اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
ووفق ما نشره موقع “لايف ساينس”، يأمل طبيب أمراض النساء والتوليد في مستشفى جامعة توماس جيفرسون في فيلادلفيا، الدكتور فينسينزو بيرجيلا، أن يتمكن يوما من إضافة “مضغ العلكة” للنساء بعد العملية القيصرية ضمن أوامره الطبية كوصفة رسمية معترف بها.
الولادة القيصرية هي الجراحة الأكثر شيوعا بين النساء، ووفق منظمة الصحة العالمية فإن ۲۱% من جميع حالات الولادة تتم عن طريقها، وتتجاوز النسبة في بعض البلدان ۵۰%، كذلك تشير الأرقام إلى أن واحدة من كل ۵ سيدات تعاني من الانسداد المعوي أو شلل الأمعاء المؤقت بعد الولادة القيصرية، ويستمر ۳ أو ۴ أيام مسببا المزيد من الآلام والغثيان وانتفاخ المعدة، ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي والإقامة في المستشفى لفترة أطول.
ولتعزيز التعافي وتلافي حدوث هذه المضاعفات، ينبغي مضغ العلكة بعد الإفاقة من تخدير الولادة القيصرية، هذا ما كشفت عنه دراسة نشرتها مجلة طب الأم والجنين عام ۲۰۱۷، وأشارت إلى أنه يجب على جميع الأمهات اللاتي خضعن لعملية قيصرية أن يمضغن العلكة ۳ مرات يوميا لمدة نصف ساعة في كل مرة لإعادة حركة الأمعاء إلى طبيعتها.
ولتفسير هذه النتائج، قال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور فينسينزو بيرجيلا، نقلا عن صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، إن مضغ العلكة يعد حيلة لخداع أمعاء الجسم، إذ يحفز سيلان اللعاب داخل الفم ويرسل إشارات إلى المعدة لتهيئة نفسها وكأن هناك طعاما قادما إليها، وهكذا تقوم الأمعاء باستئناف وظيفتها، وأضاف بيرجيلا، “تمتلك العلكة نفس خصائص الطعام الذي ينصح به الأطباء عقب الولادة القيصرية ولا ترغب الأمهات عادة في تناوله”.
وللتأكد من هذه النظرية، قام الباحثون بمراجعة وتحليل ۱۷ دراسة شملت أكثر من ۳ آلاف امرأة خضعن لعملية ولادة قيصرية، وقامت إحدى المجموعات بمضغ العلكة، بينما تلقت المجموعة الأخرى الرعاية المعتادة، وأشارت الأدلة إلى أن الأمهات اللواتي بدأن مضغ العلكة بعد الخروج من غرفة العمليات استعدن حركة أمعائهن الطبيعية وتمكنّ من إخراج الريح (كمؤشر على جودة عمل الأمعاء) قبل الأمهات اللاتي لم يمضغن العلكة بفارق ۶ ساعات ونصف، كذلك ساعدت العلكة على تقليل الغثيان والقيء بعد الولادة.
ووفق ما نشره موقع “لايف ساينس”، أضاف اختصاصي أمراض النساء والتوليد في جامعة نابولي فيديريكو الثاني في إيطاليا والمشارك في الدراسة، الدكتور غابرييل ساكوني، أنه لم يظهر أي أضرار أو آثار جانبية لمضغ العلكة بعد الولادة وأنها قد تكون وسيلة سهلة وغير مكلفة لتخفيف الأعراض التي تعاني منها النساء وتساعد في تقليل فترة بقائهن في المستشفى.
وفي دراسة أخرى أجريت على ۲۰۰ امرأة خضعن لعملية قيصرية تحت تأثير التخدير الكامل، أفاد باحثون مصريون في جامعة عين شمس بالقاهرة أن مضغ العلكة الخالية من السكر يعد تدخلا آمنا ومنخفض التكلفة لمساعدة الأمهات على استعادة حركة أمعائهن في أسرع وقت.
وفي الدراسة، تم تخصيص نصف المشاركات بشكل عشوائي وبدأن في مضغ العلكة بعد إجراء العملية لمدة ۱۵ دقيقة كل ساعتين، في حين التزمت باقي المجموعة بالرعاية المعتادة مثل تناول السوائل ومحاولة المشي، ووجد الباحثون أن النساء في مجموعة العلكة كن أسرع في استعادة نشاط الأمعاء بحوالي ۹ ساعات، كذلك عدن إلى منازلهن بشكل أسرع.
وأوضح قائد الفريق البحثي، الدكتور كريم عبد المعبود، أن مضغ العلكة بعد الولادة القيصرية يثير استجابة الجهاز العصبي ويحفز إطلاق الأحماض الهضمية مما يعزز نشاط الأمعاء، وأشار لموقع “رويترز” أن النساء المشاركات في الدراسة كن راضيات بشكل عام عن هذا التدخل السهل والبسيط، مضيفا أنه لا ينبغي الاستهانة بفوائد تقليل مدة الإقامة في المستشفى بعد الولادة وخاصة في البلدان النامية ذات الموارد الصحية المحدودة.
توقف حركة الأمعاء أو تباطؤها يعد من أكثر التحديات التي تواجهها المرأة خلال الأيام الأولى التي تلي الولادة القيصرية، وإضافة إلى العلكة، ينقل موقع “هيلث لاين” بعض الطرق البسيطة التي لا توفر راحة فورية فحسب، بل تلعب كذلك دورا حيويا في صحة الأمعاء على المدى الطويل، ومنها:
المشي عدة مرات في اليوم: يفضل زيادة بضع دقائق إلى مقدار الوقت المخصص للمشي كل يوم، ويمكن إضافة تمارين التمدد البسيطة إلى روتين الحركة اليومي بالاتفاق مع الطبيب المختص.
تناول السوائل الدافئة: يمكنكِ شرب كوب من الماء الدافئ مع عصير الليمون كل صباح، وكذلك تناول شاي الأعشاب على مدار اليوم مثل شاي البابونج والشمر والزنجبيل.
شرب المزيد من الماء: يُنصح بكميات كافية من الماء طوال اليوم، وينبغي أن يكون بدرجة حرارة الغرفة أو فاترا مع تجنب الماء البارد المثلج.
الكثير من الألياف في الوجبات: تَضمَن الألياف سواء القابلة للذوبان في الفواكه والخضراوات أو غير القابلة للذوبان مثل تلك الموجودة في الحبوب الكاملة والخبز سلاسة حركة الأمعاء.
تناول الأطعمة الغنية بالحديد: تعزز الهضم مثل الدجاج واللحوم الحمراء والفول والخضراوات الورقية كالسبانخ والخس والجرجير.
إضافة البرقوق والكمثرى إلى وجباتك: تسهل حركة الأمعاء المنتظمة.
كذلك، يعد الفلفل الأخضر من أشهر الأطعمة في وجبات الرعاية الصحية بعد الولادة القيصرية في ماليزيا لأنه يحتوي على نسبة عالية من المركبات المضادة للبكتيريا بشكل طبيعي، والتي لا تساعد فقط في تطهير الجهاز الهضمي ولكنها أيضا تعزز حركة الأمعاء المنتظمة والطبيعية.
الاسترخاء: يزيد القلق من اضطرابات الأمعاء، ولهذا يمكنك تخصيص بعض الوقت لممارسة تقنيات الاسترخاء مثل تمارين التنفس العميق أو التأمل الذاتي أو أخذ حمام ماء دافئ.
المصدر: الجزيرة