اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وقد برز اسمها في الولايات المتحدة الأميركية بشكل خاص بعد صنعها التاريخ من خلال كونها أول امرأة عربية وأفريقية يتم ترشيحها للقب “ذئب وول ستريت” من قبل سوق “ناسداك” للأوراق المالية، وتم الاعتراف بها من قبل وزارة الخارجية الأميركية لجهودها المتميزة في مجال الاستثمار.
وفي حوار خاص للجزيرة نت، أكدت حسناء على أهمية التعليم للمرأة لأنه “مفتاح كل نجاح”، بالإضافة إلى ضرورة إحياء الفضول وحب المعرفة وتعزيز المهارات، سواء في المجال الدراسي أو المهني، رغم كل التحديات التي تواجهها النساء في العالم العربي عامة، معتبرة أن “نجاح كل امرأة مرتبط بنجاح المجتمع بأكمله”.
نشأت حسناء طالب في أسرة متواضعة في المغرب حيث تميزت بتفوقها في الدراسة، لكن طموحها غير المحدود جعلها تحلم بفرص كبرى.
وفي سن الـ۱۷، ذهبت إلى الولايات المتحدة ضمن مخيم بوكالة “ناسا”، في تجربة فريدة من نوعها ساعدتها على الانفتاح على العالم وتحفيز فضولها لمعرفة المزيد حول قصص النجاح لتحقيق أحلامها الخاصة.
وبعد انتهاء فترة المخيم، حصلت على منحة في جامعة أميركية لعام واحد فقط، مما دفعها إلى البحث عن مصادر أخرى لإكمال دراستها الجامعية وتطوير مهاراتها. وفي هذه المرحلة بالتحديد، بدأت فكرة ولوج عالم تداول الأسهم تتبلور لديها بالتوازي مع الدراسة إلى أن تمكنت من الوصول إلى وول ستريت في نيويورك.
وقالت حسناء طالب للجزيرة نت “بعد مسيرة تعلم طويلة ومشاريع كثيرة، سافرت إلى دبي للاستقرار وتأسيس عدة شركات، من بينها شركة لإدارة المشاريع والأصول المالية بالتعاون مع فريق عمل من النخبة في هذا المجال، والذي تمكن من إدارة أصول تصل قيمتها إلى ۴ مليارات دولار”.
كما عملت مع شركة “مورغان ستانلي” للخدمات المالية، التي يقع مقرها الرئيسي وسط مانهاتن بمدينة نيويورك، وسوق “ناسداك” للأوراق المالية الذي يعد من أهم أسواق البيانات المالية والاقتصادية والبديلة التي يتم تقديمها بتنسيقات حديثة لمحللي اليوم.
وحصلت حسناء على الكثير من الجوائز خلال مسيرتها المهنية، ولكن ترشيحها للقب “ذئب وول ستريت” كان لحظة فخر لا تُنسى، “فقد كان عملي الجاد في كل عملية تداول أقوم بها وطموحي للتفوق على باقي المتداولين والتقنيات التي تعمل عليها الشركات الكبرى، كانت من أهم العوامل التي أسهمت في تتويج جهودي وقدمت شهادة على قدرة النساء في النجاح في كل المجالات”.
وعند سؤالها عن سبب اختيار مجال تداول الأسهم، أوضحت حسناء أن ذلك حدث بالصدفة التي وصفتها بـ”نقطة التحول” عندما تطرق أستاذها بالجامعة إلى الأسواق المالية خلال حصة الاقتصاد، “لقد اكتشفت آنذاك أنه يمكن للجميع الاستثمار في الأسهم بمن فيهم أنا التي كنت لا أزال طالبة لأتمكن من بناء مستقبلي المالي وتحقيق الثروة التي أحلم بها”.
