تحلیل الأخبار

فرّق وأحکم

استمراراً للتصرفات الاستفزازية التي تقوم بها أعضاء هيئة تحرير الشام، تم نشر فيديو يظهر فيه شخص يتلو قصيدة تمدح عمر بن الخطاب، المعروف بعمر الفاروق، الخليفة الثاني، في مقام السيدة زينب (عليها السلام). يُذكر أن عمر بن الخطاب له دور معروف في حادثة مرتبطة بالسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، والدة السيدة زينب (عليها السلام). فی حین أن هذه الجماعة كان بإمكانها القيام بمثل هذا العمل في المسجد الأموي بدمشق، الذي يعتبر معقلًا للسلفيين.

تحليل الخبر:

إن تلاوة قصيدة تمدح عمر بن الخطاب في مقام السيدة زينب (عليها السلام)، وهو أحد الأماكن المقدسة لدى الشيعة في سوريا، من قبل هيئة تحرير الشام، تحمل بوضوح أهدافًا تتجاوز كونها مجرد عمل ديني. في الواقع، هذا الفعل مصمم لإثارة مشاعر الشيعة، نظرًا لحساسية مكانة عمر بن الخطاب في التاريخ الشيعي. كما يُعتبر هذا النوع من التكريم في مقام السيدة زينب (عليها السلام)، الذي يُعد مكانًا مقدسًا للشيعة، شكلًا من أشكال الإساءة لمعتقداتهم.

سوريا بلد متنوعة دينيًا وعرقيًا، ومن الممكن أن تؤدي التحريضات الدينية إلى تدمير التماسك الاجتماعي، مما يزيد من حدة التوتر في المناطق التي يعيش فيها الشيعة والسنة معًا.

حتى لو كان غالبية أهل السنة يعارضون مثل هذه الاستفزازات، فإن أجزاء من المجتمع الشيعي قد یلجأ إلى تدابير مضادة أو مواقف انتقامية، مما يهدد التماسك الاجتماعي، على مدى بعيد.