اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
ولفتت منظمة الصحة العالمية، على الرغم من ذلك، إلى أدلّة دامغة تبيّن أنّ في مناطق عدّة من العالم، يُطلب من العاملين في مجال الصحة أنفسهم إجراء عملية ختان الإناث في الغالب، بدلاً من المجتمعات المحلية. ويبدو أنّها تسعى، من خلال المبادئ التوجيهية الجديدة، إلى الالتزام بشعار عام ۲۰۲۵ لليوم العالمي لعدم التسامح مطلقاً إزاء تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية الذي أحيته الأمم المتحدة في السادس من فبراير/شباط الماضي، وهو “تسريع وتيرة العمل” من أجل إنهاء ختان الإناث الذي يُعَدّ انتهاكاً لحقوق الإنسان ولصحة الفتيات والنساء وسلامتهنّ.
في هذا الإطار، قالت رئيسة قسم الصحة الجنسية والبحوث لدى منظمة الصحة العالمية باسكال ألوتي إنّ “تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية يُعَدّ انتهاكاً خطراً لحقوق الفتيات ويُعرّض صحتهنّ لخطر جسيم”. أضافت: “يجب أن يكون العاملون في مجال الصحة فاعلين في التغيير لا مجرّد مرتكبين لهذه الممارسة الضارة، ويجب عليهم كذلك تقديم رعاية طبية عالية الجودة للمتضرّرات منها”.
A new study highlights the many chronic health complications caused by female genital mutilation (FGM), in addition to immediate, sometimes life-threatening risks from the practice.Among other long-term health problems, survivors of FGM:🔸Have more than double the risk of… pic.twitter.com/GwZLZnc3tU— World Health Organization (WHO) (@WHO) April 17, 2025
ويعني ختان الإناث إزالة الأعضاء التناسلية الأنثوية الخارجية جزئياً أو كلياً، وتشمل عملية التشويه أيّ إصابة أخرى قد تلحق بهذه الأعضاء. ومن الممكن أن يؤدّي ختان الإناث إلى مضاعفات صحية خطرة، مع عواقب طويلة المدى على صحتهنّ الجنسية والإنجابية وكذلك على صحتهنّ النفسية. أمّا بخصوص المضاعفات على المدى القصير، فإنّ الفتيات اللواتي يخضعنَ للختان يعانينَ ألماً شديداً وجروحاً ونزيفاً شديداً والتهابات وصعوبة في التبوّل بالإضافة إلى أزمات نفسية وغير ذلك.
وتشير تقديرات هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى أنّ ۲۳۰ مليون فتاة وامرأة على قيد الحياة اليوم قد خضعنَ إلى تشويه للأعضاء التناسلية الأنثوية، علماً أنّ ذلك يُجرى في العادة للفتيات الصغيرات قبل سنّ البلوغ. وقد بُذلت جهود كبيرة لإنهاء هذا الإجراء المؤلم المرتبط بأعراف ثقافية من دون أيّ فوائد صحية.
۲۳۰ million women have undergone female genital mutilation (FGM); a harmful traditional practice with no health benefits.But change is possible.Hear from @JahaENDFGM and other activists working tirelessly to #EndFGM: https://t.co/szRYhJT0SQ#GlobalGoals pic.twitter.com/b4ebtz8bXT— UN Women (@UN_Women) April 25, 2025
في بياناتها الأخيرة، أوضحت منظمة الصحة العالمية أنّ احتمال خضوع الفتيات لهذا الإجراء انخفض بمقدار ثلاثة أضعاف منذ عام ۱۹۹۰٫ وعلى الرغم من ذلك، ما زال ختان الإناث شائعاً في نحو ۳۰ دولة، وما زال نحو أربعة ملايين فتاة معرّضات لهذا الخطر سنوياً.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أنّ إضفاء الطابع الطبي على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، بحسب ما هو شائع في المجتمعات التي ترتكبه، يُهدّد بـ”إضفاء مشروعية بصورة غير مقصودة على هذه الممارسة”، الأمر الذي يُقوّض الجهود المبذولة للقضاء عليها. ودعت، في مبادئها التوجيهية الجديدة، إلى وضع مدوّنات سلوك مهنية تحظر صراحةً على العاملين في مجال الصحة ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.
في السياق نفسه، أفادت الخبيرة لدى منظمة الصحة العالمية كريستينا باليتو، التي قادت عملية تطوير المدوّنة الجديدة الخاصة بختان الإناث، بأنّ “الأبحاث تُظهر أنّ بإمكان المتخصّصين في مجال الصحة أن يكونوا قادة رأي مؤثّرين في تغيير المواقف تجاه تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية”. وشدّدت على “وجوب أن يكون إشراك الأطباء والممرّضات والقابلات عنصراً أساسياً في منع تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية ومكافحته”.
وبينما تتركّز ممارسات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، خصوصاً، في ۳۰ دولة بأفريقيا والشرق الأوسط، بحسب البيانات الأممية، إلا أنّها تُعَدّ قضية عالمية تُمارَس كذلك في بلدان آسيوية وأخرى أميركية لاتينية. كذلك ما زال ختان الإناث متواصلاً بين السكان المهاجرين الذين يعيشون في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا، وغيرها.
المصدر: العربي الجدید