اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
أكدت منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة أن سكان غزة، بما في ذلك النساء والفتيات، يعيشون تحت وطأة مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، مشيرة إلى أن الأدلة تشير إلى تفشي الجوع وسوء التغذية، وارتفاع الوفيات المرتبطة به، خصوصًا في صفوف الأطفال والنساء.
ووفقًا لبيان أممي حديث، لم تتمكن الوكالات الإنسانية من إيصال كميات كافية من المساعدات بسبب الحصار الإسرائيلي، بينما بلغ استهلاك الغذاء “حدّ المجاعة” في معظم مناطق القطاع، وسُجلت حالات سوء تغذية حاد في مدينة غزة. كما تشير بيانات وزارة الصحة إلى أن عدد ضحايا التجويع والحصار وصل إلى ۱۴۷ شهيدًا حتى الآن، من بينهم ۸۸ طفلًا.
في هذا السياق، تسجل النساء حضورًا مؤلمًا في مشهد المعاناة؛ إذ يتحملن العبء الأكبر في ظل غياب المعيل، نتيجة استشهاد أو اعتقال الأزواج، أو فقدان الأبناء. المرأة الغزية اليوم ليست فقط أمًا أو زوجة أو ابنة، بل أصبحت معيلة، ومقدّمة رعاية، ومدافعة عن بقاء أسرتها، وسط بيئة تغيب عنها أبسط مقومات الحياة الكريمة.
وقالت تهاني قاسم، مسؤولة مركز “حياة” لحماية وتمكين النساء في قطاع غزة، خلال حديثها لنساء إف إم إن ما تواجهه النساء اليوم يتجاوز حدود الاحتمال الإنساني. فقد تحولت كل امرأة إلى عمود فقري لأسرتها، تقاتل من أجل لقمة عيش لأطفالها، في وقت تعاني فيه من القلق، والصدمة، والتشرد، والخوف المستمر. تؤكد قاسم أن “النساء يخترن الصبر القاسي على الانهيار، ويصنعن الحياة في قلب الموت”، رغم انعدام الخصوصية، وتردي الخدمات، والانتهاكات المستمرة بحقهن.
وتابعت يبذل مركز “حياة” جهدًا كبيرًا، رغم شح الإمكانيات، لتقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي، والتثقيف القانوني، إضافة إلى توزيع بعض المستلزمات الطارئة. لكن قاسم تشير إلى أن حجم الأزمة أكبر بكثير من قدرات أي مؤسسة محلية، مشددة على أن ما تحتاجه النساء في غزة الآن هو تدخل دولي فوري وحقيقي، يوقف الحرب، ويفك الحصار، ويوفر ممرات آمنة لإيصال الغذاء والرعاية الصحية.
واضافت ان النساء في غزة لا يطالبن سوى بحقهن في البقاء. في كل خيمة، وتحت كل أنقاض بيت، وفي كل سرير ولادة بلا دواء، تبرز قصة صمود جديدة، تقودها امرأة تدافع عن الحياة بأقصى ما تملك. فهل يستجيب العالم لهذا النداء قبل أن يُطوى صدى هذه الأصوات في صمت المجاعة.
نساء FM