اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
نستعرض اليوم بضع الإشكالات التي سببتها الحرب الإسرائيلية، كالكهرباء التي قُطعت منذ ۷ أكتوبر ۲۰۲۳، والماء الذي وجد الناس بدائل أخرى بالحفر عن آبار جديدة في باطن الأرض في بعض المناطق، أما في أماكن أخرى لا يتواجد أي مصدر للماء فيها، وحياة الخيام التي عرفها الغزي خلال الحرب فلا تقيه من حر الصيف ولا برد الشتاء .
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، قصف الجيش الإسرائيلي محطة الكهرباء في غزة، وعمد إلى قطع خطوط الكهرباء الإسرائيلية التي تمد غزة بالكهرباء، ومنع دخول الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عموم غزة، وما بعد الهدنة لم تستطع شركة الكهرباء وصل الخطوط ولا التعامل مع البدائل بسبب صعوبة عمليات الترميم والإصلاح إثر عدم توافر المعدات المطلوبة.
بدأ الغزيون البحث عن حلول لأزمة الكهرباء، منهم من كان لديه ألواح طاقة شمسية تولد الكهرباء، فأضحى يشحن للناس بمقابل مادي، إذ يصل سعر شحن الهاتف الواحد من ۱_۲ شيكل، واللابتوب يصل إلى ۳ شواكل، وآخرون اشتروا ألواحًا شمسية وقد دفعوا مقابلها أضعاف ثمنها الأصلي إثر شحها بالأسواق ومنع إدخالها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وقد استخدموا الألواح وسيلة للعمل تدر عليهم دخلًا.
بحسب مختصين في مجال الطاقة الشمسية في غزة، فإن تكلفة مد البيت بألواح طاقة تولد كهرباء، كانت ۴۰۰۰ دولار قبل الحرب، أما خلال فوصل المبلغ لـ۲۰ ألف دولار، لذلك اكتفى بعض الناس في أول أشهر الحرب بشراء لوح واحد فقط يستطيعون من خلاله على الأقل شحن هواتفهم وبطارياتهم فقط، وذلك أيضًا كان مكلفًا للغاية، والآن انعدمت في الأسواق الألواح والبطاريات وأي وسيلة بديلة.
بحسب شركة الكهرباء في غزة، فقد بلغت قيمة خسائرها ۴۵۰ مليون دولار، إذ دمر الجيش مقر الشركة و۸۰% من معداتها، وأعلنت عن جهوزيتها لصيانة الخطوط، وحاجتها لتوفير ۲۰۰۰ عمود حديدي، و۱۵ ألف عمود خشبي، مع معدات التركيب لتتمكن من وصل الكهرباء من مصادر الكهرباء خلال المرحلة الأولى.
الآن بعد عام وثلاثة أشهر، لم ير الغزيون ضوء الكهرباء خلالها، ينتظرون أن تصلح شركة الكهرباء خطوطها، ليعود جدول الثماني ساعات وصل كهرباء خلال اليوم، تقول أم علي: “كنت أقول الكهرباء قبل الحرب بتضل تقطع وأضل مضايقة من قطعتها ومن جدول الكهربا، اليوم أنا إلي سنة وتلت شهور ما شفت الضو، اشتقت أضوي وأسمع صوت الثلاجة والغسالة”.
أما جارتها حليمة فقد استهدفت طائرة الكواد كابتر لوح الطاقة الشمسية الوحيد لديها برصاصة، ما أدى إلى تعطله، تضيف: “اشترى أولادي لوح واحد ب۲۵۰۰ شيكل إضافة لبطارية ومحوّل خاص كلفهم أيضًا مبلغ ليس بقليل، وبقي لدينا شهر واحد فقط، حتى طالته رصاصات طائرة الكواد كابتر، فتعطل بشكل تام”.
وبحسب شركة الكهرباء في غزة، فقد بلغت قيمة خسائرها ۴۵۰ مليون دولار، إذ دمر الجيش مقر الشركة و۸۰% من معداتها، وأعلنت عن جهوزيتها لصيانة الخطوط، وحاجتها لتوفير ۲۰۰۰ عمود حديدي، و۱۵ ألف عمود خشبي، مع معدات التركيب لتتمكن من وصل الكهرباء من مصادر الكهرباء خلال المرحلة الأولى، إضافة لحاجتها لعشر مركبات، و۲۵ رافعة لتستطيع الطواقم من التعامل بشكل أولي مع الخطوط في المحافظات الخمس.
