اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
في قلب الدمار الذي تشهده غزة ووسط التحديات الإنسانية العميقة، يقف جيل من الشباب بشجاعة استثنائية ومسؤولية قيادية تعبر عن أسمى معاني الأمل. وبينما يلف الحزن كل مكان ، ورغم قسوة الحياة اليومية وعظم التحديات وفي مقدمتها نقص الماء والغذاء. وفي قطاع غزة حيث النجاة من الموت باتت حلماً يومياً للآلاف ، يعمل الشباب جاهدين لدعم مجتمعاتهم وأن يكونوا مصدر إلهام لمستقبل أكثر إشراقًا.
دينا، فتاة تبلغ من العمر ۲۵ عامًا، تعمل كمتطوعة ومنسقة في شبكة تثقيف الأقران – فلسطين (Y‑PEER) المدعومة من صندوق الأمم المتحدة للسكان — وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية. التزام دينا العميق وطموحها رغم معايشتها لخمس حروب، وتشردٍ، وجوعٍ، وفقدانٍ لم يضعف — لقد استطاعت أن تقود فريقًا من الشباب المتطوعين في شمال غزة ليقدموا مساعدات صحية وإنسانية حيوية رغم كل ما يحيط بهم من صعاب.
منذ أكتوبر ۲۰۲۳، تدهورت الأوضاع في غزة بشكل مأساوي: تشتت الأسر، دُمرت المنازل، وأنهك نظام الرعاية الصحية، بينما تلوح المجاعة في الأفق. وفي ظلّ عالمٍ لا يبالي بمعاناة هذا الجيل، بقيت دينا وفريقها المخلصون صامدين. برغم التمويل المحدود وغياب الحماية الرسمية، أطلقوا عشرة مشاريع إنسانية في شمال غزة منذ اندلاع الصراع. تضمنت هذه المبادرات تأسيس مساحات آمنة للشباب، وتوزيع مجموعات النظافة الصحيّة لآلاف الناس، وتقديم طرود غذائية للعائلات المحاصرة.
من اللحظات التي لا تُنسى في مسيرة دينا؛ لقاؤها بسما، الطفلة الصغيرة التي فقدت عائلتها جراء غارة جوية. أثناء فحص نظرها، اخترت سما نظارة بنفسجية لامعة، وبابتسامة خجولة وعبارة “شكرًا”، رافقها عناق دافئ، ليعكس أثر عملهم الإنساني على مستوى الفرد، والأمل الذي يُولّده حتى في أصغر اللحظات.
إنها قوة الشباب التي يعتمد عليها ويعتد بها: لم يكونوا ضحايا، بل كانوا — وهم الآن — قادة، ومعلّمين، وبناة سلام في ميادين الإنسانية.
رسالة تكابد الحزن لكنها لا تستسلم في السعي لمستقبل مشرق
رسالة صداها: “نحن مثل طائر الفينيق؛ ننهض من بين الرماد ولا نستسلم.”
نساءFM