اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
أظهر استطلاع حديث للرأي أجرته “وان بول” (OnePoll) بتكليف من شركة “سليك ديلز” (Slickdeals) -وهي منصة تسوق شهيرة- أن “التسوق مع الأطفال أشبه بخلع الأسنان وأكثر تكلفة مقارنة بالتسوق من دونهم”
أظهر استطلاع حديث للرأي أجرته “وان بول” (OnePoll) بتكليف من شركة “سليك ديلز” (Slickdeals) -وهي منصة تسوق شهيرة- أن “التسوق مع الأطفال أشبه بخلع الأسنان وأكثر تكلفة مقارنة بالتسوق من دونهم”.
ووجد الاستطلاع المنشور في يناير/كانون الثاني ۲۰۲۳ -والذي شمل ألفي أميركي لديهم أطفال- أن اثنين من كل ۳ آباء قالوا إن التسوق مع أولادهم يميل إلى أن يكون أكثر تكلفة من التسوق بمفردهم، إذ تبلغ تكلفة التسوق الفردي نحو ۱۳۳ دولارا، فيما يبلغ متوسط تكلفة التسوق مع الأطفال ۱۷۹ دولارا.
لكن إذا كان الأمر كذلك وفي ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي أرهقت كاهل العالم وسكانه كيف يمكن تعليم أطفالنا أولويات التسوق والتمسك بشراء حاجاتنا الأساسية؟ وكيف يمكن تقنين رغباتهم غير المحدودة؟
يعد التحدث إلى الأطفال حول طريقة الإنفاق المثالية وتهذيب سلوكهم الشرائي أحد الحلول المقترحة، إذ توصلت دراسة حديثة أجرتها شركة “بيرسونال كابيتال” (Personal Capital) على البالغين حول المستقبل المالي والعوامل المؤثرة فيه أن حديث الوالدين حول المشكلات والاضطرابات المالية يمكن أن يكون له أثر إيجابي على المستقبل المالي لأطفالهما.
وكشفت الدراسة أن الأشخاص الذين تحدث آباؤهم معهم عن الأزمات المالية أو احتمال حدوثها كانوا أكثر عرضة بنسبة ۷۲% لأن يكونوا في وضع مالي جيد الآن من أولئك الذين لم يتحدث آباؤهم معهم (۶۵%).
وقال ۴۰% فقط من الذين شملتهم الدراسة إن أولياء أمورهم تحدثوا معهم عن أزمات مالية أو ركود اقتصادي محتمل.
وأشارت الدراسة ذاتها إلى وجود صلة قوية بين أسلوب إنفاق الوالدين ومستقبل أبنائهما المالي، إذ يتأثر الأبناء بالعادات الشرائية كالإفراط في الإنفاق أو ادخار المال وتنظيم استخدامه، فكلما كان رب الأسرة مسؤولا في إنفاقه ويتحكم بموازنة أسرته وليس العكس زادت قدرة أطفاله على تنظيم شؤونهم المالية مستقبلا وأصبحوا أكثر ميلا إلى محاكاة عادات الإنفاق المنضبطة.
قد يقلق الآباء من نقل شعور الخوف لدى الأطفال بشأن الأزمات المالية، وهنا تكمن صعوبة الحديث عن الضغوط الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة، وذلك على الرغم مما يوضحه الخبراء من أن فهم الأطفال قيمة المال تبدأ في سن لا يتجاوز الثالثة من العمر.
ويمكن اعتماد الوالدين في الحديث مع أطفالهما حول تكاليف المعيشة على مجموعة من النصائح تقدمها أنيتا كلير Anita Cleare الكاتبة والخبيرة في شؤون تربية الأبناء على موقعها الخاص:
حاولي التحدث مع الأطفال عن المال وتكلفة المعيشة بشكل واضح ومباشر، وتقديم أمثلة ونماذج مبسطة مع تمرير رسائل مطمئنة تقلل مخاوفهم.
يمكن أن توضحي لهم أن “الكثير من الأسعار ارتفعت، وسوف نعيد ترتيب أولوياتنا”، مع التركيز في الحديث عما يود الآباء شراءه بدلا من التركيز على ما لا يمكن شراؤه.
