ملتقى «رويال» يناقش تحديات المرأة ويبحث تقديم حلول مبتكرة لها

شهد یوم الإثنین انطلاق ملتقى رويال الأول لتحديات المرأة، الذي يعد منصة ريادية تهدف إلى تمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع الكويتي والعربي. يركز الملتقى على تقديم حلول مبتكرة لدعم المرأة نفسيًا، صحيًا، واجتماعيًا، من خلال تزويدها بالمعرفة والأدوات اللازمة لتحقيق التميز في مختلف مجالات الحياة.

وشارك في الحدث مجموعة من الخبراء والمتحدثين البارزين من تخصصات متعددة، بهدف تبادل الأفكار والخبرات التي تسهم في تمكين المرأة من تجاوز العقبات، وإحداث تغيير مستدام يعزز مكانتها كقوة مؤثرة في بناء المجتمع وتقدمه.

وأكد الدكتور رفعت حليم، مؤسس مبادرة “رويال لحياة أفضل”، أن الملتقى يأتي في إطار رؤية شاملة لتعزيز جودة الحياة والصحة النفسية والجسدية، مشيرًا إلى أن المرأة تُعد الركيزة الأساسية لبناء الأسرة ونهضة المجتمع.

منصة تفاعلية

وأضاف حليم «نهدف ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ، إلى إﻧﺸﺎء ﻣﻨﺼﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺨﺒﺮات اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ، ﻟﺪﻋﻢ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺗﺤﺪﻳﺎﺗﻬﺎ اﻟﺼﺤﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮاﺣﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ، إذ ﻧﺪرك ﺟﻴﺪاً أن اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮأة ﻻ ﺗﻘﻞ أﻫﻤﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ، حيث ﺘﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻀﻐﻮط اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻫﻮ ﺟﺰء أﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ رﺳﺎﻟﺘﻨﺎ وﻧﺴﻌﻰ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ إلى ﺗﻮﻓﻴﺮاﻟﺪﻋﻢ اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﻼزم ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻗﻮﺗﻬﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ، ﻟﺘﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎً ﺑﺜﻘﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ أﻛﺜﺮ إﺷﺮاﻗﺎً».

وتابع «في ﻣﺒﺎدرة روﻳﺎل نؤمن ﺑﻘﺪرة اﻟﻤﺮأة ﻋلى اﻟﺮﻳﺎدة واﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، وﻧﺘﻄﻠﻊ إلى ﺗﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻟﺘﺠﺎوز ﻛل اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮض ﻃﺮﻳﻘﻬا»، مؤكداً الالتزام ﺑﻤﻮاﺻﻠﺔ دﻋﻢ اﻟﻤﺮأة وﺗﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻮق ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﻴﺎة متقدماً بالشكر ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻟﺤﺪث اﻟﻤﺘﻤﻴﺰ.

الذراع المجتمعية

وأشار إلى أن «مبادرة رويال تعد الذراع المجتمعية لمجموعة رويال الطبية كانت قد قررت تخصيص ۲۰ في المئة من أرباحها سنوياً لخدمة المجتمع المدني ومنظماته» لافتاً إلى أن «هذا الدعم معناه أن المبادرة تنفرد بأنها ذات تمويل ذاتي ولا تقبل أي تبرعات وهو ما يضمن لها الحياد ويعطيها ثقلاً للتطرق لقضايا شائكة».

وبين أنه «من خلال ثقة العملاء والشعب الكويتي في رويال كمؤسسة تجارية، فقد أصبح لديها رصيد شعبي تستند إليه في الخوض في قضايا شائكة، لاسيما أن المجتمع في الكويت يقدم نموذجاً فريداً لتحالف المجتمع المدني مع الجهات الرسمية ليقدم مجتمعاً متكاملاً ناهضاً».

واستطرد «من هنا جاء دعم رويال لمنظمات المجتمع المدني وكان من بين أبرز القضايا التي تصدت لها رويال، قضية الادمان حيث كان مؤتمر الحرية من الادمان والذي حضره نخبة من الاستشاريين في نسخته الاولى تحت شعار (مجابهة الوصم للمدمن) كما قدم في نسخته الثانية تجارب حقيقية ناجحة للمتعافين من الادمان».

وأوضح أن «هذا الملتقى في نسخته الأولى قاصر على المرأة اعترافاً منا بأن المرأة تستحق أن تكون البداية والنهاية لقضاياها حيث هي التي ينبغي أن تتبناها وتستعيدها وتناقشها وتقررها، حينها ستفرض مشاركتها الحقيقية للمجتمع وحينها جميعا سننهض، مؤكداً أن الملتقى دعوة للمشاركة وليس للاستماع فقط».

وكشف أن «الإقبال الكبير على التسجيل والحضور للملتقى فاق كل التوقعات، ما اضطر المنظمين إلى إغلاق رابط التسجيل قبيل الملتقى لعدم القدرة على استقبال جميع الراغبين بالتسجيل مقدماً الاعتذار لمن لم يتمكنوا من التسجيل في الدورة الحالية للملتقى واعداً بأن الدورات القادمة للملتقى أوسع بما يتناسب مع عمق وحجم قضية المرأة».

