اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وتُعد الأنشطة المشتركة، كإعداد الطعام، ممارسة الرياضة، أو الانخراط في الفنون، من الوسائل الفعالة لخلق مساحة آمنة تعبّر فيها الفتاة عن ذاتها بحرية. فمثل هذه اللحظات لا تخفف فقط من التوتر، بل تسهم أيضًا في إعادة تقوية العلاقة وتسهيل عبور مرحلة المراهقة بسلام.
العلاقة بين الأم وابنتها علاقة فريدة ومليئة بالمشاعر العميقة، تبدأ منذ الطفولة وتستمر في التطور مع مرور الوقت. في مرحلة الطفولة، تكون الأم هي القدوة والمصدر الأول للدعم والأمان. لكن مع دخول الفتاة سن المراهقة، تبدأ هذه العلاقة في التحول.
يذكر موقع “هيلينغ كوليكتيف ثيرابي” أبرز التحولات التي تطرأ على هذه العلاقة:
تبدأ الابنة برغبة أكبر في اتخاذ قراراتها بنفسها، وقد تفضل الخصوصية والاعتماد على النفس، مما قد يسبب بعض التوتر في العلاقة.
تصبح المحادثات أكثر حساسية، وقد تتجنب الابنة مشاركة مشاعرها بسهولة كما في الطفولة.
رغم سعي الابنة للابتعاد، فإنها ما زالت تحتاج إلى دعم أمها، وتعيش الأم والابنة صراعا بين القرب والابتعاد.
تظهر فجوة في طريقة التفكير بسبب اختلاف الأجيال، وقد تختلف وجهات النظر حول الموضة، التكنولوجيا، أو القيم الاجتماعية.
تمر المراهقة بتغييرات نفسية وجسدية كثيرة تؤثر عليها وعلى علاقتها بأمها، من تلك الأسباب:
تؤثر التقلبات الجسدية والعاطفية على السلوك وردود الفعل، يواجه المراهقون موجات من المشاعر الشديدة ولا يعرفون كيف يعبروا عنها.
تبحث الفتيات عن هويتهن وحرية الاختيار، فتقاوم تدخلات الأم حتى لو كانت مدروسة.
يهم الفتاة أكثر من أي وقت مضى الانتماء لمجموعة الأصدقاء وقبولهم، فتبتعد عن أي شخص يشعرها بالاختلاف.
المشكلات النفسية كالقلق والاكتئاب والتوتر الأكاديمي تزيد الأعباء، والاعتماد على وسائل التواصل يصعب عليهم التمييز بين الواقع والصورة المحسنة للأقران.
يغيب عن بال الكثير من الأمهات أن ابنتها لم تعد تلك الطفلة الصغيرة التي تجيب على أي تساؤل ببساطة ووضوح. وتستمر الأم في استخدام التواصل التقليدي مع ابنتها، لكنها تكتشف أنه لم يعد فعال أبدا.
يشير تقرير نشر على موقع “بارينتينج تينس أند توينز” إلى أن أسلوب التواصل التقليدي غالبا ما يفشل مع المراهقات، موضحا أن هذا النوع من التواصل يعتمد على مجموعة من الأساليب التي قد تنفر الفتيات في هذا العمر الحساس، منها: طرح الأسئلة المباشرة والمتكررة مثل “كيف كان يومك؟”، وتوجيه التعليمات باستمرار، إلى جانب التركيز المفرط على الأخطاء والسلوكيات السلبية، مع محاولة تصحيحها بشكل فوري، مما يخلق لدى المراهقة شعورا بالضغط أو عدم التفهّم.
عندما تعتمد الأم أسلوب التواصل التقليدي مع ابنتها المراهقة، غالبًا ما تأتي النتائج عكسية. فالردود تصبح مقتضبة وأحيانا غير صادقة، ويتحوّل الحديث إلى ما يشبه محاضرة بدلا من أن يكون تبادلا عاطفيا متوازنا. تشعر المراهقة بأنها تحت المراقبة والتقييم الدائم، مما يدفعها إلى الانغلاق والانسحاب من الحوار. هذا النوع من التواصل يُضعف الثقة ويقلل من فرص بناء علاقة صحية، لأن التركيز ينصبّ على التنبيه والتصحيح بدلا من الاستماع والفهم.
للتواصل الفعّال مع المراهقات، هناك أساليب أكثر دفئا واحتراما تساعد على تقوية العلاقة، منها:
في تقرير على موقع “بارينتس” تشرح المعالجة النفسية من نيويورك جوردن سكولر أن علاقة الأم بابنتها من أكثر العلاقات تأثيرا وتعقيدا في حياة الفتيات، حيث إن التواصل المنتظم بينهما يعزز الثقة والأمان العاطفي ويدعم بناء الهوية والاستقلال.
توضح سكولر أن التواصل المنتظم يلعب دورا أساسيا في بناء الثقة والشعور بالأمان العاطفي، كما يعزز الحوار المفتوح، وهي عناصر ضرورية لدعم الفتيات خلال رحلتهن في تشكيل هويتهن، وتكوين صداقات خارج إطار الأسرة، واكتساب الاستقلالية
لكنها تشير إلى أن الحوارات العميقة ليست دائما واقعية، لذا من الأفضل ممارسة أنشطة مشتركة بدلا من فرض الحديث، قائلة “الوقت الجيد، مهما كان غير رسمي، أهم بكثير من التواصل القسري”.
وتلفت سكولر إلى أن هذه الأنشطة البسيطة تفتح المجال لعلاقة أقوى وتواصل طبيعي دون ضغط، وتمنح المراهقات شعورا بالراحة والقبول، موضحة أن الأهم هو قضاء وقت جيد معا، حتى لو كان بسيطا، دون الحاجة إلى إنفاق المال أو التخطيط لرحلات كبيرة.
يطرح موقع “ذا فيري موم” مجموعة من الأنشطة التي تصنع تواصل حيوي بين الأم وابنتها لتعزيز العلاقة بينهما:
الجزيرة