اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وتعد فرنسا من بين الدول التي تسجل أعلى معدل لقتل النساء على يد أزواجهن أو شركائهن السابقين في أوروبا الغربية، وكشفت الحكومة الفرنسية ووسائل الإعلام حجم تلك المأساة من خلال الأرقام والبيانات التي أكدت وقوع عشرات حوادث القتل سنويا للسيدات الفرنسيات على يد أقرب الناس إليهم.
في بلدة «Pont-de-Beauvoisin» الصغيرة الواقعة في مدينة إزير الفرنسية على الحدود الفرنسية الإيطالية، عثر شاب على والدته البالغة من العمر ۵۶ عاما جثة هامدة داخل غرفتها، دون أن يعرف السبب، سوى أنه شاهد والده المنفصل عنها يحوم حول المنزل عدة مرات.
ووفقا لصحيفة لوفيجارو، حضرت الشرطة إلى مكان الحادث واستمعت إلى أقوال نجل المرأة القتيلة، ونشرت الشرطة على الفور دوريات حول المنزل ومحيطه للبحث عن زوجها السابق لمعرفة أسباب تواجده هناك، حيث تمكنت من القبض عليه خلف المنزل، وحددت ۲۸ ساعة تفاصيل الواقعة وأسبابها.
وتبين من التحريات؛ أن المجني عليها وزوجها بدءًا في إجراءات الطلاق والانفصال منذ عام ۲۰۲۳، حيث كان الزوجان يعيشان منفصلين تماما، ولم تُبلّغ أي شكاوى تتعلق بالعنف الأسري بينهما قبل هذا الحادث المميت، وكان الزوجان مجهولَين لدى الشرطة أو رجال الدرك – المباحث – ولم يخضعا لأي مراقبة خاصة.
وأكد المدعي العام الفرنسي في المدينة، فرانسوا توري؛ أن تقرير الطب الشرعي كشف عن أن السيدة القتيلة تعرضت للخنق حتى الموت، وتمكنت الشرطة من تحديد بصمات الأصابع على رقبتها التي تعود إلى زوجها البالغ من العمر ۵۹ عاما، والذي ظل صامتًا حتى انهار عقب مواجهته بالأدلة.
واعترف الرجل خلال احتجازه لدى الشرطة؛ بأنه السبب في قتل زوجته وخنقها حتى الموت، واتهمه قاضي التحقيق بتهمة القتل وتم وضعه قيد الحبس الاحتياطي، تمهيدًا لبدء محاكمته التي من المنتظر أن تستغرق أشهر حتى يتم البت فيها.
وتشهد أوروبا حالات قتل سنوية لعشرات النساء في مختلف البلدان، يأتي على رأسها فرنسا حيث كشف أحدث تقرير صادر عن وزارة الداخلية حول حصيلة الوفيات الناجمة عن العنف الزوجى فى فرنسا، أنه في عام ۲۰۲۳ كانت ۹۶ امرأة ضحايا لجرائم القتل الزوجى فى فرنسا، و۳۱۹ محاولة قتل امرأة، وفى المجمل وقعت ۳۷۳ ألف امرأة تحت وطأة العنف والتهديد والاغتصاب ومحاولات القتل.
وكان عام ۲۰۱۹ هو الأسوأ والذى شهد وقوع ۱۴۶ جريمة قتل ضحاياها نساء فقط، ووقعت الغالبية الساحقة ۸۶% من الأحداث فى منزل الضحية أو الجانى، ووقع ما يقرب من ربع الحالات ۲۴% على خلفية حالات انفصال من دون رضا الطرفين، والأكثرية الساحقة من مرتكبى الجرائم رجال ۸۲% من الجنسية الفرنسية وتتراوح أعمارهم بين ۳۰ و۴۹ عاما (۴۳%) أو فوق سن ۷۰ عاما (۲۲%)، أو من العاطلين عن العمل أو المتقاعدين (۶۶%).
وتعد إيطاليا أيضا واحدة من الدول التى تشهد ارتفاعًا فى جرائم قتل النساء على يد أزواجهن، وبحسب الأرقام الرسمية، تبين أنه من بين ۲۷۶ جريمة قتل سجلتها وزارة الداخلية الإيطالية فى عام ۲۰۲۴، كان هناك ۱۰۰ ضحية من النساء، ۸۸ منهن قُتلن على يد أحد أقاربهن، والأغلبية العظمى منهن قُتلن على يد شريك أو شريك سابق.
وفي السياق ذاته سجلت الإحصاءات الرسمية، رقم مماثل لـ ۱۱۰ جرائم قتل للنساء من أصل ۳۱۰ جرائم قتل خلال نفس الفترة فى عام ۲۰۲۳، بما فى ذلك ۹۰ امرأة قُتلت على يد أحد أقاربها، بينما في عام ۲۰۲۲، قُتلت ۱۰۶ امرأة على يد أحد أقاربها، وفي عام ۲۰۲۱، تم قتل ۱۰۷ نساء.
شفقنا