بعد إجبار قوات الاحتلال الإسرائيلي الغزيين على النزوح من شمال غزة في ۱۳ أكتوبر ۲۰۲۳، إلى الجنوب، فلم يجد حوالي مليون مواطن مكان لهم، فاضطروا لنصب الخيام في الأراضي وعلى شاطىء البحر، ما فاقم معاناتهم، فالحياة في خيمة لا تطاق في ظل حرارة الشمس الحارقة صيفًا، والبرد الشديد والأمطار شتاء، حتى أصبح الغزيون يدعون ويقولون: “اللهم اقطع المطر”.
بعد إجبار قوات الاحتلال الإسرائيلي الغزيين على النزوح من شمال غزة في ۱۳ أكتوبر ۲۰۲۳، إلى الجنوب، فلم يجد حوالي مليون مواطن مكان لهم، فاضطروا لنصب الخيام في الأراضي وعلى شاطىء البحر، ما فاقم معاناتهم، فالحياة في خيمة لا تطاق في ظل حرارة الشمس الحارقة صيفًا، والبرد الشديد والأمطار شتاء، حتى أصبح الغزيون يدعون ويقولون: “اللهم اقطع المطر”. حتى لا تغرق خيامهم في منتصف الليل وتقتلعها الرياح العاتية.
أوقف إطلاق النار ولكن حياة الخيمة لن تنتهي لسنوات، سيظل الغزيون يعانون مرارة العيش في خيمة، ومؤخرًا اتفق الوسطاء على إدخال كرفانات لكن عددها لا يغطي الأعداد الكبيرة التي أصبحت دون مأوى بعد تدمير أحياء سكنية بالكامل.
السيدة ابتهال تعيش في خيمة في دير البلح منذ نوفمبر ۲۰۲۳، بعدما نزحت من حي النصر في غزة تقول: “واهم من يظن أننا اعتدنا عل حياة الخيام، نحن أبناء عز وكنت أسكن في أرقى أحياء غزة، لكن الحرب أفقدتنا البيت والمال والولد، أنتظر أن أعود إلى الشمال لأنصب خيمتي عند بيتي، على أنعم ببعض الخصوصية بعيدًا عن ازدحام المخيمات”.
أما أم أمجد قاطعت حديث ابتهال معبرة عن استيائها من القوارض والحشرات التي لم تشاهد مثلها في حياتها، فقد تخطت الستين من العمر ولم تعرف إلا حياة الرفاهية، “بستنى أرجع بيتي على معسكر جباليا.. صح ركام بس شو بدنا نعمل هننصب الخيمة هناك.. احنا هنا مغتربين عن أرضنا ومكاننا اللي بنحبه، ومهما دمره رح نرجع ونعمرها”.
| المياه
إضافة إلى المشاكل التي أفرزتها الحرب وشكلت عبئًا على الغزيين، يعاني الأهالي أيضًا أزمة في المياه، بعد تدمير الاحتلال لشبكات المياه واستهداف محطات التحلية، ومنع دخول الوقود اللازم إلى المحطات التي تعمل بشكل جزئي بعد تضررها جزئيًا، وبحسب تقارير فإن الحصول المياه النظيفة حلمًا بعيد المنال للغزيين، إذ تسببت المياه الملوثة في تفشي الأمراض، إذ أصيب آلاف الأطفال بنزلات معوية، وأمراض جلدية، فضلًا عن الكبار الذين عانوا أيضًا من الأمراض.
في معسكر جباليا عاد أبو أحمد مؤخرًا لركام بيته ناصبًا خيمته المكونة من بضع شوادر وألواح زينقو، يعاني مذ عودته في توفير المياه المحلاة إذ يقطع مسافة طويلة للوصول إلى شارع الجلاء لتعبئة جالون من الماء للشرب، وبعد أيام من بقائه أضحت تأتي شاحنات المياه بعد مناشدات في المخيم، ولكنها لا تكفي لسد احتياجات الأهالي.
أما السيدة صباح التي تقطن في بقايا بيتها في حي الجلاء تعاني من أزمة المياه المالحة التي تستعملها في الاستخدام المنزلي إذ تسببت في التهابات جلدية في وجهها وجسدها، تقول: “نوفر مياه الشرب في منطقتنا بشكل أفضل من مناطق أخرى، لكننا نعاني من المياه البلدية التي تأتينا مرتين أسبوعيًا، فهي مالحة جدًا ولا تصلح للاستخدام، وأحيانًا أجلب مياهًا مفلترة للاستحمام نظرًا لما سببته لي المياه المالحة من أضرار جلدية”.
