شيوخ اليابان يرتكبون جنحاً لـ”النجاة”: لماذا أصبح السجن ملاذ كبار السن بدلاً من دور العجزة؟

في اليابان، حيث يشكل كبار السن نحو 29.3% من السكان ويبلغ عددهم 36.25 مليون نسمة عام 2024 وفق التقارير الرسمية، برزت في السنوات الأخيرة ظاهرة غير معتادة ومثيرة للجدل، إذ يختار بعض كبار السن ارتكاب جرائم بسيطة عمدا بهدف دخول السجن طواعية، ليجدوا فيه ملاذا أخيرا يوفر لهم الطعام والرعاية الصحية، بدلا من مواجهة الوحدة والفقر خارج أسوار المؤسسات العقابية. 
لجوء كبار السن للسجن في اليابان

تشير التقارير المحلية إلى أن السجون، مثل سجن “توتشيغي” (Tochigi) للنساء الواقع شمال مدينة طوكيو، تستقبل نسبة متزايدة من كبار السن، حيث ارتفع عدد النزلاء الذين تزيد أعمارهم عن ۶۵ عاما بشكل ملحوظ، إذ تضاعف نحو أربع مرات بين عامي ۲۰۰۳ و۲۰۲۲٫

سجون تتحول إلى دور مسنين

يوضح مسؤولو السجون أن هذه الفئة تحتاج أحيانا إلى مساعدة كاملة في حياتهم اليومية، بما في ذلك تغيير الملابس والاستحمام وتقديم الطعام، ما يجعل عمل موظفي السجن أقرب إلى الرعاية في دار مسنين.

ووفقا لصحيفة “بلومبرغ” (Bloomberg) الأمريكية، تبلغ تكلفة احتجاز السجين الواحد في اليابان أكثر من ۲۰۰۰۰ دولار سنويا، وترتفع هذه التكلفة بشكل أكبر بالنسبة لكبار السن بسبب احتياجاتهم الخاصة من الرعاية الطبية.

سرقات بسيطة.. مقابل حياة آمنة

وحسب تقرير مصور لشبكة “سي إن إن” (CNN)، يختار كبار السن السجن لأنهم “يشعرون بالأمان داخله”، بدلا من مواجهة البرد والجوع خارج أسواره، كما يضمن لهم الحصول على الرعاية الطبية المجانية، والتي يضطرون لدفع ثمنها بأنفسهم خارج السجن.

لعرض هذا المحتوى من X (Twitter) من الضروري السماح بجمع نسب المشاهدة وإعلانات X (Twitter).قبولأعدل اختياراتي

وأكدت إحدى النزيلات، التي كانت قد سرقت الطعام لتأمين معيشتها، أنها لم تكن لتقوم بذلك لو كانت حالتها المالية مستقرة، معتبرة أن السجن يوفر لها استقرارا نفسيا وماديا لا تجده في حياتها اليومية.

وفي عام ۲۰۲۲، كانت أكثر من ۸۰٪ من النزيلات المسنات في سجون اليابان محتجزات بتهمة السرقة، وفقاً لأرقام الحكومة.

وتجدر الإشارة إلى أن نحو ۲۰٪ من كبار السن في اليابان يعيشون تحت خط الفقر، مقارنة بمتوسط ۱۴٫۲٪ في ۳۸ دولة من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، ما يجعل السجن خيارا واقعيا للبقاء على قيد الحياة، على حد قولهم.

مونت كارلو الدولیة