اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
تخرجت سوسن في جامعة صنعاء قبل نحو ۵ سنوات، وتخصصت في إدارة الأعمال، في إشارة إلى رغبتها الجامحة في الولوج إلى عالم الأعمال والتجارة.
تواصل الشابة اليمنية سوسن المطاع رحلة الكفاح في سبيل الاعتماد على الذات عن طريق مشروع صغير أسسته في العاصمة صنعاء، وسط أحلام مستمرة لا ترضخ لصعوبة الأوضاع القاسية التي تعاني منها البلاد، في مجتمع يعاني معظم سكانه من الفقر والبطالة.
وتعد سوسن واحدة من عدة يمنيات استطعن صنع واقع كفاحي ونضالي مستمر يوحي بصمود المرأة في هذا البلد الجريح بالحرب منذ نحو ۸ سنوات.
تخرجت سوسن في جامعة صنعاء قبل نحو ۵ سنوات، وتخصصت في إدارة الأعمال، في إشارة إلى رغبتها الجامحة في الولوج إلى عالم الأعمال والتجارة. وتقول “درست المرحلة الجامعية بشغف كبير جدا لأنني انقطعت عن الدراسة فترة طويلة، قبل أن يتم استئناف التعليم الجامعي من جديد”.
وأضافت “بطبيعتي أحب الدراسة والعلم، وأرغب دائما في تطوير نفسي، إضافة إلى أن فرص الحصول على عمل تتطلب شهادة جامعية، وهو ما دفعني للدراسة الجامعية بكل طاقتي”.
بعد تخرجها من الجامعة بعامين -وتحديدا عام ۲۰۱۹- فكرت سوسن في إنشاء مشروع خاص للتغلب على ضعف الوظائف في بلادها نتيجة تداعيات الحرب المستمرة.
وتفيد سوسن -في حديث لوكالة الأنباء الألمانية- بأنها نجحت في تأسيس “معمل الشيماء للملابس”، بدعم وإسناد كبير من أفراد عائلتها، خاصة والدها الذي توفي في وقت لاحق بعيد إنشاء مشروعها الخاص. وكان لوالدتها أيضا نوع من إسنادها، وكذلك زميل لها في الجامعة يدعى “عمر” شجعها على فتح المعمل، وشاركها في شراء الآلات والمعدات.
وجاء تأسيس معمل صناعة الملابس بعد أن خاضت سوسن تجربة متعلقة بهذا الجانب، حيث عملت مديرة معمل للخياطة لمدة عامين بعد تخرجها في الجامعة مباشرة، واكتسبت في هذا المجال خبرة ممارسة الأعمال الإدارية وأعمال الخياطة.
وتعززت ثقتها في نفسها وفي قدرتها على إنشاء مشروعها الخاص، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس “معمل الشيماء”. وتفيد سوسن بأن عملها في البداية اقتصر على الطلبات الخاصة، مثل فساتين السهرة والزفاف وفساتين للبنات الصغار، وبعد ذلك نزلت للمدارس وسوّقت لمشغلها، خاصة إنتاج الزي المدرسي واحتفالات المدارس.
بدأ مشروع سوسن صغيرا قبل أن يتطور بتوسع الجمهور، وأنشأت حسابا للمعمل في مواقع التواصل الاجتماعي، يتم فيه نشر الأعمال الخاصة بها، وجاء ذلك بطلب من الزبائن لرؤية أعمالها، ثم تطور الأمر وبدأت تصنع ملابس بيعها في محلات تجارية.
وأشارت إلى أن “ابنتها شيماء تقوم بدور حيوي في التعامل مع الزبائن عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، مع اختيار الطرازات والترويج والتسويق للمنتجات عبر شبكة الإنترنت”.
ورغم النجاح الذي حققته، فلا تزال ثمة صعوبات تؤثر على عملها، وتأمل التغلب عليها باستمرار. وحول هذا الأمر تقول “في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، وما يمر به اليمن من تدن في مستوى المعيشة؛ جعل الطلب متراجعا، وأصبح الشغل في مواسم محدودة”.
وتلفت سوسن إلى عوائق عدة، منها منافسة المنتج الخارجي للمنتج المحلي، إضافة إلى أن التسويق للطرازات يحتاج إلى جودة في التصوير والعرض بمواصفات محددة؛ و”هذا ما كنت ألاحظه في طريقة عرض منتجاتي”.
وتقول سوسن إن هناك طموحا تسعى لتحقيقه من دون استسلام أو خنوع “لتحقيق أشياء كثيرة، منها تطوير مشغلي بآلات أحدث، وإنشاء محل خاص بمنتجاتي، والدخول في عالم الأزياء والتصميم بأعلى جودة، وعلامة خاصة”.
وحول تأثيرات الصراع على واقع المرأة اليمنية، تشير سوسن إلى أن “الحرب وانقطاع رواتب الموظفين أديا إلى اهتمام المرأة بإبراز مهاراتها اليدوية”. موضحة أنه “رغم ظروف الحرب ظهرت مشاريع صغيرة استطاعت بها المرأة أن تكسب لقمة عيشها”.
واستدركت سوسن المطاع “لكن هذا لا يمنع أن قلة الحيلة المادية والمنافسة أدتا إلى زيادة العرض وقلة الطلب على منتجات النساء، ذلك أن واقع المجتمع اليمني ذكوري، لذلك زادت الصعوبات على المرأة”.
وتوجه رسالتها لكل يمني ويمنية بالسعي دائما لتحقيق ما يطمحون إليه مهما كانت الصعوبات. وختمت سوسن بالقول “ينبغي منا جميعا ألا ننسى في طريقنا أن نساعد كل من يحتاج العون، فأنا كنت أحتاج من يساعدني ويساندني ولو بكلمة”.
وتقول تقارير أممية ودولية إن نحو ۸۰% من اليمنيين يعانون من الفقر، في حين يواجه نحو نصف السكان البطالة.
المصدر : وكالة الأنباء الألمانية