اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
في عام ۲۰۱۱، قامت نساء ومعهم مريم بتأسيس جمعية “أزجر” وهنا خطت مريم أولى خطواتها المؤثرة في العمل المدني، وهي منظمة مجتمع مدني تقودها النساء وتركز على حقوق المرأة وبناء السلام. بدأت المنظمة بمراقبة الانتخابات أثناء انتخابات المؤتمر الوطني العام، وكل الانتخابات التي أجريت بعد ذلك، وأسست مع منظمات محلية شبكة ليبيا لتنمية الديمقراطية ثم انتقلت إلى حملات التوعية بحقوق المرأة والحقوق الدستورية من بينها حملة “بـ۳۰ نبدوها”.
من بين أبرز إنجازات مريم وفريق ازجر كان إطلاق “مركز ازجر للنساء”، الذي نشأ بعد تحويل منظمة “أزجر” تركيزها إلى بناء السلام، بعد تلقي العديد من برامج بناء القدرات من هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبعثة الأمم المتحدة في إطار قرار مجلس الأمن رقم ۱۳۲۵٫ ركز المركز على دعم النساء النازحات من أوباري، حيث قامت مريم وفريق ازجر بإنشاء قاعدة بيانات لهن في شرق وغرب ليبيا، وقدمت المساعدات المالية والتعليمية لتمكينهن من المشاركة المجتمعية الفعالة.
خلال فترة النزاع في أوباري عام ۲۰۱۴، شاركت مريم في لجنة المصالحة، وساهمت في تنظيم “مهرجان السلام” لتعزيز التفاهم بين المجتمعات المختلفة. كما أطلقت مركز تمكين المرأة “أزجر” بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، والذي قدم تدريبات مهنية وجلسات دعم نفسي واجتماعي لتعزيز السلام والوحدة “كان لمركز ‘أزجر’ تأثير إيجابي كبير في تعزيز السلام وتقليل التوتر بين السكان المحليين. في البداية، واجهنا بعض التحفظات بسبب اسم المركز الطوارقي الأصل، ولكننا نجحنا من خلال عملنا وسمعتنا في جذب نساء من مختلف الأعراق. قدم المركز تدريبات مهنية وجلسات دعم نفسي واجتماعي فردية وجماعية، وسعينا دائمًا لنشر قيم السلام والوحدة. ومع ذلك، وبسبب الموارد والتمويل المحدود، اضطررنا إلى إغلاق جزء من مبادراتنا لعدم قدرتنا على توفير الاحتياجات الأساسية لمواصلة عملنا.”
في ۲۰۱۹ تم تأسيس منصة أوباري للسلام وتم إطلاق العديد من الحوارات والمبادرات المجتمعية منها مبادرة وثيقة السلم الطلابي ومنها تأسيس مجالس الأمهات بالتعاون مع مكتب مراقبة التعليم. عمل المجلس على معالجة مخاطر قرار بناء مدارس منفصلة حسب الانتماء القبلي، والذي كان يمكن أن يعمّق الفجوة بين القبيلتين داخل اوباري، بالاضافة إلى حل كافة الصراعات التي تنشأ بين الطلاب على مستوى مجلس الامهات قبل أن يتم تصعيدها على مستوى القبائل .
استفادت مريم من التدريبات التي قدمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مجال الوساطة والتفاوض لتطبيقها على النزاعات المحلية. ومن بين المبادرات البارزة التي قادتها مع زميلاتها وزملائها كانت حل النزاع المتعلق بإعادة افتتاح سوق أوباري الشعبي حيث دربت النساء على كيفية التفاوض، ونجحن في إعادة افتتاح السوق بعد مفاوضات ناجحة “قبل مشاركتنا في مبادرات هيئة الأمم المتحدة للمرأة، كنا نعتقد أن بناء السلام يحدث فقط أثناء الحروب والصراعات. ولكن بعد التدريبات حول المفاوضات والوساطة ودور المرأة في عملية بناء السلام التي قدمتها الهيئة، أدركنا أن بناء السلام هو عملية مستمرة تمتد إلى ما بعد انتهاء الصراع. واستخدمنا أوباري كمثال حي، حيث تعلمنا كيفية تحليل الصراع واختيار نوع التدخل المناسب لحله بشكل سلمي يرضي جميع الأطراف.“
أطلقت مريم وفريق أزجر مشروعًا يركز على تحليل الصراع، تناول المشروع الصراعات الحالية والماضية في أوباري، ومن خلاله تمكنوا من توسيع نطاق جهودهم في بناء السلام وفض النزاعات، عقدت مريم سلسلة من الجلسات الحوارية جمعتها بأصحاب المصلحة من مختلف المكونات، سعت من خلالها إلى التوافق حول إعادة فتح سوق أوباري الشعبي وتحديد مكان مناسب له، وهو ما تحقق بموافقة معظم أبناء المجتمع المحلي. وفي يوم عودة السوق، نظّم الفريق بازاراً ومائدة للسلام جمعت نساء من التبو والتوارق والعرب، في مشهد يعكس روح التعايش والتعاون. “لم تكن عودة السوق مجرد حدث اقتصادي، بل كانت نقطة تحوّل ساهمت في تخفيض الأسعار، وخلقت فرص عمل للشباب والمزارعين والنساء المنتجات، وأعادت الحياة إلى قلب المدينة. رغم أن عملية الوساطة والمفاوضات بدت معقدة وغير قابلة للحل، إلا أننا، بإصرارنا، نجحنا في تجاوزها بأساليب بسيطة وفعالة. هذا الإنجاز كان ثمرة عمل جماعي، وليس جهد فردي فقط. نحن فخورات جدًا بما حققناه.”
أختيرت مريم مؤخرا للعمل كعضوة في اللجنة الاستشارية التي أنشأتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، حيث تركز من خلال دورها على تعزيز حقوق المرأة وزيادة حصة تمثيلها في المجالس التشريعية إلى ۳۰%. كما تتعاون مع شبكة النساء الليبيات المتزوجات من غير الليبيين لدعم حقهن في المشاركة في الانتخابات، والدفع بإضافة بنود قانونية تتعلق بتجريم العنف ضد المرأة في الانتخابات.
ترى مريم أن النجاح في بناء السلام يتطلب تأسيس قاعدة مجتمعية قوية ودعمًا مجتمعيًا ثابتًا. توصي النساء الناشطات ببناء الثقة في مجتمعاتهن، والعمل على تحقيق الشمولية لضمان استدامة المبادرات وتحقيق التغيير المنشود.
رحلة مريم أمغار تعكس قوة المرأة في إحداث تغيير حقيقي داخل المجتمعات المتأثرة بالصراعات، وتبرز كيف يمكن للإرادة الصادقة والعمل الدؤوب أن يصنعا فارقًا في مجال بناء السلام وتعزيز حقوق المرأة في ليبيا.
هيئة الأمم المتحدةللمرأة