يمكن أن يشارك الأطفال في تقليل النفقات من خلال بعض النشاطات والإجراءات الملموسة التي يمارسها الكبار، مثل إطفاء الأنوار، كما يمكن للأطفال الأكبر سنا البحث عن وصفات لذيذة ورخيصة أو تمضية يوم في الخارج من دون تكلفة مادية، وأثناء التسوق بيّني لهم أسباب شراء سلعة معينة دون أخرى، كما يمكنهم المشاركة في اختيار السلع والمقارنة بين الأسعار.
يتمركز الأطفال عادة حول ذواتهم ويرون في كل متطلباتهم حاجة لا يمكن الاستغناء عنها.
يمكنك توضيح الفارق بين “الحاجات” و”الرغبات”، فمثلا نحن بحاجة إلى الغذاء لتغذية أجسادنا، في حين أن الحلويات والبسكويت مجرد رغبات، عند مغادرة المنزل ناقشي الأشياء التي لا يمكن الخروج من دونها والتي قد يسبب نسيانها ضررا، فمثلا ارتداء المعطف في صباح يوم قارس البرودة ضروري، في حين نسيان اللعبة لن يضر، من هنا يدرك الطفل فكرة الأولويات وتقديمها على الكماليات.
لا تترددي في قول “لا” بثبات وهدوء أمام رغبات الأطفال التي لا تنتهي، وحاولي ألا تدعي الشعور بالذنب يسيطر عليك، وإذا شعر الأطفال بخيبة أمل لأنهم لا يستطيعون الحصول على شيء ما أو الذهاب إلى مكان ما بسبب المال فاستخدمي بعض الحيل الوجدانية والعاطفية، مثل “أعلم أنك غاضب لأنه لا يمكنك الذهاب.. أعلم أنك كنت تتطلع إليه”، وهذه إحدى الطرق المتبعة لتدريب الطفل على تأجيل الإشباع أو تأجيل إرضاء رغبته بدلا من الإشباع الفوري والاستسلام للرغبات المباشرة.
حاولي إشراك الأطفال الأكبر سنا في صنع القرار وتنظيم الموازنة والتخطيط لها، والمساهمة في تحديد أولويات الإنفاق، وتحديد ما يمكن الاستغناء عنه بأنفسهم، مثل مراجعة فواتير الكهرباء والمياه وخدمة الإنترنت وفواتير الهواتف المحمولة، وإيجاد طرق عملية للتقليل من قيمة هذه الفواتير كنشاط منزلي ممتع يتابعه الآباء، وفي حال فوز الأبناء في تقليل النفقات يحصلون على الفارق مكافأة لهم.
توضح الطبيبة النفسية ماريا أليجاندرا -وفق ما نقله موقع “يو آر مام” (You are mom)- أن تلبية كل طلبات الطفل تضره أكثر مما تنفعه، فالطفل الذي يعتاد على الحصول على كل شيء دون بذل جهد أو تقديم مقابل يتحول إلى دكتاتور صغير ينتظر أن يخضع الأهل لكل رغباته، ويتطبع بخصال غير مرغوبة، كالأنانية والسطحية وعدم القدرة على التسامح، وينشأ شخصا اتكاليا غير قادر على العطاء أو مواجهة التحديات المحتملة مستقبلا.
وتحذر الطبيبة النفسية من الاستسلام لنوبات الغضب عند الأطفال، والتي تزيد لدى الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و۴ سنوات، لأن الاستسلام لنوبات الغضب قد يتحول إلى اكتئاب مع نمو الأطفال، ولا سيما في مرحلة المراهقة التي تزداد فيها تطلعاتهم ومطالبهم ولا يستطيعون التحكم بعواطفهم.
لذا، توقفي عن قول “نعم” لكل شيء، وتعلمي قول “لا” بحزم مخلوط بمشاعر الحب عندما يطلب أطفالك أشياء غير ضرورية، ويمكن أن تقترحي عليهم إمكانية شراء ما يرغبون فيه من خلال المشاركة في الأعمال المنزلية مقابل مكافآت من شأنها إكسابهم إحساسا بالمسؤولية والربط بين قيمة المال والعمل.
المصدر : الجزیرة