اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
ورغم أن متلازمة العش الفارغ ليست تشخيصا رسميا في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية -وفق ما يؤكده خبراء- فإنها ظاهرة شائعة يعاني منها عديد من الآباء والأمهات عندما يترك أصغر أبنائهم الأسرة، للعمل أو لمواصلة الدراسة أو للمرحلة التالية في تأسيس حياتهم بالزواج.
من جهته، يقول المستشار الأسري الاجتماعي مفيد سرحان -للجزيرة نت- رغم اهتمام الأبوين بزواج أبنائهم وبناتهم عند الكبر، والسعي في البحث عن الزوج والزوجة المناسبة والفرح والاحتفاء بالزواج، فإن خروج الابن أو البنت من المنزل بعد الزواج يسبب ألما نفسيا كبيرا للأبوين، خصوصا في الأيام والأشهر الأولى بعد الزواج.
ويزداد تعلق الوالدين بالأبناء كلما كان الأبناء أكثر قربا إلى الوالدين، وأكثر تفاعلا مع حاجاتهم. وفق سرحان.
وغالبا ما يكون تأثر الوالدين أكبر عندما يتزوج الابن أو البنت الصغرى، ويغادر البيت إلى سكن مستقل. فيشعر الوالدان بالوحدة. بعد أن كان معهما من يشاركهما الحياة.
ويؤكد سرحان، من المهم ألا يغيب عن ذهن الوالدين أن الأمر الطبيعي أن يتزوج الأبناء والبنات، وينشؤون أسرا جديدة. فالوالدان كانا جزءا من بيت الأجداد أيضا.
يقول المستشار سرحان “من مسؤولية الأبناء الحرص على حقوق الآباء والأمهات والبر بهما. وعدم نسيان أو تجاهل دورهما، وأن لا يكون الزواج سببا في قطع الصلة بالآباء والأمهات. وإدامة التواصل معهما بالزيارة والتواصل”.
ويضيف أن الأم في الأغلب الأكثر تأثرا بعد زواج الأبناء والبنات ومغادرتهم المنزل، نظرا لطبيعة تكوينها وقيامها بالجزء الأكبر من عملية التربية، وحرصها على متابعة التفاصيل اليومية لحياة الأبناء.
ويشير سرحان إلى أن ما يزيد من شعور الوالدين بالوحدة والألم النفسي بعد زواج الأبناء والبنات، هو وجود خلافات بين الزوجين مع عدم وجود طرف ثالث في المنزل، وتقاعد الوالدين عن العمل، مما يزيد الشعور بالفراغ وطول الوقت وتذكر الماضي والحنين له.
ويضيف “من المهم للآباء والأمهات أن يدركوا أن الأبناء والبنات سيغادرون المنزل في فترة ما، ويستعدون لهذه المرحلة”.
ومما يساعد على ذلك ملء الوقت في النافع من العمل، كالمشاركة في أعمال تطوعية، أو ممارسة الهوايات، أو القراءة، والتواصل مع زملاء العمل السابقين والأصدقاء، والمحافظة على الصلاة في المسجد، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية.
من جهته، يقول المختص بالطب النفسي الدكتور مازن مقابلة -للجزيرة نت- إن “متلازمة العش الفارغ” هي عبارة عن وصف لمجموعة من المشاعر السلبية كالوحدة، والحزن والقلق، وقد تصيب أحد الوالدين، أو كليهما عند مغادرة الأبناء المنزل للدراسة أو العمل أو الزواج، خصوصا أصغر الأبناء أو آخرهم خروجا.
والجدير بالذكر أن هذه المتلازمة هي وصف علمي، وليست تشخيصا طبيا، حتى وإن كانت هذه المتلازمة هي أحد العوامل المؤدية إلى الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية كالاكتئاب، والقلق، وما ينتج عنها من حالات انتحار أو أحد الاضطرابات، أو الأمراض الجسدية، كأمراض ضغط الدم والسكري، واضطراب مستويات الدهون في الجسم، وما ينتج عنها من جلطات قلبية أو سكتات دماغية وغيرها.
يقول المختص مقابلة تُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة من الذكور، كما تزداد احتمالية الإصابة بهذه المتلازمة في الحالات والظروف التالية:
ويضيف مقابلة، أنه يتم علاج هذه المتلازمة في أغلب الأحيان عن طريق تقديم الدعم النفسي والاجتماعي من قِبل الأبناء أو الأصدقاء أو الأقارب، ولكن إذا تفاقمت الحالة وتحولت إلى أحد الاضطرابات النفسية، فيجب علاجها عن طريق مراجعة الطبيب أو الاختصاصي النفسي.
لقد كبر أطفالك، لقد فعلت ما بوسعك في تربيتهم ليصبحوا بالغين مسؤولين، هذا وقت صعب عاطفيا وعقليا عليك، ولكن هذه هي الحياة، وفيما يلي بعض الطرق للتعامل مع متلازمة العش الفارغ، وفق ما نشر موقع “فري ول مايند”:
المصدر : الجزيرة