مسؤولية الاستمرارية

من جانبه، أكد مسؤول المبادرة ورئيس اللجنة العلمية للملتقى الدكتور طلال ملحم أن «الحضور الكبير للملتقى يحمّلنا مسؤولية الاستمرارية في مثل هذه الملتقيات الايجابية والتثقيفية والتوعوية».

وأشار إلى أن «الملتقى يناقش تحديات المرأة وهي من القضايا الشائكة والحساسة، حيث يجب فهم جميع المراحل التي تمر بها المرأة وتقديرها».

ولفت إلى ان «الملتقى يناقش هذه القضية بشكل علمي جريء وبعد نهايته سيكون هناك تصور وتوصيات، ستحدد توجهاتنا للملتقيات المقبلة التي تخص المرأة بشكل خاص».

من جهته، أكد رئيس اللجنة العلمية للملتقى واستشاري الطب النفسي الدكتور نبيل القط أن «الملتقى ﻳﻌﻜﺲ اﻟتزاﻣﻨﺎ اﻟﺮاﺳﺦ ﺑﺪﻋﻢ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻤﻜﻴﻦ حيث ﻧﻬﺪف ﻣﻦ ﺧﻼله إلى ﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء على اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﻨﺴﺎء ﻋﺒﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮاﺣﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﻦ، ﻣﻊ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪﻫﻦ على اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋلى ﻫﺬه اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت».

وأضاف «ﻧﺴﻌﻰ من خلال الملتقى إلى ﺨﻠﻖ ﻣﻨﺼﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ واﻟﺘﺒﺎدل اﻟﻔﻜﺮي ﺑﻴﻦ اﻟﺨﺒﺮاء واﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ، ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻌﺰﻳﺰ وﻋﻲ اﻟﻤﺮأة ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﺎ، ودﻋﻤﻬﺎ على اﻟﺼﻌﻴﺪﻳﻦ اﻟﻤﻬﻨﻲ واﻟﺸﺨﺼﻲ».

ولفت إلى أن «اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد ﺣﺪث، ﺑﻞ ﻫﻮ ﺧﻄﻮة ﻧﺤﻮ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ ﺣﻘﻴﻘﻲ، ﺣﻴﺚ ﻧﻄﻤﺢ إلى ﺗﻤﻜﻴﻦ اﻟﻤﺮأة ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إلى أﻗﺼﻰ إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ، إذ ﻧﺪرك أن ﺗﻤﻜﻴﻦ اﻟﻤﺮأة ﻫﻮ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄﺳﺮه، وأن ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﻳﻨﻌﻜﺲ إﻳﺠﺎﺑﺎً على ﻛﻞ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺤﻴﺎة».

وأعرب عن ﺷﻜره واﻣﺘﻨﺎنه ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ واﻟﻤﻨﻈﻤﺔ للملتقى، وﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻤﻮن ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ، ﻓﻤﻌﺎً ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺤﺪث اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ اﻟﺬي ﻧﺴﻌﻰ إﻟﻴﻪ.

أهداف الملتقى

وأشار الدكتور نبيل القط إلى أن أهداف الملتقى هي:

– تمكين المرأة ورﻓﻊ اﻟﻮﻋﻲ ﻟﺪى اﻟﻨﺴﺎء وﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﺪراﺗﻬﺎ ﻹدارة ﺻﺤﺘﻬﻦ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﺎل وإﻳﺠﺎد ﺣﻠﻮل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﻤﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ ودﻋﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺸﺎﺋﻜﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ.

– ﺧﻠﻖ ﻣﻨﺼﺔ ﻟﻠﺤﻮار وﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺤﻮار وﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﺴﺎﺣﺎت آﻣﻨﺔ ﻟﻠﻨﻘﺎﺷﺎت اﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺼﺤﺔ اﻟﻤﺮأة اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻤﺎ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻢ واﻟﻀﺒﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ.

– تعزيز التضامن النسائي من خلال بناء شبكة داعمة بين النساء المهتمات بالقضية وخبراء متخصصين من ناحية أخرى كضمان للمساندة المستمرة.

– الاﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ اﻟﺸﺎﻣلة واﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋلى اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮأة ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮاﺣﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ، ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﻬﺮﻣﻮﻧﻴﺔ، ﺗﺤﺪﻳﺎت اﻟﻌﻤﻞ، واﻟﺘﻮازن ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻤﻬﻨﻴﺔ.

– دعم المرأة في ريادة الأعمال وتحفيز النساء على الابتكار وتقديم الأدوات التي تمكنها من النجاح في سوق العمل وريادة الأعمال.

نخبة من الخبراء

تضمن الملتقى محاضرات علمية وحلقات نقاشية، ويحاضر فيه نخبة من الخبراء والمختصين في مختلف تخصصات الصحة النفسية، الصحة الجنسية والانجابية، والتغذية وطب العائلة والعلاج الطبيعي وصحة المرأة.