وبسبب شغفها بهذا العالم، بذلت جهودا مضاعفة للتعلم وفهم سوق التداول بشكل جيد للاستثمار بذكاء لأنه لا يعتمد فقط على البيع والشراء، وإنما يتطلب تركيزا وتحليلا عقليا ونفسيا وإستراتيجيا بشكل يومي. وتعتبر أن التداول في الأسهم يتطلب التوازن بين العقل والقلب لأن القرارات يجب أن تكون دائما مبنية على المعطيات، دون التقليل من أهمية الحدس والمشاعر.
وترى حسناء طالب أن عدم اهتمام النساء كثيرا بهذا التخصص يعود إلى الثقافة العربية التي جعلت التجارة وتدبير المال حكرا على الرجال بشكل تلقائي، حسب قولها، مؤكدة أن المرأة يمكنها إبراز قوتها في مجال تداول الأسهم بفضل تميزها بالقدرات العقلية والتنظيمية والتحليلية التي تجعلها تحقق نجاحات مبهرة.
پوبحسب المتحدثة، يجب الخروج من الصورة النمطية التي تربط المجال المالي بالرجال فقط نظرا لتمكن النساء من أخذ قرارات إستراتيجية والتعامل مع الضغط بفعالية، بما في ذلك التفاصيل الدقيقة التي تعتمد عليها إدارة المال والصبر والتحليل العميق.
وتشير حسناء إلى أن الحلم يعتبر المحرك الأساسي في الحياة بشكل عام لكنه غير كافٍ لتحويله إلى حقيقة، إذ من الضروري التحلي بالشجاعة والمثابرة. ومن خلال الجرأة والتخطيط والعمل، يمكن التغلب على الخوف الذي يعيق تحقيق الأحلام.
وتمكنت حسناء طالب من جني أول مليون دولار في مسيرتها المهنية من خلال استثمار مبلغ أولي يقدر بنحو ۱۲۰۰ دولار أميركي واعتماد التداول اليومي والالتزام بإستراتيجيات قوية في السوق، ثم بدأت إستراتيجية استثمار الأرباح واختيار الأوقات المناسبة للتداول.
كما استندت على مؤشرات تقنية مثل المتوسطات المتحركة ومؤشر القوة النسبية “آر إس آي”، الذي يعمل على رسم القوة أو الضعف الحالي والتاريخي للسهم أو السوق بناء على أسعار الإغلاق لفترة تداول حديثة، وركزت بشكل أساسي على إدارة المخاطر.
وبفضل إصرارها على التعلم وتحسين جودة الإستراتيجيات المستخدمة رغم الاحتمالات المستمرة للخسارة، استطاعت حسناء تحقيق حلم “المليون دولار” في مدة لا تتجاوز ۶ أعوام.
ووفق تصريحاتها للجزيرة نت، تكمن القوة الحقيقية للمال والاستثمار في الحرية التي تمنحها للإنسان لأنه “لا يجب اعتبار المال هدفا وإنما وسيلة لتحقيق الفرص وأهداف أكبر، فالاستثمار يساهم في استخدام المال لبناء الثروة والاستقرار المالي على المدى الطويل ويساعد على دعم الابتكار والمشاريع التي لها تأثير مهم على المجتمع”.
واستنادا على تجربتها في مجال الأعمال، ختمت حسناء طالب بتقديم نصيحة للمرأة المغربية والعربية “لا يجب أن تتوقف المرأة عن الإيمان بنفسها وبقدراتها، ولا تترك أي مجال أمام المجتمع أو الظروف للوقوف كعائق أمام تحقيق طموحاتها، كما يجب أن تكون قوية ولا تسمح للخوف أو الشك بالتأثير فيها حتى وإن كان الطريق صعبا”.
كما أعربت عن امتنانها لما وصلت إليه حتى الآن و”لكل شخص علمني طوال مسيرتي ولكل من عاملوني بالخير أو بالشر لأن كل الظروف التي مررت بها، حلوها ومرّها، أدت إلى بلورة شخصيتي والوصول إلى تحقيق أحلامي، والحمد لله”.
المصدر : الجزيرة