اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
امرأة ظلمت قطةً فدخلت النار. فماذا حالنا نحن الآن؟ شعب يباد… أقول: بشر، لا شيء آخر؛ هم من لحمك ودمك، وإن ظلمتهم فما سيكون عقابك وجزاؤك؟ غزة الآن كمحطة للتجارب؛ يُقتل الناس بطرق متنوعة وبدم بارد. ينام الناس مفترشين الأرض وملتحفين السماء، ثم يأتي جسم ساقط من السماء فيقضي عليهم، فيُمحى اسمهم من السجل كأنهم لم يكونوا.
في غزة لم نعد نفكر بالرفاهية والألعاب والمرح، بل نفكر كيف وماذا سنأكل غدًا. تفكير الطفل أكبر من وعيه وسنه؛ والشيخ — ماذا أقول عنه؟ مات ألف مرة قبل المرة الأخيرة من القهر؛ والأم ليس بيدها حيلة لتطعم طفلها الذي نام من كثرة البكاء لأنه جائع، والعالم ينظر.
غزة الآن مقبرة جماعية للأحياء قبل الأموات: لا مستقبل واضح، ولا حاضر مريح، ولا ماضٍ يَفْتَخِر به؛ هي مجرد ساحة قتال دموية. يُقال في غزة “بشر”، وأقول على ما رأيت هم فئران تجارب. نذهب في الصباح لنأتي بفتات الطعام لأطفالنا فنعود محملين على الأكتاف. تُدفَن في الظلم قبل قبرك؛ فإذا لم تحتمل الظلم ومِتّ من القهر، فهناك تُدفن في قبرك.
حقيقة: لو كنا نعلم أن هذا سيحدث بنا، لما بكينا عندما خرجنا من بطون أمهاتنا؛ وما طلبنا العلم والاجتهاد الذي بذلناه، بل كنا نطلب الموت قبل هذا. هي مقبرة، بل ملحمة، بل قفص داخل غرفة مظلمة لا يدخلها الضوء.
سؤال: هل كل من دافع عن حقه يموت؟ هنا السؤال الواضح؛ لذلك العالم الأعمى يكفر بكلام الخالق ويصدق ذلك اللعين. هنا صمود ثم صمود ثم (قتل). غزة كانت كل شيء؛ كانت شمعة تشتعل مع فرح أهلها وتطفئ مع حزنهم، لكن هذه المرة طُفئت من بارود القصف والقتل.
بنفسج