فضيحة شرطة لندن: تحقيق بي بي سي يكشف “ثقافة خفية من كراهية النساء والعنصرية”

كشف تحقيق لـ”بي بي سي” عن ممارسات عنصرية وكارهة للنساء في شرطة لندن. وتمكن الصحفي روري بيب من توثيق هذه الممارسات في تحقيق سري دام نحو ۷ أشهر، أمضاها كضابط بمركز شرطة تشارينغ كروس وسط العاصمة البريطانية، ما أتاح له العمل عن كثب مع رجال الشرطة.

وتظهر تسجيلات سرية عناصر من شرطة لندن وهم يدعون إلى إطلاق النار على المهاجرين، ويظهرون حماسا لاستخدام القوة، ويتعاملون باستخفاف مع شكاوى اغتصاب، ويتبادلون تعليقات جنسية مهينة مع زميلاتهم.

وكشف التصوير السري مرارا عن أفراد يتباهون باستخدام العنف، في ظل ثقافة يسودها شعور بالاطمئنان إلى أن زملاءهم لن يفضحوا تجاوزاتهم.

وقال أحد الضباط في التسجيل: “حين ينضم شخص جديد، نضع القناع. عليك أن تعرفه أولا”، في إشارة إلى إخفاء تصرفاتهم هذه عمن لا يثقون به.

وتُشكّل هذه الأدلة على كراهية النساء والعنصرية تحديا لشرطة العاصمة التي وعدت بمعالجة ما تسميه “السلوكيات السامة” بعد مقتل سارة إيفرارد على يد ضابط شرطة في الخدمة عام ۲۰۲۱٫ إذ وبدلا من التخلي عن العنصرية وكراهية النساء، تم إخفاؤها.

“يستحق رصاصة في الرأس”

وذكر التقرير عدة نماذج عن أساليب تعاطي الشرطة بعنصرية وذكورية. حيث قلل ضابط من شأن بلاغ تقدمت به امرأة حامل تتهم شريكها بالاغتصاب والعنف المنزلي. وقال باستخفاف ردا على تساؤل موظفة عن قرار الإفراج بكفالة عن هذا الرجل المتهم أيضا بركل الحامل في بطنها: “هذا ما تقوله هي”. 

شرطي آخر وصف بحماسة كيف شاهد زميله وهو يدهس ساق أحد الموقوفين، وقال إنه كان مستعدا لتقديم إفادة مزورة تدعي أن الموقوف حاول ركل الضابط أولا، رغم أن لقطات المراقبة لم تؤكد ذلك.

في حادثة أخرى قال شرطيّ عن موقوف تجاوز مدة إقامته “يستحق رصاصة في الرأس”، وأضاف عن المغتصبين: “تقطع عضوه التناسلي وتتركه ينزف حتى الموت”.

وأرسلت “بي بي سي” قائمة مفصلة بالادعاءات إلى الشرطة، وقالت إن المؤسسة الأمنية أوقفت إثر ذلك ثمانية ضباط وموظفا واحدا عن العمل، وأبعدت ضابطين آخرين عن العمل في الخطوط الأمامية.

مونت کارلو الدولیة