اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
في مخيّم للاجئين في شرق تشاد النائي، توشك آمنة مصطفى على الولادة. وتصيب المرأة الشابة تقلّصات الحمل بالدوار، في حين تتورّم قدماها بسبب ارتفاع درجات الحرارة. من جهته، يبني زوجها خميس هارون كوخاً من العصي والحبال لإيواء مولودهما المنتظر.
قبل ثمانية أيام، فرّت آمنة البالغة من العمر ۲۸ عاماً من قريتها في السودان، وهي واحدة من آلاف الأشخاص الذين فروا من بلادهم منذ بدء القتال ما بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” في منتصف شهر إبريل/ نيسان الماضي.
وتُعَدّ آمنة من بين نحو ۲۰ ألفاً لجأوا إلى تشاد أخيراً انطلاقاً من السودان، بحسب بيانات برنامج الأغذية العالمية الأخيرة، علماً أنّ هذا البلد وبلدانا أخرى تستضيف الهاربين من الحرب القائمة، تعاني من مشكلات خاصة عديدة من قبيل نقص الغذاء والجفاف وارتفاع الأسعار، الأمر الذي يتسبّب في أزمة إنسانية في خارج حدود السودان تكافح الوكالات الدولية لاحتوائها.
تقول آمنة وهي جالسة تحت شجرة تحتمي بظلّها، إذ هي ملاذها الوحيد وسط حرارة الشمس نهاراً والرياح ليلاً: “لا أعرف ماذا أفعل. سمعت أنّ ثمّة قابلات، لكنّنا منذ أن لجأنا إلى هنا، أنجبت نساء كثيرات (مواليدهنّ) من دون مساعدة طبية. وأنا أنتظر دوري”.
ويوضح الزوج خميس، في هذا الإطار، أنّ ثماني نساء أخريات وضعنَ من دون مساعدة في المخيّم المشيّد في قرية الكفرون، حيث تصل درجات الحرارة إلى ۴۵ درجة مئوية. يضيف وهو يقف في جوار هيكل من العصي غير مكتمل للكوخ أو لمنزلهما الجديد، إنّ النساء اللواتي أنجبنَ هنا “لا يملكنَ مأوى… وليس في الإمكان بناء حتى مثل هذا المأوى البسيط”.
في سياق متصل، يقدّم برنامج الأغذية العالمي حصص إعاشة، غير أنّ المسؤولين يشدّدون على أنّ ثمّة حاجة إلى مزيد من التمويل. وقد صرّح ممثّل برنامج الأغذية العالمي في تشاد بيير هونورات: “نعمد إلى توصيل الغذاء، لكنّنا سوف نحتاج إلى المزيد، نحن في حاجة حقاً إلى مساعدة ضخمة”.
تجدر الإشارة إلى أنّ الصراع بدأ بين الطرفَين العسكريَّين في العاصمة الخرطوم حيث تقطّعت السبل بالسكان، فلازموا منازلهم وسط القصف فيما يجوب المقاتلون الشوارع. وامتدّ الصراع منذ ذلك الحين إلى مناطق أخرى تشمل إقليم دارفور من حيث جاءت آمنة. وقد تسبّب القتال الأخير في تأجيج الصراع المستمرّ في الإقليم منذ عقدَين، وفي زيادة أعمال العنف
المصدر : عربی الجدید