اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
تلقي الحرب الجارية حاليا في السودان بتأثير مدمر على المدنيين ولا سيما النساء اللاتي يخاطرن بالخروج من المنزل لتلبية احتياجات أسرهن وبالتالي يتعرضن للكثير من المخاطر منها احتمال فقدان حياتهن.
هذا ما حذرت منه ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في السودان، السيدة أدجاراتو فاتو ندياي خلال حوار مع أخبار الأمم المتحدة تحدثت خلاله عن الدعم الذي تقدمه الهيئة للنساء السودانيات خلال هذه اللحظات العصيبة والمبادرات وجهود الاستجابة المحلية هناك.
بدأنا الحوار بسؤال الممثلة الأممية عن تأثير هذه الحرب على النساء والفتيات وأولويات هيئة الأمم المتحدة للمرأة في السودان فيما يتعلق بدعم النساء وأسرهن.
السيدة أدجاراتو فاتو ندياي: كما نعلم جميعا، للنزاع تأثير متباين على النساء والفتيات والرجال والفتيان. ومنذ بداية الحرب، تتعرض نساء وفتيات السودان لخطر الاشتباكات العنيفة بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية.
تسبب الصراع – وفقا لمنظمة الصحة العالمية – في مقتل أكثر من ۴۰۰ شخص وإصابة أكثر من ۴۰۰۰ سوداني بجراح.
تقف النساء في الصفوف الأمامية لتقديم اقتصاد الرعاية. لذلك فإنهن يخاطرن بالخروج من المنزل لتلبية احتياجات أسرهن وبالتالي يتعرضن لمخاطر فقدان حياتهن.
المرأة فاعل أساسي في الاستجابة الإنسانية ولديها معرفة فريدة فيما يتعلق بتلبية احتياجات المرأة والفتاة
النساء بحاجة إلى ملاجئ ومساحات آمنة وأدوية وخدمات أساسية في سياق أفادت فيه منظمة الصحة العالمية بأن ۶۱ في المائة من المستشفيات لا تعمل وأن ۲۳ في المائة منها تعمل بأقل من طاقتها.
المرأة فاعل أساسي في الاستجابة الإنسانية ولديها معرفة فريدة فيما يتعلق بتلبية احتياجات المرأة والفتاة.
لذا تعمل هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن كثب مع التحالفات النسائية التي أنشأت مبادرات خاصة في ولايات مختلفة للمشاركة في الاستجابة الإنسانية. لقد أنشأت هذه التحالفات منصة تسمى “سودان سلمي” ونحن نساعدهن على التنسيق ونوفر لهن الدعم المالي والتقني للتأكد من أن المنصة تعمل بكامل طاقتها. نحن نعتمد على هذه الشبكات لدعم توصيل المساعدات مثل الطعام والأدوية.
نعمل أيضا مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى لتوفير مستلزمات الكرامة للنساء والإيواء والغذاء والأدوية وكل ما يحتاجه الأشخاص المشردون للبقاء على قيد الحياة بكرامة.
ندعم أيضا الفتيات السودانيات اللواتي يقمن بعمل مهم من خلال إنشاء تطبيقات يمكنها مساعدة النساء من خلال توفير المعلومات عن السلامة والطرق الآمنة لمن يرغبن في الانتقال من مكان لآخر. وتوفر هذه التطبيقات معلومات حول مدى توفر الغذاء والدواء في المناطق المختلفة. لذلك نحاول العمل في جبهات مختلفة للتأكد من أننا جزء من الاستجابة.
نعمل أيضا عن كثب مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بالتعاون مع المجموعات النسائية بهدف إجراء تقييم جنساني بشأن الاحتياجات الإنسانية للتأكد من أن الاستجابة الإنسانية تسترشد بالمعرفة الجيدة لديناميكيات النوع الاجتماعي في المنطقة وأيضا كي نتمكن من الحصول على البيانات في هذا السياق الذي يتسم باضطراب في الخدمات.
من المهم أن نتمكن من الاعتماد على المجموعات النسوية التي تزودنا بالبيانات الصحيحة لتمكيننا من إجراء مثل هذا النوع من التحليل الجنساني والذي سيكون حاسما في سبيل المضي قدما.
السيدة أدجاراتو فاتو ندياي: نعلم جميعا أن خطر التعرض للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي يتزايد خلال أوقات الحرب. ونحن جميعا نتذكر الانتهاكات الجسيمة لحقوق المرأة والكم الهائل لانتهاكات العنف الجنسي التي حدثت خلال الحرب في دارفور.
ولهذا السبب دعونا المجتمع الدولي إلى أن يكون في حالة تأهب قصوى خلال هذا الصراع في السودان.
