة عاشوراء، جاء الخبر فجأة. خبر الحضور. خبر العودة. خبر الوجود.
قائدنا العزيز، بين الناس، في قلب الساحة، في صلب المجلس، في عمق الحدث. هذا الحضور لم يكن مجرد صورة بالنسبة إلينا.
لقد كان هذا الظهور فعلًا رمزيًا حطم رواية العدو. أعاد الأمن النفسي للمجتمع. أخرج الإعلام الداخلي من موقف الدفاع وأعاده إلى الفعل والمبادرة. تلك الوسائل الإعلامية التي كانت تتحدث عن التهديد والفراغ، سكتت فجأة بتلك الصورة وحدها. والأهم من كل ذلك، أن رابطة القائد بالشعب تجددت، لا بالعقل فقط، بل بالحب والعاطفة.
قال أحدهم: نحن لم نُصب بخسائر بشرية أو مادية، نحن عائلات تمكّنا فقط من الحفاظ على هدوئنا تحت وابل الصواريخ، ومن تهدئة أولادنا وعائلاتنا. قد لا يُرى ما فعلناه، لكنه لم يكن بالأمر القليل. لكني أعلم أنني كنت هادئة لأنني أوكلت أمري إليك وحدك، واستمررت في حياتنا اليومية بقوة، لأنني أصغيت إلى كلامك.
أنا أم إيرانية. في تلك الليالي الاثنتي عشرة، كنت أروي لطفلتي الصغيرة قصصًا كي تخاف من أصوات الدفاعات والصواريخ، لكنها لا تخاف. كنت أشرح لابنتي المراهقة لماذا يجب أن نظل هادئين: لأننا نملك الحرس، لأننا نملكك، لأن الله معنا… أما أنا، فكنت أدعو الله أن لا يحرمنا من ظل هذا الأب.
والآن، بعد أن رأيت صورتك، رأيت كيف عاد الهدوء إلى قلوب الشعب. رأيت الأمهات وهنّ يرفعن سجاد الصلاة ويصلين صلاة الشكر من الفرح.
سمعت كيف عاد يقين الناس من جديد. رأيت السيد محمود كريمي، من فرط الفرح برؤيتك، يُسقِط الورقة من يده، يركع على ركبتيه، يركض دون تردد، ليقف أمام وليّ فقيهه، ويُنشد بكل كيانه:
«في روحي وقلبي، ستبقى يا وطن…»
وعندما طلبت منه أن يغني مرة أخرى من أجل إيران…
أي رسالة أوضح من هذه؟
هذه هي نظرتك السامية، حيث إن إيران ليست عندك مجرد جغرافيا، بل هي حب وكرامة وأمانة الشهداء.
ليلة عاشوراء لم تعد ليلة مصيبة فقط.
أصبحت ليلة شكر.
ليلة نصر في حرب بدأها الأعداء ونحن، تحت ظل صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجهوبصورة واحدة، بحضور واحد، بنظرة واحدة، انتصرنا من جديد.
اليوم، لم يعد هناك ذلك القلق.
اليوم نحن مطمئنون؛ أقوياء؛ لأنك موجود بيننا.
ونحن، شعب هذا الوطن، نواصل حياتنا اليومية تحت ظل صاحب الزمان عجل الله فرجه ونائبه الحق، حياة أصبحت اليوم أكثر عظمةوأكثر أملًا،وأكثر صلابة.
هذه الحياة تستمر بقوة.
نحن عائلة واحدة. شعب إيران، موحّد، واقف إلى جانب أبيه.
وأنا، من أعماق قلبي، أقول:
سلامتك، يا أبي الحبيب.
تعریب خاص لـجهان بانو من وكالة أنباء فارس
این مطلب بدون برچسب می باشد.