لا يملك الغالبية شرائح دعم “eSIM” وكان محظوظًا من يمتلكها فيعمل نقطة اتصال لهواتف أخرى معه ليتمكنوا من الولوج للإنترنت.
ولاحقًا بدأت تنتشر نقاط إنترنت بالشوارع بالشريحة الإلكترونية، فكان يلجأ لها الغزيون للاطمئنان على أقاربهم بالخارج أو حتى في جنوب غزة، حيث كان يصل سعر الساعة ل ۵ شواكل.
في ۹ أكتوبر ۲۰۲۳، تعطلت شبكة الاتصالات إثر تدمير الاحتلال للبنية التحتية، وانقطع على إثره الإنترنت عن كافة غزة، ليعود بالجنوب بعد وقت، لكنه ظل مقطوعًا في شمال غزة، وآنذاك لم يكن متاحًا الاتصال بالإسعاف عند حصول أي قصف.
قطع الاتصالات فاقم الفصل بين محافظات غزة، وقطعهم عن التواصل عن العالم الخارجي، فكان البديل هو الشرائح الإلكترونية التي لجأ إليها الصحفيين في الشمال تحديدًا لإيصال صورة الإبادة الإسرائيلية متكاملة الأركان والتي كانت تحدث آنذاك قي مشافي غزة إثر اجتياحها.
لم تكن نقاط الإنترنت آمنة، فقد تم قصفها أكثر من مرة، فخاف الناس من التوجه لها، الطالبة الجامعية نور وبعد إعلان الجامعات التعليم الإلكتروني، كانت تضطر للذهاب لها حتى أصيبت في قصف لأحد نقاط الإنترنت، تقول: “كان عليا امتحان ورحت لنقطة نت بعد مشي مسافة طويلة، حليت وخلصت وأنا بقوم وبمشي شوية إلا نقطة النت اللي كنت فيها بتنقصف يومها استشهد اثنين وأصيب عدد وأنا اتصاوبت بإيدي”.
لا يملك الغالبية شرائح دعم “eSIM” وكان محظوظًا من يمتلكها فيعمل نقطة اتصال لهواتف أخرى معه ليتمكنوا من الولوج للإنترنت، ولاحقًا بدأت تنتشر نقاط إنترنت بالشوارع بالشريحة الإلكترونية، فكان يلجأ لها الغزيون للاطمئنان على أقاربهم بالخارج أو حتى في جنوب غزة، حيث كان يصل سعر الساعة ل ۵ شواكل.
بعد مرور أشهر حاولت شركة الاتصالات صيانة الخطوط، ونجحت في ذلك، ليعود الإنترنت، ويصبح الوصول له أيسر، إذ عكف أصحاب الشبكات على وضع الروترات في الشوارع على الأعمدة المتبقية في بعض المناطق، واتباع نظام بطاقات الإنترنت إذ يترواح سعر الساعة الواحدة شيكلًا واحدًا، وفي بعض المناطق تحسن الأمر لتصل السبع ساعات ب۲ شيكلًا، ووصلت في أماكن ال۲۴ ساعة بشيكلين، ولكن الإشارة تأتي بشكل ضعيف.
تقول آية: “أنا من الشمال انبسطت بس صار يجي نت بالبيت، بشتري البطاقة ۳ ساعات ب۲شيكل، لكن لحتى اللحظة مش عارفة أرجع لشغلي مصممة بأحد الشركات، كونه بحتاج إنترنت، لأنه شحن اللاب ما بكفي إلا ساعتين شغل إضافة لضعف النت، على عكس صديقتي اللي رجعت للشغل من شهور كونها متواجدة في الجنوب وهناك عندهم كافيهات شغالة من أشهر بتقدم كهربا ونت على عكسنا”.
لم تنته أزمات سكان غزة بعد وقف إطلاق النار، كل منهم يحاول الاندماج مجددًا في الحياة، لكن الحياة لم ولن تعود كالسابق، ومن الناحية الخدماتية فإن إصلاح خطوط المياه والكهرباء والإنترنت ومعاناة البقاء في الخيام تحتاج لأشهر وسنوات لحلها بشكل كامل، لذلك سيظل الغزي يقاتل في معترك الحياة لتوفير أسس البقاء في أرضه.
المصدر: بنفسج