لقد حصلنا على بعض التقارير بشأن أعمال العنف القائمة على النوع الاجتماعي ونعمل عن كثب مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان لإعطاء هذه المعلومات – التي نتلقاها – ما تستحقه من الاهتمام للتأكد من أن لدينا الحقائق الصحيحة التي تستند إليها منظومة الأمم المتحدة في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الضحايا ومحاسبة المتهمين بارتكاب هذه الانتهاكات.
الاعتماد على الشبكات النسوية أمر بالغ الأهمية لأنه يساعدنا في التقارير المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي
أريد أن أجدد الدعوة التي أطلقتها مديرتنا التنفيذية، سيما بحوث لجميع الأطراف للالتزام بالقانون الدولي، كما دعت المجتمع الدولي إلى ضمان محاسبة جميع مرتكبي العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
في هذا السياق، يعد الاعتماد على الشبكات النسوية أمرا بالغ الأهمية لأنه يمكن أن يساعدنا في دعم التقارير المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، كما تساعدنا هذه الشبكات أيضا في الاستجابة لأنها تحظى بثقة مجتمعات النساء وبالتالي فإن ذلك يمكن أن يساعد عمل وكالات الأمم المتحدة في خططها التشغيلية خلال هذا الوقت الصعب للغاية.
السيدة أدجاراتو فاتو ندياي: لدى هيئة الأمم المتحدة للمرأة تاريخ طويل من الشراكة مع الحركة النسائية السودانية، ولدينا تاريخ طويل في دعم الحركة النسائية في السودان، وقد دعمت الهيئة النساء السودانيات لتأسيس حركة نسائية فعالة للغاية.
دعمت الهيئة إعادة هيكلة الحركة النسوية وتشكيل اللجان ذات الصلة، فضلا عن دعم مشاركة النساء في وضع الدستور وخلال المفاوضات التي أسفرت عن التوقيع على اتفاق جوبا للسلام.
لقد دعمنا أيضا دعوة النساء للتأثير على القرار ۲۵۲۴ الذي أصدره مجلس الأمن في ۲۰۲۰ والذي تم بموجبه تشكيل بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونيتامس)، وقد تم الاعتراف به كواحد من أكثر القرارات استجابةً للنوع الاجتماعي التي أقرها مجلس الأمن على الإطلاق.
ولذا فنحن لدينا تاريخ طويل في الانخراط مع النساء السودانيات. ونحن ندعمهن في هذه اللحظة من تاريخ السودان.
عندما نعلم أن النساء يتخذن مبادرات مختلفة في بلدهن لدعم الاستجابة الإنسانية، فإننا نساعدهن على إنشاء هذه المبادرات. إنهن يطالبن بالسلام في السودان ونحن نقدم لهن الدعم الفني والمالي للتأكد من أن هذه المبادرات تعمل.
نعلم جميعا أن مفاوضات السلام التي تشارك فيها النساء بفعالية من المرجح أن تكون ناجحة وأكثر استدامة.
نحن شركاء للنساء لأن تفويضنا يتعلق بدعم حقوقهن والتأكد من حمايتهن وأيضا مشاركتهن في جميع عمليات صنع القرار بحيث تتم تلبية احتياجاتهن.
بالإضافة إلى كل هذا، فقد وضعت هيئة الأمم المتحدة للمرأة استجابة طارئة عاجلة وسنقوم بتنفيذها بتنسيق قوي مع النساء السودانيات.
السيدة أدجاراتو فاتو ندياي: في الواقع، لدى هيئة الأمم المتحدة للمرأة مكاتب في معظم البلدان المجاورة للسودان، ويقوم مكتبنا الإقليمي بتنسيق هذه الاستجابة للتأكد من مشاركة مكاتبنا المختلفة في هذه الاستجابة.
لذلك نعتمد نفس الاستراتيجية في جميع المجالات من خلال إجراء تقييم للنوع الاجتماعي الذي يمكن أن يساعدنا بوضوح في تحديد ديناميكيات النوع الاجتماعي ومحاولة إنشاء آلية من شأنها التأثير على الاستجابة الإنسانية.
لقد عانى شعب السودان طويلا. إنهم يستحقون دولة مسالمة و يستحقون التنمية و السلامة
يتم تنفيذ معظم هذه الاستجابة من قبل أصحاب المصلحة الآخرين في هذا المجال.
السيدة أدجاراتو فاتو ندياي: كلمتي الأخيرة هي الدعوة إلى السلام في السودان. لا يمكن أن تحدث أي تنمية بدون سلام.
لقد عانى شعب السودان طويلا. إنهم يستحقون دولة مسالمة. إنهم يستحقون التنمية. إنهم يستحقون السلامة. إنهم يستحقون كل شيء في هذا العالم.
أنا عشت في السودان لما يقرب من خمس سنوات ويمكنني القول إن الشعب السوداني هم أجمل الناس الذين عاشرتهم على الإطلاق، لذلك أتمنى الأفضل للسودان وأتمنى أن يحمل المستقبل المزيد من الأخبار السارة له.
المصدر : أمم المتحدة